أحمد مالك وبيمبو.. في شخصية شبابية مثيرة للفضول وغنية بالتفاصيل!

الفجر الفني

احمد مالك
احمد مالك

في ظل نجوميته المتصاعدة على مدار السنوات الأخيرة، ونجاحاته الكبيرة التي تردد صداها دوليًا بعد بطولته في الفيلم الأسترالي The Furnace وترشحه عنه لجائزة AACTA عن أفضل ممثل بدور رئيسي، لا زال النجم الشاب أحمد مالك حريصًا بشدة على تقديم أعمال متميزة، وأدوار متنوعة بها قدر ملحوظ من الاختلاف. وهذا ما يحققه مجددًا في مسلسله الجديد بيمبو للمخرج عمرو سلامة، والذي عُرضت حلقتاه الأولى والثانية على منصة شاهد مؤخرًا.
منذ لحظات المسلسل الأولى، يتبين إيقاعه اللاهث والمثير، فنشهد جريمة قتل غامضة التفاصيل.

 ثم نلتقي بيمبو، شخصية المسلسل الرئيسية التي يجسدها مالك، وندرك أنه "ديلر مخدرات" يتعامل مع أكثر الأشخاص شرًا وخطورة. ثم نرى أن بيمبو يرصد التفاصيل الدقيقة ببراعة، وسرعان ما يحللها ويصل للاستنتاجات على طريقة شيرلوك هولمز الشهيرة، وبيمبو يجيد هذا مهما بلغ توتر الموقف الذي يتعرض له. فيستطيع كشف خدعة شباب يحاولون سرقة المخدرات منه، وبردة فعل سريعة يهرب منهم بذكاء وبراعة.
ربما أدى مالك دور الديلر من قبل في مسلسل نمرة اتنين، لكننا شهدناه في علاقة واحدة مع فتاة يتعرف عليها في حفلة. أما هنا، سنجد جوانب الشخصية أغنى بكثير، وعلاقات بيمبو متعددة ومتنوعة، وتُحرّك الأحداث في جميع الخطوط الدرامية للمسلسل. سنتعرض لعلاقته المثيرة مع جايلان، الفتاة التي تحاول كشف سر تغيُّب صديقتها بكل الطرق الممكنة، وتجسدها هدى المفتي. بينما نتورط في علاقته الطريفة مع الشاب الصعيدي الخام جابر، والذي يجسده الرابر ويجز. غير علاقته مع الزعيم صاحب الهيبة كاش، والذي يلعبه محمد لطفي. وغيرها من العلاقات، التي تتطور معها الأحداث دومًا من خلال بيمبو وإقدامه الدائم على أي شيء.
بجانب هذا، سنجد أن شخصية بيمبو بحد ذاتها مثيرة للفضول؛ فهو يرى أنه ليس مجرد ديلر، ولكنه لا يعلم كيف يُصنّف نفسه بعد! كما سنجد أنه يحاول كثيرًا الابتعاد عن المواقف التي تنبئ بالخطورة، ورغم هذا يُقحم نفسه فيها مع أول فرصة تلوح له! سنجد أن يده ترتعش وتتشنج بشكل مريب لأكثر من مرة خلال الأحداث، وينتابنا الفضول لمعرفة السبب في هذا. ورغم أن بيمبو يتعامل مع أبشع المجرمين في مجاله، إلا أنه يملك جانبًا إنسانيًا كبيرًا يتضح في علاقته مع جابر، وله جانبًا رومانسيًا لا يمكن إغفاله، يظهر ويتصاعد في علاقته مع جايلان..كل هذه الجوانب والتفاصيل المعقدة، يؤديها مالك بتلقائية تامة، وهو ما يجعلك تشعر بأن بيمبو شخصية حقيقية من لحم ودم، تهتم لها وترغب في معرفة أخبارها، وأين قد ينتهي به المطاف وهو يوُرّط نفسه مرة بعد الأخرى في أمور بالغة الخطورة!
جاءت الحلقتان تبشّر بعمل جيد ومختلف، ويبرهن مالك من جديد على قدرته في الاختلاف وتميز الأداء، حتى بأدوار شبابية قريبة من عمره مثل بيمبو، لكنه يؤدي جوانبها المتعددة وتفاصيلها المعقدة بتلقائية وإجادة تصل بسهولة لجميع المشاهدين باختلاف فئاتهم.