حكاية فيلم.. "صغيرة على الحب" كٌتب في 8 أيام وإسماعيل يس رٌشح له

الفجر الفني

فيلم صغيرة على الحب
فيلم "صغيرة على الحب"


حكاية فيلم اليوم بالتزامن مع ذكرى ميلاد الكاتب الكبير أبو السعود الإبياري، مع واحدًا من أهم كلاسيكيات السينما المصرية طوال تاريخها، الذى يجمع بين الرومانسية وكوميديا الموقف، وهو "صغيرة على الحب".


 

بدأت الحكاية بعد ارسال الأستاذ سعد الدين وهبة، إلي الكاتب أبو السعود الابياري، يطلب خلاله كتابة سيناريو فيلم "صغيرة علي الحب" في 10 أيام، وكان هذا عام 1955 حيث كان "الابياري" يعاني ذبحة صدرية ومحجوزا بمستشفى المواساة بالإسكندرية.


 

وعندما وصله خطاب الشركة أصر علي كتابة الفيلم وانتهى منه خلال 8 ايام فقط وهو ما يؤكد مدي عشق ذلك الرجل لفنه وعمله حتى وهو على فراش المرض ويرقد بالعناية المركزة.


 

هذا هو الفيلم الوحيد الذي كتبه أبو السعود الإبياري، مع الدولة، عندما أراد أن يريهم أنه يستطيع كتابة أفلام سينمائية.


 


 

رشح أبو السعود الإبياري، الفنان اسماعيل يس، لأداء شخصية "صلاح" التي قدّمها نور الدمرداش ضمن أحداث فيلم "صغيرة على الحب"، ولكن الأمر لم يلق القبول لدى مخرج العمل نيازي مصطفى.


 

فيلم "صغيرة على الحب" مأخوذ من مسرحية "إدلر جونسون" وتم تمصير القصة على يد أبو السعود الإبياري، الفيلم أنتج في يناير 1966، وهي الفترة التي شهدت العديد من الأعمال الكلاسيكية التي تحظى بشغف المتابعة والمشاهدة لدى الجمهور، وقد شارك في هذا الفيلم بجانب سعاد حسنى ورشدى أباظة كل من نور الدمرداش ونادية الجندي وعدلي كاسب وسمير غانم وسامية شكري وآمال شريف، وقام بإخراجه نيازي مصطفى، والذي كان له مسيرة طويلة وناجحة من الأعمال الكوميدية لكبار نجوم السينما فى ذلك الوقت مثل فريد شوقي وفؤاد المهندس.


 

كشف الفنان سمير غانم، كواليس مشاركته في فيلم "صغيرة على الحب"، قائلًا إن المخرج نيازي مصطفى تحدث إليه للمشاركة في الفيلم، ووافق على الفور، وكان وقتها يشارك في إحدى مسرحياته في مدينة الإسكندرية، وكان يستقل القطار للقاهرة بعد المسرحية لتمثيل أدواره في الفيلم.


 

وأعرب خلال حواره ببرنامج "قهوة أشرف" الذي قدمه الفنان أشرف عبد الباقي، على شاشة الحياة، عن سعادته بالعمل مع الفنان رشدي أباظة، قائلًا: "كنت أعشقه كثيرًا وكان يتعامل مع النساء بطريقته الخاصة".


 

وعن بطل الاستعراض أمام السندريلا سعاد حسني، والذي لفت الأنظار بطلته ورشاقته وظل محل تساؤل الجميع ظهر الدكتور حسن خليل، وقال في احدى التصريحات الصحفية: ظهرت به شخصيًا كراقص وممثل في دور الصياد وليس فقط مدربًا للرقص، واسم الفيلم لم يكن "صغيرة على الحب" في البداية، وهذا الاسم من اقتراحي بعد أن كان يحمل في البداية اسم "مراهقة على الحب"، كما أخبرني المخرج نيازي مصطفى حين التقينا بمسرح البالون أعجبه اقتراحي وقد كان.


 

وعن كواليس هذا الأوبريت سأقول أنه عمل فني متكامل، وتكلف الكثير من الأموال وكانت طلباتي به كثيرة فقد شارك به ما يزيد عن 80 راقص وراقصة من أكبر الفرق الاستعراضية، وهذا الأوبريت من بدايته فكرتي وأنا الذي نسقت السيناريو الخاص به كاملًا غير أن صوت الغناء لم يكن صوتي بل كان صوت الابن الأكبر للموسيقار محمد الموجي، وكنت أشارك بكافة تفاصيله في تسجيل الأغاني والرقصات لأنه من تأليفي دراميًا وترتيب المشاهد حتى اختيار للديكور، وأنا من اخترت الراقصين.
 

أما عن كواليس تدريبه للسيندريلا على الرقص قال حسن خليل: "كانت سعاد رشيقة ولكنها لم تكن تمتلك التوافق العضلي والعصبي للحركة التعبيرية، فهي تتمتع بشقاوة وخفة، ولكن لم يُعلمها أحد أن تسير على إيقاع ثابت لمدة طويلة، وهذه هي العقبة التي قابلتنا في التدريب، ولكن ذكاءها جعلها تتعلم برغم أنها كانت تبكي من قسوة التدريب، كي تستطيع تركيب الإيقاع مع الحركة مع الغناء والكلمات، وخروج الأوبريت بهذا الشكل يعد ذكاء شديد ومجهود جبار منها".

 

واستكمل قائلًا: عندما طلبوني لعمل الاستعراض اشترطت أن يكون الراقصين من الفرقة القومية للفنون الشعبية، وبأوزان وأجسام معينة، ففي الجزء الأول من الاستعراض "الحلوة لسة صغيرة"، جعلتها ألعاب شعبية وليست بملابس كاجوال، بطعم المواطن المصري وقوميته، أما الجزء الثاني وطريقة عمل كهف الديكور، قال لي "نيازي" مليش دعوة دي تكلفة عالية قول لسعد وهبة، وكانوا يعتقدون أن الاستعراض 10 أفراد يرقصون وانتهى الأمر، وطلبت ديكور التنين بالكهف، ونفذ طلبي، أما الجزء الثالث بالمغارة كانوا 80 ولد وبنت يرقصون، وهذه ميزانية فيلم بأكمله، أما الجزء الأخير ورقصة الفارس احتجنا إلى 16 راقص آخرين وهي اختطافها من بين أيديهم.

 

واستطرد قائلًا: عندما عرض الفيلم حضرت وكان ضمن الحضور سعاد حسني ورشدي أباظة ونيازي مصطفى في سينما ديانا، كنا نجلس في بلكون وليس الصالة، وسعاد طوال العرض تمسك بيدي وهي بقمة سعادتها، وتقول لي: دي أنا؟! أنا مش مصدقة، وكان رشدي يجلس على الجانب الآخر فنظر لي وقال: يا عم كلت الجو مننا بالاستعراض بتاعك.