"أباجورة وستارة وخدادية".. "إسراء" تزين جناح معرض ديارنا بمنتدى شباب العالم

أخبار مصر

إسراء خلال معرض ديارنا
إسراء خلال معرض ديارنا بمنتدى شباب العالم

يشارك معرض "ديارنا" أقدم المعارض المصرية وأوسعها انتشارا في منتدي شباب العالم في نسخته الرابعة، بشرم الشيخ، حيث تفقد السيد الرئيس المعرض، وأثنى على المعروضات، وأدار حديثا ثريا مع العارضين، متمنية كل النجاح والتوفيق لجميع المشاركين في فعاليات المنتدي.

وتستعرض "الفجر" قصة أحد المشاركين في فاعليات المنتدي، وهي أسراء طالبة بقسم الديكور في كلية الفنون الجميلة:-

زخارف مبهجة بدرجات الأزرق والأحمر والبرتقالي والبني والبيج، وأيضا الأسود والأبيض، تخطف العين وتنقلك مباشرة لأجواء عربية شرقية خالصة، زخارف الأوراق النباتية والورود والأشكال الهندسية المميزة لخشب المنابر وشرفات  المساجد، وزهرة اللوتس الفرعونية، تبرز على الستائر والخداديات والمفارش والشيلان والأباجورات.

من بعيد، وقبل أن تدخل لجناح "ألف ونون" بمعرض ديارنا بمنتدى شباب العالم، تظنها أشكالا لفن الخيامية، والرسم بالقماش على القماش، فإذا اقتربت ولمست الخدادية القطن بيدك، ستكتشف أن كل تلك الرسومات "المنفوشة "هي تطريز بارز بخيوط الصوف الطبيعي.

تطريز بماكينة يدوية قديمة، تسمى ماكينة الشنيط والكوردون، استخدمتها جداتنا قبل سنوات بعيدة، لتطريز فساتينهن وجلابيبهن بوردود من خيوط الحرير، لكن إسراء فتحي، اختارت أن تستخدم خيوط الصوف، لتطرز بها على قماش القطن المصري "الدك" المتين، رسومات عربية وإسلامية وفرعونية.

اختطفت شركات الملابس إسراء منذ كانت طالبة بقسم الديكور في كلية الفنون الجميلة، لتكون مصممة أزياء، وانتقلت من شركة لأخرى، حتى قررت- في لحظة- التفرغ لمشروعها الخاص "ألف ونون"، فإذا بها تعود إلى ديكور المنزل مرة أخرى.

مضى على "تلك اللحظة" 15 عاما، وتحول المشروع الذى بدأته فتاتان إلى مشروع تديره إسراء بصحبة 45 حرفيا فنانا، منتظمون في العمل.

"السوق عايز إيه"
كانت قد وصلت للخامسة والثلاثين، وتنقلت في العمل من شركة أزياء إلى أخرى منذ تخرجت في كلية الفنون الجميلة، كمصممة أزياء، تنفذ بدقة توجهات صاحب شركة الأزياء أو ما يريده السوق، لكن كان الشعور الذى يسيطر عليها، هو الرغبة في أن يرى الناس تصميماتها النابعة من داخلها هي، هي فقط.

لم تشجعها والدتها على أن تترك الراتب الثابت، لتبدأ مشروعا لا تعرف إن كان سيكتب له النجاح أم لا، لكن بحسها الفني ودراستها العلمية أخذت تدرس السوق وما يمكن أن تضيفه ويعجب الناس.

" ب500 جنيه اشتريت قماشا وخيوطا وصممت رسمة لخدادية وبدأت أطرزها، وعرضتها على إحدى جاليرهات وسط البلد  بالقاهرة، فطلب صاحب الجاليري قطعا أخرى، كل قطعة لها تصميم مختلف، لا آخذ أى رسمة من الانترنت، كلها من تصميمي".

ببط شديد كانت تطرز إسراء قطعا مختلفة، وتسوقها عبر جاليري أو اثنين، "كنت أسأل أصحاب الجاليرى عن رأى الناس في قطعي، وما الذى أعجبهم منها، وإيه ملاحظاتهم،عشان أشوف أذواق الناس، واللي السوق محتاجه، هل ألوان تانية؟ مقاسات أكبر؟، إيه الألوان الموضة السنة دي، وأشوف على النت إيه الموضات الجديدة".

لم تكتف إسراء بآراء عملاء الجاليريهات، بل كانت تزور معارض الهاند ميد، وأحيانا تعرض قطعها في المعارض، حتى اطمأنت إلى أن عمل يدها يعجب الناس، وهنا قررت ترك الوظيفة والتفرغ لمشروع خاص.

في 2015 اتفقت إسراء مع صديقة لها أن تبدءا معا مشروعا خاصا، وسجلتا الشركة رسميا، لانتاج إكسسوارات البيوت المطرزة بغرزة الشنيط.

