الأم المثالية الأولى على الجمهورية: زوجي مات واشتغلت بالخياطة لتربية أولادي

محافظات

أسرة الأم المثالية
أسرة الأم المثالية

قصة كفاح سطرت بحروف من نور، بعدما تركت دراستها في الصف الرابع الابتدائي، كعادة أهل قريتها، وموقفهم من تعليم الفتيات، لتتجه إلى تعلم مهنة الخياطة، لتتزوج من مجند، خلال خدمته بالقوات المسلحة، لتعينه على مصاعب الحياة، ليمرض بعدها بجلطة في القلب، ويتوفى تاركًا لها 5 أبناء، لتبدأ بعدها قصة كفاح من جديد تتوج في نهايتها بلقب الأم المثالية الأولى لأحد المشروعات الصغيرة «التمكين الاقتصادي» على مستوى الجمهورية.

قصة السيدة شادية حسين راشد عبد العال، والتي تبلغ 70 عامًا، من محافظة قنا، بدأت عندما خرجت من الصف الرابع الابتدائي كعادة أهل القرية في عدم تعليم البنات في ذلك الوقت وتعلمت الخياطة، وتزوجت من زوج مجند بالجيش في عام 1971 كل ما يتقاضاه 2 جنيه فقط فقررت الرجوع للخياطة لمساعدة زوجها.

وبعد أن قامت حرب أكتوبر1973 وخرج الزوج من الجيش، بعد مرحلة مليئة بالقلق والتوتر تم تعيينه بالري براتب 9 جنيهات، وهي مازالت تمارس الخياطة وأنجبت خلالها خمسة أبناء عاش منهم ثلاثة فقط قامت برعايتهم بالإضافة إلى عملها بالخياطة لمساندة الزوج في مصاريف الدراسة والحياة.

بعد مرض الزوج بجلطة بالقلب أثرت عليه في القدم، وكان الأبناء في الدراسة فظلت هذه الأم بمساندة زوجها حتى قامت بتزويج ابنتها الكبرى بمحافظة البحر الأحمر وجهزتها أفضل جهاز وخلال هذه الفترة مرض الزوج للمرة الثانية.

توفى الزوج عام 2000، وكان الأولاد في مراحل التعليم المختلفة فكانت الابنة الثانية في انتظار نتيجتها في السنة النهائية لكلية الآداب والابن الصغير بالصف الأول الإعدادي، وعملت الأم كمدربة خياطة بمركز الفتيات التابعة للشئون الاجتماعية وقامت بتأجير محل لتعمل به بالخياطة للملابس والمفروشات والستائر وفى نفس الوقت.

استكملت الأم رسالتها، مع أبنائها وأيضا في عمل الخير ففي شهر رمضان تخصصه لعمل فساتين أطفال بناتي للأيتام والغير القادرين مجانا وتقوم بتوزيعهم قبل العيد بأيام قليلة وأيضا تساعد في جهاز العرائس الغير قادرات والأيتام وأيضا تقوم بشراء ماكينة خياطة لمن ظروفهن الاقتصادية صعبة وتريد أن تعمل. 

ولكن تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن فقط، توفيت ابنتها الكبرى في حادث أليم تاركة لها أحفاد في عمر الزهور تقوم هذه الزوجة برعايتها بعد وفاة ابنتها، وحصلت الابنة عبير على ليسانس الآداب، وتعمل مديرة مدرسة، ونجلها محمد، حصل على بكالوريوس تجارة ويعمل حاليا محاسب بشركة خاصة.