رامي رشدي يكتب: مجلس الحكماء ينحاز للدعوة.. ولتذهب السياسية إلى الجحيم

مقالات الرأي

رامي رشدي
رامي رشدي

ولا تزال لعبة الانتخابات تسقط الأقنعة فى حزب النور

فى الرابع من شهر مارس الحالى، أعلن حزب النور، الذراع السياسية للدعوة السلفية بالإسكندرية، نتائج انتخابات أمانات الحزب بمختلف محافظات الجمهورية، ووفقا للبيان: فإن انتخابات الحزب الداخلية حرصت على أن العضو غير العامل يحصل على دورات تثقيفية ليصبح ضمن الأعضاء العاملين، وتكون هذه الدورات فى العلوم السياسية والعلوم الإدارية والعلوم الاقتصادية، ويحق للعضو العامل التصويت فى الانتخابات، والعضو الذى يرغب فى الترشح للانتخابات يخضع لدورة تأهيلية تثقيفية فى مستويات أعلى.

وكما جاء فى البيان، فإن لجنة شئون العضوية بحزب النور، قامت بإجراء انتخابات الدوائر وعددها ١٩٠ دائرة على مستوى الجمهورية، وطبقًا للجدول الزمنى لإجراء الانتخابات الداخلية فإن انعقاد المؤتمر العام للمحافظات وانتخاب مكتب المحافظة ومندوبى المؤتمر العام للجمعية العمومية، تتم بعد انتخابات الدوائر.

وأشارت لجنة شئون العضوية، أن عدد المحافظات التى أُجريت عليها الانتخابات ٢٧ محافظة، لتشكيل هيئة مكتب المحافظة، والمكون من أمين المحافظة و٤ وكلاء وسكرتير المحافظة وأمين الصندوق، ويكون لجميع هيئات مكاتب الدوائر الترشح لانتخابات مكتب المحافظة.

 

انتهى البيان ولم يتطرق من قريب أو بعيد لانتخابات الهئية العليا للحزب، أو المرشحين لخوض منافسات رئاسة الحزب، أو المرشحين لمنصب نواب رئيس الحزب أو المرشحين لمنصب الأمين العام، وكأن هذا سر لا يجوز الإعلان عنه، أو الإعلان عن الانتخابات التى من المقرر لها أن تعقد فى شهر مارس الحالى، وكانت آخر انتخابات لحزب النور قد أجريت فى نفس الشهر من عام ٢٠١٧، وفاز بمنصب رئاسة الحزب يونس مخيون، وجلال مرة، أمين عام للحزب.

وبعد ٥ سنوات خاض غمارها حزب النور منافسات سياسية شرسة، بداية من حسم موقفهم فى انتخابات رئاسة الجمهورية عام ٢٠١٨، وإعلان الحزب دعمه للرئيس عبد الفتاح السيسى، وبعدها خوض غمار منافسات مجلس الشيوخ (٢٠٢٢)، ومن بعدها مجلس النواب، والتى خسر فيهما بنسبة كبيرة عن الدورات السابقة فى مجلس النواب (٢٠٢٢)، وحصد ٧ مقاعد فقط، ناهيك عن الخسارة الكبيرة فى أول انتخابات لمجلس الشيوخ فى ثوبه الجديد بعد ثورة ٣٠ يونيو ٢٠١٣.

حيث فشل حزب النور فى حصد أى مقاعد بانتخابات مجلس الشيوخ، رغم أن الحزب السلفى دفع بـ١٨ مرشحا على المقاعد الفردية، إلا أن جميعهم خسروا الانتخابات أمام باقى الأحزاب السياسية والمستقلين.

وأصبح حزب النور بعد نتيجة «صفر مقاعد» التى حصدها بانتخابات الشيوخ، وكان مهددًا بالخروج من تشكيلة مجلس الشيوخ، لولا تعيينات الرئيس عبدالفتاح السيسى، التى جاء من بينها ٢ من حزب النور، كان من ضمنهم أشرف ثابت، نائب رئيس حزب النور.

