السفير أحمد أبوالمجد يكتب: الاستمطار الصناعي في قمة المناخ

مقالات الرأي

أرشيفية
أرشيفية

أتذكر أن السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي، قال في إحدى فعاليات مؤتمر شباب العالم في يناير الماضي إن "الإنسان هو المخلوق الوحيد الموجود على الأرض القادر على الإصلاح والإعمار بقدر ما هو قادر على التدمير، ووجود الخطر لا يمنع وجود سبيل لمجابهته". بالفعل الرئيس أوجز في كلامه بخصوص كيفية قدرة الإنسان على البناء والإصلاح وفي الوقت ذاته قد يكون مدمرًا لمن حوله وللبيئة أيضًا.

كلمات الرئيس أخذتني إلى التفكير في مؤتمر "كوب 27" الذي سوف تستضيفه مصر في نوفمبر 2022، وما الموضوعات التي يمكن أن تناقش في القمة لوضع أسس قابلة للتحقق لمواجهة التغيرات المناخية.

في رأيي المؤتمر غاية في الأهمية وسيكون نقطة تحول في القارة الأفريقية لأسباب عدة سوف نتطرق لها لاحقًا.

قبل أي شيء، من الضروري معرفة أن التغيرات المناخية أثرت على غالبية دول العالم، كما أن الاحتباس الحراري في ارتفاع بسرعة وبشكل مقلق، وهو ما دفع رئيس وزراء بريطانيا بوريس جونسون في تنبيه العالم في قمة جلاسكو كوب 26 بشأن اختفاء العديد من المدن، مثل الإسكندرية وميامي وشنجهاي، إذا ارتفعت درجات الحرارة 4 درجات مئوية.

الهندسة المناخية، المحور الأهم الذي قد يغير المناخ ويعزز وجود المياه على الأرض ويساعد على التغيير إلى نظام بيئي طبيعي مستدام، وتكمن هندسة المناخ في مجموعتين رئيسيتين، الأولى تهتم بالحَد من انبعاثات غاز ثاني أوكسيد الكربون في الغلاف الجوي، والثانية تتبلور حول السيطرة على أشعة الشمس بواسطة عكس هذه الأشعة إلى الفضاء، ويندرج هنا الاستمطار الصناعي.

ويحدث الاستمطار الصناعي، باستخدام طائرات أو صواريخ لزرع المحفزات الكيميائية في الغيوم مع الثلج الجاف، بهدف تحفيز السحب على المطر في المنطقة المحددة.

دول في الخليج العربي أخذت خطوات عملية في الاستمطار الصناعي، على سبيل المثال تجربة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات، وبالفعل حققت التجربة نجاح.

سيحقق الاستمطار الصناعي فوائد عدة للدول التي تعاني من الجفاف المائي، ويفترض أننا ضمن تلك الدول، ومن تلك الفوائد تحقيق مخزون للمياه الزراعية، والمساهمة في زيادة الرقع الزراعية، فضلًا عن حل مشكلة الاحتباس الحراري.

أعتقد أن إدراج مصر هندسة المناخ عامة، والاستمطار الصناعي خاصة، ضمن أجندة مؤتمر قمة المناخ، سيكون لهما تأثير كبير على مناخ المنطقة والعالم، لما فيه من الفاعلية في تحسين المناخ للأجيال الحالية والمقبلة.