رئيس جامعة سوهاج يفتتح المؤتمر العلمي الثاني لقسم أصول التربية

محافظات

جانب من المؤتمر
جانب من المؤتمر

افتتح الدكتور مصطفى عبدالخالق، رئيس جامعة سوهاج، المؤتمر العلمي الثاني لقسم أصول التربية تحت عنوان "المؤسسات التربوية ومخاطر العصر"، وذلك بقاعة الدكتور إبراهيم بسيوني بمقر كلية التربية بالحرم الجامعي الجديد.

وفي بداية كلمته رحب رئيس الجامعة بالحضور الذين هم قامات وقيادات أكاديمية أثرت في وجدان أجيال لهم كل التقدير والاحترام، وأردف أن من أبرز ما يصاحب التقدم والتطور العلمي والتكنولوجي هو ظهور مستحدثات تقنية تسعى من خلالها الدول الأكثر تقدمًا إلى فرض سيطرتها ومحاولتها عولمة الدول الأقل تقدمًا، لذا تحاول دائمًا دس أفكارها وقيمها التي لا تناسب أخلاقنا وقيمنا التي اكتسبناها من عقيدتنا وأعرافنا التي نشأنا عليها، مما يلقي على عاتق المؤسسات التربوية والتعليمية مسئولية ضخمة تتطلب حزمة من الإصلاحات والتغييرات الجذرية في الأنظمة التعليمية لمواجهة أهم تلك المخاطر وهي طمس هويتنا العربية وإذابة تاريخنا وتراثنا العريق، ومن هنا تبرز أهمية هذا المؤتمر وما سينتج عنه من توصيات وحلول لمواجهة تلك المخاطر.

وأعرب عن سعادته البالغة لوصول الجامعة للمركز الأول على الجامعات المصرية في محو الأمية، حيث أن لكلية التربية عظيم الفضل في وصول الجامعة لهذا المركز ومساهمتها في القضاء على هذا الخطر الذي يؤخر عجلة التنمية في مصرنا الحبيبة.

ومن جانبه أوضح الدكتور حسان النعماني نائب رئيس الجامعة لشئون الدراسات العليا والبحوث في كلمته أن عصرنا الحالي يحمل العديد من التطورات المتسارعة والتي بدورها تتضمن عدة تحديات ومخاطر تجابه المجتمع عامة والجهات المعنية بالتربية والتعليم بشكل خاص والتي تنقسم بين الأسرة والمؤسسات التعليمية، حيث تهاجم تلك المخاطر كل ما يشكل شخصية أبناءنا، وتؤثر سلبًا على أخلاقهم وقيمهم، وبالتالي لا بد من مواجهة تبعات هذه المخاطر بإعداد أفراد المجتمع فكريًا وعمليا لتخطي تلك العقبات والوقوف على أرض صلبة تنبع من عقيدة وقيم وأخلاق لا تتأثر بالسلبيات المصاحبة لذلك التطور.

وأشار الدكتور خالد عبداللطيف عمران، عميد كلية التربية، في كلمته إلى أن بزوغ مستحدثات تقنية ذكية تسهم في تحسين  حياتنا في المنزل، العمل، الجامعة والمدرسة، مما يقتضي تطوير في آليات وأدوات التعليم، مما يحتم على المؤسسات التربوية القسام بدور رئيسي في مجابهة المخاطر المرتبطة بهذه المستحدثات، وأهمها مخاطر طمس الهوية الوطنية لدى الشباب، وقطع الصلة بين الأبناء وتراث أمتهم بحجة التوجه إلى إدماج الكون في هوية واحدة متجانسة ثقافيًا، إقتصاديا واجتماعيًا، وأيضًا السعي إلى إذابة الحدود والحواجز الثقافية والفكرية والإقتصادية بين الأمم، وإشاعة ثقافة العولمة وثقافة الشركات العابرة للجنسيات والقوميات، والتدفق الإعلامي والمعلوماتي بين أنحاء البسيطة، ونشر ثقافة الاستهلاك، مضيفًا أنه بذلك أصبحت المؤسسات التعليمية بحاجه إلى توظيف التقنيات التكنولوجية المتسارعة بما يخدم العملية التعليمية، وإضافة مهارات تتعامل مع هذه التطورات وتضمينها في المناهج الدراسية بهدف تحسين بيئة التعلم وتطوير أنظمتها إضافة إلى الخروج بأفكار تساعد على تطبيق ثقافة الابتكار، والتغيير والتطوير في المدارس، الكليات والقيادات الإدارية والتعليمية وذلك من أجل إعداد جيل قادر على مسايرة   التطورات في شتى المجالات.

