"في مؤتمر بألمانيا".. أمين الآثار الأسبق يكشف أسرار "قلاع الجيش المصري القديم بسيناء"

أخبار مصر

 الدكتور محمد عبد
الدكتور محمد عبد المقصود

قال  الدكتور محمد عبد المقصود الأمين العام الأسبق للمجلس الأعلى للآثار، إن الجيش المصري سجل عبر العصور أرقى الأساليب العسكرية للدفاع عن حدود مصر الشرقية، ويتجلى ذلك في الاكتشافات الأثرية التي تمت في منطقة تل حبوة والتي سوف أتحدث عنها في أول مؤتمر في تاريخ علم المصريات عن العسكرية المصرية في عهد الرعامسة بعنوان "رؤى حول النظم العسكرية فى عهد الرعامسة" والذي سيعقد فى ميونيخ بألمانيا على مدار يومى العاشر والحادى عشر من ديسمبر.  

 وتابع عبد المقصود في تصريحات خاصة لبوابة الفجر الإلكترونية: “سأتحدث عن أعمال الحفائر الأثرية والتنقيب التي تمت في منطقة تل حبوة والمعروفة قديمًا باسم ثارو، والتي استمرت ما يقرب من 20 عامًا وأسفرت عن اكتشاف 5 قلاع حربية أثرية مصرية قديمة”. 

الدكتور محمد عبد المقصود الأمين العام الأسبق للمجلس الأعلى للآثار 

وكانت أهم تلك القلاع هي قلعة الملك رمسيس الثاني في منطقة “حبوة 2” شمال شرق منطقة القنطرة شرق بخمسة كيلو مترات، والتي اُكتشفت عام 2008، بواسطة بعثة المجلس الأعلى للآثار برئاسة الدكتور محمد عبد المقصود في ذلك الوقت. 
وأشار عبد المقصود إلى أن هذا الكشف يُعد من الأهمية حيث يوضح حقيقة النقش الموجود في معابد الكرنك للملك سيتي الأول، كما يوضح  مدخل وبوابة مصر الشرقية القديم في شمال سيناء والذي كان مدعمًا بإحدى عشرة قلعة إضافة إلى المنطقه المركزيه في ثارو، حيث كانت تلك المنطقة غنية بالقلاع الحربية على الضفة الشرقية للفرع البيلوزي للنيل، ويقابلها قلاع أخرى على الضفة الغربية وبينهم قنطرة فوق فرع النيل البيلوزي. 

نقش الملك سيتي الأول بالكرنك قلعه “ثارو” بتل حبوه القنطره شرق بوابة مصر الشرقية


وأوضح عبد المقصود أن هذه الاكتشافات أشارت إلى أن هذا المدخل لمصر كان محروسًا وبقوة من الجيش المصري في هذا الوقت، حيث كانت هذه المنطقة إحدى نقاط الارتكاز للجيوش المصرية التي كانت تتحرك من هذه المنطقة "ثارو" لتأمين حدود مصر الشرقية، وتم ذلك في عصور الملوك المتتالية.
المكان مساحته ما يقرب من 1200 فدان بها قلاع ومنازل وثكنات جنود أي أنها كانت نقطة ارتكاز الجيوش في هذا الوقت وهو ما يدلل على مدى عظمة الحضارة التي وصلتها إليها مصر عسكريًا، وإدراك حكامها لأهمية حدودها الشرقية، ولأهمية الجيش في حماية الوطن. 
وطالب عبد المقصود بضرورة تعدد هذه المؤتمرات التي تكشف عن الوجه العسكري الحضاري المصري القديم، وأن يتم تنزيم مثل هذا المؤتمر في مصر بالقريب العاجل.

ويأتي مؤتمر العسكرية المصرية في عهد الرعامسة تحت عنوان "رؤى حول النظم العسكرية فى عهد الرعامسة" والذي سيُعقد فى ميونيخ بألمانيا على مدار يومي العاشر والحادي عشر من ديسمبر، وذلك بتنظيم مشترك بين معهد المصريات بجامعة لودفيج ماكسيميليانس بميونيخ ومتحف الفن المصري بميونيخ، وتقام فعاليات المؤتمر عبر منصة Zoom نظرًا لظروف انتشار وباء كورونا فى أوروبا خلال الوقت الراهن واتخاذ الكثير من التدابير الاحترازية فى المؤتمرات العلمية الدولية للحد من انتشاره.

ويقام المؤتمر بتمويل من مؤسسة " فريتز تيسن" الألمانية بمدينة كولون، وهى واحدة من أكبر مؤسسات دعم مشروعات البحث العلمي في أوروبا، ويشارك فيه نخبة من علماء المصريات والآثاريين حول العالم من 15 دولة، حيث يناقش المؤتمر أحد أهم جوانب الحضارة المصرية خلال عصر الإمبراطورية وهو الجانب العسكري خلال عصر الرعامسة الذى يقع في النصف الثاني من عصر الإمبراطورية المصرية أو عصر الدولة الحديثة، ويشمل الأسرتين التاسعة عشرة والعشرين من تاريخ مصر القديمة (1295 – 1069 ق.م)، وهو أحد العصور الذهبية للحضارة المصرية وللعسكرية المصرية القديمة على حد سواء. 