 

هذا الحصاد المخيب أربك المشهد الداخلى داخل الدعوة السلفية بالإسكندرية، وذراعها السياسية حزب النور، وما يدور داخلهما حاليًا غير معلوم، مع حالة السرية والضبابية الكبيرة التى تحيط بالمشهد، والذى بات غير مفهوم الملامح، خاصة أنه بالنظر إلى نتائج الانتخابات الداخلية لحزب النور، فإن معظم الفائزين بمنصب أمين الحزب فى المحافظات من مشايخ الدعوة السلفية، ورجال ياسر برهامى، والذى عمل خلال الفترة الأخيرة على منح مشايخ الدعوة فى المحافظات دورات تدريبية فى العلوم السياسية والإدارية، وخسرت كوادر الحزب فى الانتخابات الداخلية فى المحافظات أمام شعبية المشايخ.

وبات من المقرر خلال الأيام القليلة المقبلة، انعقاد المؤتمر العام للمحافظات، انتخاب مكتب المحافظة ومندوبى المؤتمر العام للجمعية العمومية، ومن خلالها سيتم اختيار ٥٠ عضوًا للهيئة العليا للحزب، على أن يقوموا بانتخابات المجلس الرئاسى الجديد للحزب ورئيسه، خلفا للدكتور يونس مخيون، المنتهية مدته بقضاء دورتين متتاليتن طبقًا للائحة، والتى تنص على حق الترشح للرئاسة مدتين على أن تكون مدة كل دورة ٤ سنوات، مع العلم أنه تم تأجيل الانتخابات فى أبريل ٢٠٢١ الماضى بسبب جائحة كورونا، وكل تلك الإجراءات لم يتم الإعلان عنها حتى الآن.

 

يجهز طبيب الأطفال د.ياسر برهامى، نائب رئيس مجلس إدارة الدعوة السلفية، للدفع بمرشحيه، حيث يعمل على حشد أعضاء الجمعية العمومية للحزب فى المحافظات لاختيار الشيخ رجب أبو بسيسة لرئاسة الحزب، وعبدالله بدران، ومحمد الشحات، نوابًا له.

وفى الوقت نفسه تم التوافق بين أعضاء الهيئة العليا على اختيار «جلال مرة» رئيسًا للحزب، وأشرف ثابت، نائب له.

هذا الخلاف بين الطرفين زاد فى الأيام الأخيرة، خاصة أن القواعد فى المحافظات باتت تعمل من الآن على الحشد لمرشحى د. ياسر برهامى، قبل التوافق عليهم والإعلان عن ذلك رسميًا.

وهو ما دفع قيادات حزب النور للتوجه إلى م. محمد عبدالفتاح أبو إدريس، رئيس مجلس إدارة الدعوة السلفية بالإسكندرية، والدكتور محمد إسماعيل المقدم، والدكتور أحمد حطيبة والدكتور أحمد فريد، أعضاء المجلس الاستشارى لمجلس إدارة الدعوة السلفية، فى محاولة منهم لحسم الخلاف مع الدكتور ياسر برهامى، من أجل التوافق على مرشحى الانتخابات، والرد على اتهامات برهامى بأن القيادات الحزبية هى السبب الرئيسى والمسئولة عن تراجع شعبية النور بين القواعد، وليس هناك من سبيل سوى الاستعانة بمشايخ المحافظات من أجل استعادة شعبية الحزب.

فى الوقت نفسه يُبرء قيادات الحزب أنفسهم من تلك الاتهامات، ويرون أن الاستعانة بالمشايخ يفقد الحزب المكتسبات السياسية والخبرات التى اكتسبتها قياداته خلال السنوات الأخيرة الماضية.

ولكن كان رد مجلس حكماء الدعوة السلفية ومستشاريها بأنهم سيتوجهون بالدعوة فى صلاتهم إلى الله لحسم هذه الأمور والخلافات بالخير وتمتم بعضهم بكلمات لقيادات النور: «اسمعوا كلام الشيخ إنه يرى الصواب».