وأعربت الدكتورة فيفي أحمد توفيق أستاذ ورئيس قسم أصول التربية ورئيس المؤتمر عن سعادتها بالحضور في هذا المؤتمر الذي بلغ عدد بحوثه ١١ بحث وورشة عمل تدور حول محاوره المختلفة، علاوة على ندوة علمية، موضحة أن المجتمع الإنساني يواجه عديدا من المخاطر التي تهدد كيانه، وتفرض على المؤسسات التربوية أعباء ومسئوليات كثيرة لمجابهة هذه المخاطر، لتصبح بذلك هي الحصن الحصين الذي يحمي المجتمع ويقوده نحو السير قدمًا في مسيرة التقدم والنهضة العلمية والمعرفية.

وأكد الدكتور مصطفى رجب مقرر المؤتمر في كلمته أن قسم أصول التربية هو أحد أهم وأقدم أقسام الكلية، وعبر عن فخره وسعادته بانتمائه لهذا القسم العريق، مشيرًا إلى أن للمؤسسات التربوية دور هاما في الحفاظ على هوية وتاريخ الأمة، وتتحمل عبء مواجهة كل ما يهدد تراثها ويؤثر على مقدراتها، ومن أهم المخاطر التي تواجهها هو سعي الدول المتقدمة إلى فرض سيطرتها على غيرها من الأمم من خلال بث أفكار ومستحدثات تهدد موروثاتها من عقيدة وقيم ومبادئ، لذا يجب على تلك المؤسسات مواجهة هذه المخاطر وضحدها من خلال نظم ومناهج حديثة مواكبة لهذه التطورات وتحافظ في نفس الوقت على تراثها العقائدي وقيمها وأخلاقها.

كما أوضح الدكتور أحمد حسين الصغير أستاذ أصول التربية وأمين المؤتمر في كلمته أن المجتمعات الإنسانية وقدرتها على مواجهة مخاطر العصر، المصاحبة للتحول التكنولوجي والتغير الإقتصادي، الإجتماعي، السياسي، البيئي والتعليمي السريع والمعقد، رهن بقدرة تلك المجتمعات على تصور المستقبل والإعداد والتخطيط للتعامل مع متطلباته، ذلك لأن الفاصل الزمني بين الحاضر والمستقبل أوشك أن يكون فاصلًا افتراضيًا، وما لم يكن الإنسان مهيئا للمستقبل بكافة تطوراته وما يصاحبه من مخاطر فإنه لن يقدر على تخطيها، وهذا ما سيناقشه مؤتمرنا هذا من دور المؤسسات التربوية بكل أنواعها ي الحد من ومعالجة مخاطر العصر، وما أكثرها من مخاطر واقعيه، افتراضية، داخلية وخارجية، وعلى مستويات متعددة ومواجهتها لا تتطلب مجرد تعليم وإنما تتطلب تعليما جيدا يسهم في بناء إنسان قادر على التكيف مع مستجدات العصر، وعلى مواجهة التغيرات المتسارعة وما يتبعها من مخاطر وأزمات.

كما تضمن المؤتمر ندوة علمية حاضر فيها الدكتور عبد التواب عبداللاه عبد التواب أستاذ أصول التربية المتفرغ والعميد الأسبق لكلية التربية- جامعة أسيوط، ومن الجدير بالذكر أن رئيس الجامعة ونائبه قاما بإهدائه درع المؤتمر، وتضمن أيضًا ورشة عمل بعنوان الصراع بين طموحات العمل وتحديات الحياة ادارتها الدكتورة تغريد عمران استاذ المناهج وطرق التدريس المتفرغ بكلية البنات جامعة عين شمس، كما سيتم غدا على هامش المؤتمر مناقشة رسالة ماجيستير في تخصص أصول التربية بعنوان الدور التربوي للمدارس الثانوية غير الحكومية في تعزيز الهوية الثقافية لدى طلابها في ضوء متغيرات العصر الرقمي.