كل ما تريد معرفته عن فضائل ليلة النصف من شعبان

تقارير وحوارات

مصحف
مصحف

في الساعات الأخيرة، أعلنت دار الإفتاء المصرية، موعد ليلة النصف من شهر شعبان، وستكون ليلة الجمعة المقبل، وتبدأ من مغرب يوم الخميس 14 شعبان الموافق 17 مارس 2022 حتى فجر الجمعة 15 شعبان.


فضل ليلة النصف من شعبان
ومن الأحاديث الواردة في فضل ليلة النصف من شعبان "حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: فقدت النبي (صلى الله عليه وسلم) ذات ليلة، فخرجت أطلبه فإذا هو بالبقيع رافع رأسه إلى السماء، فقال: يا عائشة، أكنت تخافين أن يحيف الله عليك ورسوله، فقلت: وما بي ذلك، ولكني ظننت أنك أتيت بعض نسائك، فقال: إن الله تعالى ينزل ليلة النصف من شعبان إلى السماء الدنيا فيغفر لأكثر من عدد شعر غنم كلب (وهو اسم قبيلة)".

ومنها أيضًا حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "يطلع الله إلى جميع خلقه ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن".


إحياء ليلة النصف من شعبان 
وكانت قد أكدت الدار في فيديو موشن جرافيك بمناسبة ليلة النصف من شعبان أنه ليس من البدعة إحياءُ هذه الليلة بأنواع القربات؛ فإنها من معاني قوله تعالى: ﴿وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللهِ﴾، مستشهدة بعدد من الأحاديث التي وردت في فضل هذه الليلة، كقوله صلى الله عليه وسلم: "إِذَا كَانَتْ لَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ فَقُومُوا لَيْلَهَا وَصُومُوا يَوْمَهَا".

ودعت الدار المسلمين جميعًا إلى اغتنام هذه الليلة المباركة، والتقرُّب فيها إلى الله بالذكر والدعاء، وسؤاله الخير للنفس والأهل والوطن وجميع المسلمين.


وقال الدكتور محمد إبراهيم العشماوي، أستاذ الحديث وعلومه بجامعة الأزهر، إن استحباب إحياء ليلة النصف من شعبان والاحتفال بها، لأنها ليلة مفضلة هو قول جمهور الفقهاء، بل قال ابن تيمية: إنه قول أكثر الحنابلة، وعليه يدل نص أحمد كما في (اقتضاء الصراط المستقيم).

وتابع "العشماوي": إنما الخلاف بينهم في الاجتماع لها في المساجد، فالجمهور على كراهته، ومنهم من نص على بدعيته، وممن أجازه من السلف: خالد بن معدان، ولقمان بن عامر، وإسحاق بن راهويه، وقال: ليس ببدعة، نقله عنه حرب في (مسائله).

وأضاف: قلت أَحَبُّ إليَّ أن يعمل بقول الجمهور، فيحييها بنفسه من غير اجتماع في المساجد، وإن صلى بأهله في بيته رجوت ألا يكون به بأس، كما أشار إليه ابن تيمية في (مختصر الفتاوى المصرية)، ومثَّل له بصلاة النبي صلى الله عليه وسلم ليلة بابن عباس، وليلة بحذيفة، نسأل الله أن يجعلنا من المغفور لهم، المنظور إليهم، المرضي عنهم، في كل وقت وحين.. آمين.. آمين.

 

دعاء ليلة النصف من شعبان
وورد سؤال إلى دار الإفتاء المصرية يسأل صاحبه عن الدعاء المستحب في لية النصف من شعبان، وقالت إلإفتاء في جوابها عبر موقعها الإلكتروني كالآتي:

إن الدعاء المشتهر يقول: "اللَّهُمَّ يَا ذَا الْمَنِّ وَلَا يُمَنُّ عَلَيْهِ، يَا ذَا الْجَلَالِ وَالإِكْرَامِ، يَا ذَا الطَّوْلِ وَالإِنْعَامِ. لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ ظَهْرَ اللَّاجِئينَ، وَجَارَ الْمُسْتَجِيرِينَ، وَأَمَانَ الْخَائِفِينَ. اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ كَتَبْتَنِي عِنْدَكَ فِي أُمِّ الْكِتَابِ شَقِيًّا أَوْ مَحْرُومًا أَوْ مَطْرُودًا أَوْ مُقَتَّرًا عَلَيَّ فِي الرِّزْقِ، فَامْحُ اللَّهُمَّ بِفَضْلِكَ شَقَاوَتِي وَحِرْمَانِي وَطَرْدِي وَإِقْتَارَ رِزْقِي، وَأَثْبِتْنِي عِنْدَكَ فِي أُمِّ الْكِتَابِ سَعِيدًا مَرْزُوقًا مُوَفَّقًا لِلْخَيْرَاتِ، فَإِنَّكَ قُلْتَ وَقَوْلُكَ الْحَقُّ فِي كِتَابِكَ الْمُنَزَّلِ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّكَ الْمُرْسَلِ: ﴿يَمْحُو اللهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ﴾، إِلهِي بِالتَّجَلِّي الْأَعْظَمِ فِي لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَهْرِ شَعْبَانَ الْمُكَرَّمِ، الَّتِي يُفْرَقُ فِيهَا كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ وَيُبْرَمُ، أَنْ تَكْشِفَ عَنَّا مِنَ الْبَلَاءِ مَا نَعْلَمُ وَمَا لَا نَعْلَمُ وَمَا أَنْتَ بِهِ أَعْلَمُ، إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعَزُّ الْأَكْرَمُ. وَصَلَّى اللهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ".

وتابعت الإفتاء أن تلاوة هذا الدعاء وتخصيص ليلة النصف من شعبان به أمرٌ حسنٌ لا حرج فيه ولا منع؛ فذكر الله تعالى والثناء عليه والتوجه إليه بالدعاء كل ذلك مشروع؛ لعموم قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "الدُّعَاءُ هُوَ العِبَادَةُ"، ثم قرأ: ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ﴾. رواه الترمذي.


كما أن أصل الألفاظ المستعملة في هذا الدعاء وارد عن بعض الصحابة والسلف؛ فعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال وهو يطوف بالبيت: "اللهم إن كنت كتبت علي شقاوة أو ذنبًا فامحه؛ فإنك تمحو ما تشاء وتثبت، وعندك أم الكتاب، فاجعله سعادة ومغفرة".


وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: "ما دعا عبد قط بهذه الدعوات إلا وَسَّع الله له في معيشته: يا ذا المن ولا يُمَنُّ عليه، يا ذا الجلال والإكرام، يا ذا الطَّول، لا إله إلا أنت، ظهر اللاجئين، وجار المستجيرين، ومأمن الخائفين، إن كنت كتبتني في أم الكتاب شقيًّا، فامحُ عني اسم الشقاء، وأثبتني عندك سعيدًا، وإن كنت كتبتني عندك في أم الكتاب محرومًا مقترًا عليَّ رزقي، فامحُ حرماني، ويسر رزقي، وأثبتني عندك سعيدًا، موفقًا للخير؛ فإنك تقول في كتابك الذي أنزلت: ﴿يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ﴾".


وبقية الدعاء من عند قولهم: "إلهي بالتجلي الأعظم" إلى نهايته، زادها الشيخ ماء العينين الشنقيطي كما ذكر ذلك الإمام الرائد محمد زكي إبراهيم في رسالته "ليلة النصف من شعبان في ميزان الإنصاف العلمي".