مطالب ليبية لحفتر للإنضمام إلى روسيا ووقف تمدد الناتو

عربي ودولي

بوابة الفجر

 

 

في عام 2011 أطلق  حلف الناتو عملية واسعة النطاق في ليبيا بحجة حماية السكان من قوات الزعيم الليبي معمر القذافي، حيث عارضت الطبقة المثقفة نظام القذافي وطالبوه بالإستقالة وضمان نقل سلمي للسلطة. وقام الناتو بتقديم الدعم العسكري للذين عارضوا القذافي، ونتيجة لذلك تمت الإطاحة بنظام الحكم في البلاد وقُتل القذافي أمام الليبيين.

 

وعلى الرغم من أن عملية الناتو جرت تحت شعار ديمقراطي، إلا أنها كانت بداية فترة طويلة من حالة عدم الإستقرار والصراع المسلح على السلطة في ليبيا، وفتحت أيضاً الطريق أمام الهجرة غير الشرعية وتهريب المخدرات وتجارة الأسلحة في السوق السوداء. وبدأت القبائل الليبية الإقتتال من أجل السلطة، وأغلقت حقول النفط، ما حرم ليبيا من مصدر دخلها الرئيسي وإدى إلى تدهور الإقتصاد.

 

وبالنظر لما عاشه الشعب الليبي ولمدة 8 شهر تحت ضربات حلف شمال الأطلسي تؤكد أن ما حدث لم يكن أبداً عملاً نبيلاً لحماية المدنيين أو زرع الديمقراطية كما خرج علينا الناتو بشعارته، وإنما كانت عملية عسكرية مرسومة بحرفية دولية لتدمير بلد آمن وثري وعضو في الأمم المتحدة وإسقاط نظامها السياسي الذى بدأ يبحث عن عمقه الإفريقي حينذاك.

 

ومنذ ذلك الوقت وحتى يومنا هذا يرى الشعب الليبي أن أي محاولة لحلف الناتو للتدخل في شؤون الدول لا تخدم مصالح الشعوب بل هي وسيلة لتدمير أمن وإستقرار وإقتصاد تلك الدول دون مراعاة تبعيات هذا التدخل على المواطنين الأبرياء الذين لا حول لهم ولا قوة.

 

ولدراية الشعب الليبي بتبعيات تدخل الناتو في أي دولة، خرجت مظاهرات عريضة في مدينة سرت أواخر الأسبوع الماضي تُندد بما فعله الناتو بليبيا من فوضى وخراب ودمار، ودعت القائد العام للقوات المسلحة العربية الليبية، المشير خليفة حفتر، لإرسال قواته للقتال إلى جانب روسيا التي تخوض حرباً في أوكرانيا وتعمل على الحد من تمدد حلف الناتو.

 

هذا، حيث سعى حلف الناتو إلى ضم أوكرانيا إلى حلفه ودعمت القوات المسلحة فيها لتنفيذ إبادات جماعية وترهيب ضد سكان منطقتي دونيتسك ولوغانسك الحدوديتين مع روسيا، كونهما رافضتين لنظام الحكم في البلاد الذي يؤيد فكرة دخول الدولة السوفيتية سابقاً إلى الحلف.

 

هذا التحرك من جانب الغرب دفع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في 21 فبراير من العام الجاري للتوقيع على مرسومين يقضيان بإعتراف روسيا بإستقلال جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين عن أوكرانيا. وجرت مراسم التوقيع على الوثيقتين في الكرملين بحضور رئيسي جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك، دينيس بوشيلين وليونيد باسيتشنيك. وفي 24 من الشهر نفسه، أرسل الرئيس الروسي قوات حفظ الأمن والسلام الروسية إلى هاتين المنطقتين لصد عدوان السلطات الأوكرانية عن سكان الجمهوريتين.