رسائل لعدة أطراف.. ماذا وراء هجوم أربيل الصاروخي بالعراق؟ (تحليلي)

تقارير وحوارات

بوابة الفجر

من المفترض أن يكون مبنى القنصلية الأمريكية في أربيل آمنًا بشكل كبير، لا سيما وأن المنطقة تمتع بالحكم الذاتي وكان يسودها السلام والازدهار، ولكن ظهرت الهجمات الأخيرة من قبل إيران خلاف ذلك، وبرغم عدم وضوح السبب، لكن يبدو أنه جزء من تشديد أوسع لموقف إيران تجاه الولايات المتحدة، خاصة عقب موقف طهران من إحياء الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015 والتشدد بشكل كبير يوم الخميس المنصرم، في فيينا، كما من الممكن أن الهجوم يكون محاولة من توعد إيران بالانتقام في الأيام الأخيرة لمقتل ضابطين من الحرس الثوري في غارة جوية إسرائيلية مزعومة في سوريا الأسبوع الفائت.

 

وأعلن الحرس الثوري الإيراني، الأحد، مسؤوليته عن هجوم صاروخي باليستي على مدينة أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق شبه المستقل.وسقط نحو عشرة صواريخ على المدينة في الساعة الواحدة صباحًا، قيل إنها استهدفت المبنى الجديد للقنصلية الأمريكية. على الرغم من قصف المناطق المجاورة، ويبدو أن الهجوم تسبب فقط في أضرار مادية. 

طائرات دون طيار

واستخدمت إيران صواريخها الباليستية لاستهداف المعارضين الأكراد، في سبتمبر 2018، وتضمنت عملية الضربة الدقيقة استخدام إيران لطائرات دون طيار لجمع المعلومات الاستخباراتية وتقييم الأضرار. ومن الواضح أن هذا الهجوم كان نذيرا للهجوم الذي تم تنفيذه اليوم. هذا يعني أن إيران تعلمت أخطائها من الهجمات السابقة على أربيل ووزنت نوع الذخيرة التي ستستخدم في هذا الهجوم- حسب  تَكهَّن بعض المراقبون-.

 

وفي العام المنصرم، استخدمت إيران طائرات دون طيار لاستهداف القاعدة الأمريكية في التنف في سوريا- قاعدة عسكرية للتحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة والذي أنشئ في عام 2014 بهدف معلن هو مواجهة  تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش"-. واستخدمت إيران طائرات دون طيار ضد إسرائيل في فبراير 2018، وفي مارس 2021، وفي مايو 2021، حيث أطلقتها من سوريا والعراق وإيران. 

رسالة إيران

وفي أبريل 2021، استخدمت إيران طائرات دون طيار لاستهداف  حظيرة طائرات في مطار أربيل، وذكرت صحيفة واشنطن بوست في ذلك الوقت أن وكالة المخابرات المركزية كانت تستخدم الحظيرة. كانت هذه واحدة من عدة هجمات بطائرات دون طيار على أربيل في عام 2021. وانتقلت إيران من استخدام صواريخ 107 ملم و122 ملم إلى طائرات دون طيار لاختبار فعاليتها. وهي تستخدم حاليًا طائرات دون طيار على غرار الكاميكاز والتي تشبه إلى حد كبير صاروخ كروز أو صاروخ V-1في طريقة عملها.

 

وباستمرار إيران في اتباعها نفس التكنيك، يدور في أذهان العديد تساؤلات حول رسالة طهران هل الوصول لإخراج الولايات المتحدة من العراق؟. فالرسالة الإيرانية هي أنه يمكن أن تستهدف الولايات المتحدة أينما كانت، كما انتشرت تقارير تزعم وقوع أضرار بمبنى كوردستان 24 الإعلامي في أربيل، مما يشير إلى احتمال استهداف إيران لشركات إعلامية مرتبطة بالحزب الديمقراطي الكردستاني الحاكم، وإرسال الرسالة نفسها إلى القيادة الكردية. 

حقيقة عدم وقوع إصابات 

كما زعمت التقارير المتداولة أن هجوم اليوم،  كان بصواريخ  ذات رأس حربي كبير، وأظهرت تقارير مصورة أيضا سقوط الصاروخ، ومع مثل هذه الصواريخ الكبيرة وإطلاق الكثير منها، فإن حقيقة عدم وقوع إصابات أمر مثير للاهتمام، ربما خططت إيران لضرب مناطق ليس بها الكثير من الناس وإطلاق النار عليهم بعد الساعة الواحدة صباحًا يعني عودة الكثيرين إلى منازلهم. قد يكون هذا أيضا حظ. عندما استهدفت إيران قاعدة الأسد في يناير  2020، لم تقع إصابات؛ لكن التقارير اللاحقة أشارت إلى مدى اقتراب الولايات المتحدة من فقدان الأرواح. وأصيب العديد من الجنود الأمريكيين بارتجاج في المخ بعد الهجمات الصاروخية الباليستية. 

 

يشار إلى أن نمط  إعادة تموضع الولايات المتحدة في العراق في نفس وقت التوترات بين الولايات المتحدة وإيران في 2019-2020. بدأت إيران تكليف ميليشياتها المتمركزة في العراق، باستخدام الصواريخ لاستهداف أربيل. كان للولايات المتحدة منشأة في مطار أربيل الدولي، وفي سبتمبر 2020، أُطلقت صواريخ عيار 122 ملم من سهول نينوى باتجاه محيط المطار. وفي فبراير 2021، تم إطلاق صاروخ أرضي آخر من عيار 107 ملم - صواريخ قصيرة المدى - يعتقد أنه لا يقل عن 14 صاروخًا على أربيل.