"ألف ونون" هما أول حرفين من إسمي الشريكتين، وأصبح هو اسم المشروع الذى استمر حتى الآن، رغم انفصال الشريكتين، كونه أصبح علامة تجارية، لا تريد إسراء التضحية بها.

أقدم مطرزة "فرعونية"

التطريز فن مارسته شعوب معظم الحضارات القديمة في فارس وآسيا الوسطى والهند والصين واليونان والرومان، وفي مصر عثر على أقدم مطرزة لازالت موجودة حتى الآن في مقبرة توت عنخ آمون، تعود للقرن السادس عشر قبل الميلاد.

وفي العصر الاسلامى استخدم فن التطريز لتزيين ملابس ومفارش ومجالس الكبراء، وأنشئت أماكن متخصصة تسمى "دار الطراز" لتزيين ملابس الأمراء والسلاطين، كان بعضها يطرز بخيوط الذهب والفضة، وانتقلت بعض المطرزات إلى أوروبا في شكل هدايا للملوك والنبلاء.

انتشر التطريز في انجلترا في القرنين 13 و14 ميلادية، خاصة لثياب رجال الكنيسة والطبقة الأرستقراطية، وبعضها لازال محفوظا بالمتاحف، وفي المستعمرات الأمريكية كان التطريز مهنة شعبية تمارسها الفتيات والأطفال على نماذج معدة سلفًا، تشتمل على أمثال شعبية أو أقوال مأثورة بين زخرفات متنوعة ويوقع عليها المطرز باسمه.

اختيار الألوان ونوع الخيوط وطريقة التطريز، هو ما يميز الطرّاز عن زميله، فالتصميم والرسوم وبعض النماذج الزخرفية، هى نماذج تقليديها تتوارثها الأجيال خاصة في المجتمعات الريفية، وبعض التصاميم كانت تباع في الأسواق مطبوعة في كراسات أو على القماش أو على نسيج يثبت على ظهر القماش المراد تطريزه.

أقمشة القطن أو الحرير أو الكتان أو القماش الشبكي المفرغ "الكنفا"، أكثر ما استخدم في التطريز، وقد ينفذ على الجلد، والخيوط من القطن أو الحرير أو الصوف أو الكتان، وكذلك خيوط الذهب والفضة، وقد يستخدم الخرز والصدف والأحجار الكريمة، وتختلف إبر التطريز في أحجامها وأشكالها حسب القماش والخيط المستعمل.

من أشهر الغرز المستخدمة في التطريز غرزة التيج أو الساق، والسلسلة، والعروة، الساتان، العقدة، اللفقة وغيرها، وهناك التطريز المثقب أو المفرغ أو السويسري، والمخرم "الآجور".

ورغم تراجع فن الإبرة، بعد اختراع آلات التطريز في القرن 17 ميلادية، بقي فن التطريز كهواية وحرفة وصناعة تتوراثها الأجيال، وتشجعها الحكومات والمؤسسات، وتنتشر المطرزات الآن في الهند والصين وسوريا ولبنان ومصر، لا سيما مطرزات السيرما المذهبة على قماش المخمل، ومطرزات المفارش الحريرية والستائر، وتظل المطرزات اليدوية هى الأجمل والأغلى.

حكاية "العقدة وشنيطة"

عرضت إسراء وصديقتها إنتاج مشروعهما لأول مرة، بمعرض كرييتف ايجيبت، وفوجئتا بنفاد كل الانتاج خلال الأيام الأولى للمعرض، وهنا بحثت إسراء عن حرفيين لمساعدتها، لتزيد من انتاجها.

كانت إسراء قد تعرفت على ورش التطريز خلال عملها في مجال الأزياء، وتعرفت على ماكينة تطريز الشنيط، تلك الماكينة اليدوية القديمة التى يقال أنها دخلت مصر مع قدوم الحملة الفرنسية، ويصل سعرها الآن لنحو 55 ألف جنيه وغير منتشرة، وتعلمت كيفية استخدامها.

لم تفضل إسراء أن تقتني الماكينة، وفضّلت أن تهتم بالتصميم والخامات، وتوكل مهمة التطريز بالماكينة إلى حرفيي الورش، تطبع لهم التصميم، وتشتري الأقمشة القطنية والخيوط الصوف ذات الألوان الثابتة، وترسم الرسمه على قطع القماش حسب تصميماتها، وتشده على التارة وتحدد الألوان، وهم ينفذون التطريز بالماكينة.

ترجّح إسراء أن يكون هناك علاقة بين ماكينة الشنيط اليدوية، والتعبير الشهير "عقدة وشنيطة"، الذى يدل على العقدة التى يصعب فكها، أو المشكلة التى يصعب حلها، "سمعت من أحد الحرفيين المشهورين في التطريز بهذه الماكينة، إن الشنيط فعلا هو العقدة وشنيطة، لأننا نبدأ التطريز بعقدة تشبه الدائرة ومن الصعب فكها، وننهي كل لون أو جزء من التطريز بعقدة أيضا، حتى لا يسهل فك الخيط".