حيث توافرت فى هذا العصر المادة التاريخية والأثرية الأكبر والأهم والأبرز عن العسكرية المصرية في عصر الإمبراطورية، كما خاضت مصر فيه المعارك التاريخية الأشهر والأبرز في تاريخها القديم على الإطلاق، والتي سجلت على جدران المعابد المصرية الكبرى في الكرنك والأقصر والرمسيوم ومدينة هابو وأبيدوس وأبو سمبل، مثل حروب الملك سيتي الأول في كنعان ( فلسطين ) وسوريا، ومعركة قادش الكبرى في عهد الملك رمسيس الثاني ضد الحيثيين وبقية حروبه السورية والنوبية، وحروب الملكين مرنبتاح ورمسيس الثالث ضد الليبيين وشعوب البحر.

ويشارك من مصر فى فعاليات المؤتمر ثلاثة من علماء المصريات والآثار المصريين، وهم الدكتور محمد عبد المقصود، الأمين العام الأسبق للمجلس الأعلى للآثار، والذي سوف يلقى محاضرة بعنوان " قلعة الرعامسة فى موقع تل حبوة 2 بشمال سيناء قلعة ثارو"، والدكتورة علا العجيزي أستاذة علم المصريات والعميد الأسبق لكلية الآثار بجامعة القاهرة، والتي سوف تلقي محاضرة بعنوان "قلعة ثارو في مقبرة القائد أيرخي بسقارة"، والدكتور محمد رأفت عباس مدير عام البحث العلمى بمنطقة آثار الإسكندرية بوزارة السياحة والآثار، والذي سوف يلقي محاضرة بعنوان "الحرب الليبية لرمسيس الثاني".

ومن خلال مجموعة متنوعة ومتميزة من الدراسات العلمية والأوراق البحثية التي سوف يناقشها المؤتمر، سوف تتجلى العديد من الرؤى التاريخية والأثرية الحديثة والمختلفة عن العسكرية المصرية في تلك الحقبة الفريدة من تاريخ مصر القديمة، نظرًا للمجموعة المتميزة من علماء المصريات والآثاريين والباحثين والمتخصصين المشاركين في فعاليات المؤتمر من مختلف المدارس العلمية على مستوى العالم، والذين قدموا خلال السنوات الماضية دراسات متعمقة واكتشافات أثرية عظيمة الشأن عن العسكرية المصرية خلال عصر الرعامسة. 

ومن أهم هذه المحاضرات "زاوية أم الرخم والنظام الدفاعى المصرى فى ساحل مريوط خلال عهد الرعامسة " ويلقيها البروفيسور ستيفن سناب جامعة ليفربول، المملكة المتحدة، و"حصون الرعامسة فى تل الرطابة" ويلقيها كل من البروفيسور سلافومير رزيبكا معهد الآثار بجامعة وارسو، بولندا، ود. جوزيف هوديك المعهد الشرقى بأكاديمية العلوم السلوفاكية، سلوفاكيا، و"المظاهر العقائدية للنصوص والمناظر الحربية المصرية فى عهد الرعامسة" ويلقيها البروفيسور بيتر جيمس براند جامعة ممفيس، الولايات متحدة، و"رؤى حديثة حول رمسيس الثانى ومعركة قادش" ويلقيها البروفيسور أنتونى سبالينجر جامعة أوكلاند، نيوزيلاندا، و"الرعامسـة بين المغامرات العسكرية والدبلوماسية" وتلقيها د. جانا ميناروفا المعهد التشيكى لعلوم المصريات بجامعة تشارلز – براغ، جمهورية التشيك، و"العربة الحربية المصرية خلال عهد الرعامسة "وتلقيها الباحثة الألمانية د. هيدى كوب جنك معهد البحر المتوسط والحضارات الشرقية بالأكاديمية البولندية للعلوم، بولندا، و"اللوجستيات العسكرية للجيش المصرى خلال عهد الرعامسة" ويلقيها الباحث الفرنسى د. رينو بييترى جامعة لييج، بلجيكا، و"العربة الحربية المسماة تانو وانتماؤها إلى عهد الرعامسة" ويلقيها عالم المصريات الهولندي د. أندريه فيلدماير مؤسسة بال آرك والجامعة الأمريكية بالقاهرة، و"دراسة عن إحدى العربات الحربية من عهد الرعامسة من خلال إحدى اللوحات الجديدة فى متحف الفن المصرى بميونيخ " وتلقيها عالمة المصريات الألمانية د. سيلفيا شوسك المدير السابق لمتحف الفن المصرى بميونيخ، ألمانيا، و"دراسة عن نظام الاحصاء العسكرى فى عهد الرعامسة" ويلقيها الباحث الصربى د. أوروش ماتيتش معهد الاثار النمساوي، النمسا، و"الوسائل الدفاعية لرمسيس الثاني" ويلقيها الباحث الإيطالى د. ألبيرتو بولاستريني، و" قلعة أيابو من عهد الرعامسة فى فلسطين حفائر قلعة عصر الدولة الحديثة فى يافا 1956 – 2014م" ويلقيها البروفيسور آرون بارك جامعة كاليفورنيا – لوس انجلوس، الولايات المتحدة. 

وعقب ختام المؤتمر، ستعمل اللجنة المنظمة للمؤتمر على إخراج مؤلف علمي قيم يضم مجموعة البحوث المشاركة في هذا الحدث ليكون بمثابة مرجع علمي رفيع المستوى في علم المصريات عن العسكرية المصرية خلال عصر الرعامسة.