الجامعة العربية تعقد مائدة مستديرة مع الأمم المتحدة واليابان لمناقشة ندرة المياه

عربي ودولي

أحد اجتماعات جامعة
أحد اجتماعات جامعة الدول العربية - أرشيفية

عقدت جامعة الدول العربية، اليوم الاثنين، مائدة مستديرة بمشاركة كلا من الأمم المتحدة واليابان، حول ندرة المياه فى المنطقة العربية، حيث دعت إلى اتخاذ إجراءات مناخية عاجلة لبناء القدرة على مواجهة التداعيات الكبيرة للظاهرة الخطيرة.

وحذر الخبراء المتحدثون بالمائدة المستدير، إلى أن المخاطر المناخية ستؤدي بشكل مباشر إلى تفاقم التحديات الكبيرة المتعلقة بالمياه التي تواجهها الدول العربية، والتي تعتبر أكثر منطقة تعاني من ندرة المياه في العالم. وذلك في ختام المائدة المستديرة السادسة رفيعة المستوى المعنية بالسياسات التي نظمتها جامعة الدول العربية، والحكومة اليابانية وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي.

وقال الدكتور نصر الدين العبيد، مدير عام المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة (أكساد) "سيؤثر تغير المناخ في منطقة العربية تأثيرًا بالغًا على قطاع المياه والزراعة. ومن المتوقع أن يقل توقف الأنهار الرئيسية بنحو 20٪، كما يُتوقع انخفاض معدل إنتاج المحاصيل الأساسية مثل القمح بنسبة 30٪، وهو ما سيكون له تأثير بالغ على الأمن المائي والغذائي في منطقتنا. وعليه، ينبغي إعطاء تدابير التكيف مع تغير المناخ أولوية قصوى إذ يجب أن تكون عنصرًا جوهريًا ضمن أي سياسة إنمائية من أجل تجنب الآثار السلبية لتغير المناخ.

وسلّط الخبراء المشاركون في هذه المائدة المستديرة الضوء على التداعيات الخطيرة لتفاقم تدهور الأمن المائي على الاقتصاد، والاستقرار الاجتماعي والمعيشي، ولا سيما الفئات الضعيفة التي تتأثر أكثر من غيرها في بلدان المنطقة.

من جانبه أشار السيد توموفومي نيشيناغا، نائب المدير العام لمكتب شؤون الشرق الأوسط وإفريقيا، بوزارة الخارجية، اليابان أنه "حان الوقت أن نستجمع الحكمة بشأن قضايا المياه في المنطقة العربية، خاصة وأن مصر ستستضيف العام القادم الدورة السابعة والعشرين لمؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ في شرم الشيخ، وتود اليابان أن تنتهز هذه الفرصة لتعزيز التعاون مع الدول العربية في مجال تغير المناخ.

وأردف قائلًا "نعتقد أن سلسلة المناقشات وسُبل التعاون، التي يُطلقها برنامج الأمم المتحدة الإنمائي مثل المائدة المستديرة التي عقدت اليوم، ستعمل على تعميق أواصر الثقة وعلاقات

الصداقة بين اليابان والدول العربية".

وأكدت المائدة المستديرة على أهمية إدارة الموارد المائية في المنطقة بشكل مستدام وعقلاني. وشددوا على أهمية معالجة المخاطر المناخية والانتقال إلى نماذج التنمية الأكثر مراعاة للبيئة، وقدموا أمثلة للنُهُج والسياسات المبتكرة، فضلًا عن التقنيات والسُبُل المتاحة لدعم هذا التحول.

أما الدكتورة خالدة بوزار، الأمين العام المساعد ومديرة المكتب الإقليمي للدول العربية لدى برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، صرحت بالقول بأن "تعتبر المياه موضوعًا شاملًا لكافة أهداف التنمية المستدامة، حيث تعد عنصرًا أساسيًا في تحقيق التنمية المستدامة. وتؤثر ندرة المياه في منطقتنا على الجميع، وتؤثر قلتها بشكل غير متناسب على الفئات الأكثر ضعفًا.

وتشكل دافعًا رئيسيًا للنزوح والاضطرابات الاجتماعية، وتساهم بشكل كبير في تنامي الصراعات في المنطقة. وبالتالي، فإننا نعطي الأولوية للعلاقة بين المناخ والمياه في سياق خطتنا الإستراتيجية القادمة ونركّز على توسيع نطاق الشراكات لرفع مستوى الطموح المتعلق بالمناخ مع شركائنا".

وتعتبر المائدة المستديرة - التي عُقدت اليوم على نحو افتراضي - جزءًا من سلسلة الحوار بشأن السياسات، والتي تشارك في استضافتها الأطراف الثلاثة منذ عام 2019، إذ بدأت في أعقاب اختتام الحوار السياسي العربي الياباني الأول بنجاح، والذي عُقد في سبتمبر 2017.

وتهدف سلسلة اجتماعات المائدة المستديرة إلى تعزيز أواصر التعاون بين اليابان والدول العربية وإنشاء منصة للحوار بشأن السياسات تتضمن الأولويات والشواغل المتعلقة بالتنمية ذات الاهتمام المشترك في المنطقة.