«السينما النظيفة» اختراع لمدعي الفضيلة

الفجر الفني

الناقدة ماجدة موريس
الناقدة ماجدة موريس

 

 


تداول مصطلح السينما النظيفة منذ بداية التسعينات وتحدث عنه النقاد بين مؤيد ومعارض لهذا التعبير وأحدث جدلًا واسعًا فهناك من اعترض عليه واعتبره سُبّة وإهانة للفن وطرحوا سؤالًا هل السينما قبل هذا التعبير كانت غير نظيفة؟ واستشهدوا بأفلام الزمن الجميل مثل أفلام فاتن حمامة وسعاد حسني فكان هناك مشاهد ترفض كليًا وجزئيًا وعلى الرغم من ذلك لم نسمع شيئًا يدعى السينما النظيفة وهناك من أيد هذا المفهوم حفاظًا  على الأطفال وصغار السن من رؤية مشاهد تخدش حيائهم وخاصة في ظل التقليد الأعمى لدينا مثل هذه المشاهد تعتبر لغم يهدد المجتمع.


نجوم رفضوا مصطلح السينما النظيفة


عبير صبري

رفضت الفنانة عبير صبري مصطلح السينما النظيفة مبررة ذلك بأنها تختار أدوراها بعناية والهدف هو العمل الجيد مع صناع محتوى محترفين


ولفتت إلى أن هناك شريحة من الجمهور تحكم على العمل الفني قبل عرضه دون العلم بقصة الفيلم وأحداثه وهذه طبيعة مجتمع.


و أكدت على أن هناك بالفعل مشاهد يتم الإعلان عنها  قبل طرح العمل وعرضه في السينمات لزيادة المبيعات والترويج إلى الفيلم.

 

إلهام شاهين

رفضت الفنانة إلهام شاهين تعبير السينما النظيفة وأعلنت عن ذلك خلال لقاء تليفزيوني مع الإعلامية "لميس الحديدي" وقالت «مافيش حاجة اسمها السينما النظيفة وده جهل واللي بيقول كدا يروح يدرس ويفهم»

 

وأعربت عن استيائها من الفنانات التي ترفض مشاهد القبلات والأحضان واستشهدت بنجمات الزمن الجمل وتاريخهم الحافل وأسماؤهم الخالدة في ذهن كل مصري أمثال الفنانة سعاد حسني وهند رستم معلقة « لو مش بتحترموا تاريخهم متشتغلوش وأبعدوا عن الوسط».

 

السينما النظيفة اختراع مدعي الفضيلة


قالت الناقدة ماجدة موريس خلال حوراها لبوابة "الفجر الفني" أن مفهوم السينما النظيفة ما هو إلّا مجرد اختراع لبعض مدعي الفضيلة ويعتبر  إهانة  للشعب المصري الذي أحب السينما منذ بدايتها والذي رآها وشجعها منذ أن بدأ محمد بيومي يقدم أعماله الأولى.

 

وأكدت أن مشاهد الإغراء والعُري ليست عيبًا إذا كانت لها ضرورة درامية وإذا قدمها المخرج ببلاغة فنية أما عن المخرج ضعيف الموهبة فهو من يجعل الناس تلجأ إلى مثل هذه التعبيرات لاستفزازه المشاهد بتقديم المشهد بشكل مبتزل غير مهني.

 

وأردفت أن العمل الفني يحتاج إلى هذه المشاهد وفقًا لأهميتها ولتحقيق الواقعية داخل السيناريو واستشهدت بـ أفلام مثل « القاهرة ٣٠» و«شباب إمرأة» وغيرها.

 

وبسؤالها عن التصنيف العمري هل يعتبر حل لهذا الجدل وهل هو منطقي وواقعي قالت إن التصنيف العمري هو حقيقة ومنفذ في أغلب دول العالم ونحن بحاجة إليه لأننا ألان نرى تقريبًا كل ما يراه العالم من خلال دور السينما والمنصات والمواقع الإلكترونية.

 

دور الرقابة

اختتمت الناقدة ماجدة موريس حديثها لبوابة "الفجر الفني" بالحديث عن الرقابة ودورها قائلة " الرقابة لها قوانينها الخاصة بسياسة الدولة وكثير وما تعترض على ما يخص السياسة وليست مشاهد العري والاغراء".

 

وأعربت عن استيائها حول أزمة السينما النظيفة لإنه يدين السينما بشكل عام من مبدعيها الذين الذين قدموا لنا الكثير من الفن والفكر.


الفن لا يوجد تصنيفات


كشفت السيناريست ميرنا الفقي في حوارها لبوابة «الفجر الفني» عن رفضها لوضع الفن تحت مسميات أو تصنيفات وأكدت على حرية الفن وأنه لا يجب وضعه تحت أي قيود تعترض طريق الإبداع

 

واستشهدت أيضًا بأفلام الزمن الجميل في أوائل الأربعينات بوجود الفساتين والمايوهات ومع ذلك لم نستمع عن المسميات التي نسمع عنها اليوم وعبرت عن ذلك قائلة «العقول ساعتها هي اللي كانت نظيفة».


وأكدت أن العمل الفني وقوة القصة هي التي تجتذب المشاهد لمشاهدته وليست مشاهد العُري والإغراء أو وجود راقصات وما شابه ذلك

 

ولفتت إلى أن العمل الفني يجب أن يكون واقعي وليس الإغراء بهدف التربح ولكن عندما نقدم مشهد على البحر يجب أن يقدم حقيقي بملابس البحر الخاصة بمثل هذا المكان  وليس ببناطيل وهكذا.

 

ولكن هناك مشاهد ليس من الضروري وجودها داخل العمل الفني ومن الممكن التلميح إليها من بعيد ويرجع ذلك إلى صانع العمل سواء مخرج أو مؤلف.


وبسؤالها عن احتمالية خلو السيناريو من مشاهد يطلق عليها البعض سينما نظيفة ضربت لنا مثل من فيلم الزوجة "13"


وقالت إن افتتاحية الفيلم كانت سيدة ترتدي مايوه ونائمة على البحر وأكدت أن هذا المشهد إذا قُدم في وقتنا الحالي لأثار جدلًا كبيرًا


واختتمت حديثها بعبارة حقيقة وهي « العقول هي اللي أتغيرت وليس الفن».