تعمل إسراء الآن مع ثلاث ورش، يعمل بها نحو 45 حرفيا، يعملون معها بانتظام، وأجرتهم حسب ساعات عمل كل واحد، وفي المتوسط يحصل عمال كل ورشة على ما يتراوح بين 50 إلى 70 ألف جنيه شهريا، يتقاسمها مابين 10 – 15 حرفيا في الورشة الواحدة.

إسلامي وفرعوني ومودرن
 

الزخارف الإسلامية الشهيرة، الهندسية والنباتية والورود، وزهرة اللوتس الفرعونية، كانت أكثر ما تستخدمه إسراء في تصاميمها للخداديات والمفارش، وعندما طلب منها العملاء أن تصنع نفس التطريز على الستائر، لتكوّن طقما متكاملا للغرف، نقلت نفس التصاميم على الستائر، ومن بعدها وحدات الإضاءة أو الأباجورات أو المقاعد.

" بالنسبة لوحدات الإضاءة والمقاعد، نجهز القماش أولا ونطرزه، ثم نشده على هيكل المقعد أو الأباجورة".

لم تتوقف إسراء عند اكسسوارات المنازل فقط، بل تعدتها إلى تطريز الحقائب القماش، وأيضا الجلاليب والبلوزات، وتحرص في كل مرة على أن يناسب نوع القطن المنتج، فالقماش الدك الثقيل أو الكتان يناسب الحقائب والخداديات، والقماش القطن الخفيف " اللينوه أو الفوال" يناسب أنواعا من الشيلان أو الستائر، "المهم أن يكون قطنا مصريا 100 %".

وفي الكثير من الأحيان تنفذ طلبات بتصميمات محددة ومقاسات معينة استجابة لطلبات العملاء، بما يليق مع أثاث البيوت.

في ديارنا منتدى شباب العالم، تعرض إسراء لخداديات وستائر بتصميمات مودرن لأول مرة،"عايزة أجرب رد فعل الجمهور على التصميمات ذات الخطوط الهندسية البسيطة، وكمان بأعرض مقاسات جديدة للشيلان والمفارش،، وأجرب أيضا التصميمات العصرية ذات اللونين أو اللون الواحد والتى وجدت إقبالا لدى السوق الأوروبي عندما عرضتها في معرض بأمستردام".

المفرش مقاس متر ونصف في متر ونصف ب 1650 جنيها، والخدادية الكبيرة ب 500 جنيه، والصغيرة ب300 جنيه، والمزودة بالحشو الفيلر يصل سعرها إلى 450 جنيها، والشال الذى يمكن أن يستخدم كاش مايو ب 500 جنيه أيضا، والمفرش ب950 جنيها، والستارة المتر ونصف في مترين ونصف ب 950 جنيها.
ألوان منتجات "ألف نون "ثابتة كما تؤكد إسراء، وتنصح عملاءها بأن تغسل القطع بماء عادي بارد، أو دراي كلين، سواء الفساتين أو البلوزات والجيبات أو اكسسوارات المنازل من المفارش والخداديات وغيرها.

"شركة تسويق إلكتروني"
 

تغيّر " ألف ونون "من تصميمات تشكيلاتها من اكسسوارات المنازل والملابس كل ثلاثة أشهر،  ومع كل موسم، واستعدادا لمعارض ديارنا المختلفة، لتواكب الموضة بكل ما هو جديد، لتفاجىء عملائها بالطابع الجديد للتصاميم، وأحيانا تمزج بين التصميم الفرعونى أو النوبى أو الشعبى مع الحديث، ليكون المنتج فى النهاية متفردا وفريدا.

تسوق إسراء منتجاتها في المعارض، ويطلب منها أحيانا قطعا من أفراد بدول أوروبية، "باحلم يكون عندى مكان خاص بي، لأني مازلت معتمدة على المعارض، والآن الكثير من العملاء يرغبون في التسوق عبر الانترنت، وأتمنى أن تساعدنا وزارة التضامن الاجتماعي في تعلم التسويق الالكتروني، أو تتفق الوزارة مع شركة للتسويق الالكتروني لتسوق منتجاتنا عبر شبكة الانترنت، داخل مصر وخارجها، بدعم من الوزارة أو إحدى شركات القطاع العام".

"إسراء" تزين جناح معرض ديارنا بمنتدى شباب العالم

"إسراء" تزين جناح معرض ديارنا بمنتدى شباب العالم
"إسراء" تزين جناح معرض ديارنا بمنتدى شباب العالم
"إسراء" تزين جناح معرض ديارنا بمنتدى شباب العالم
"إسراء" تزين جناح معرض ديارنا بمنتدى شباب العالم
"إسراء" تزين جناح معرض ديارنا بمنتدى شباب العالم