مظاهر الاحتفال بيوم عاشوراء من الفاطميين إلى المماليك

أخبار مصر

بوابة الفجر


تعددت مظاهر الاحتفال عند المصريين بيوم عاشوراء، والذي تحل ذكراه غدًا، وهو اليوم الذي أنجى الله تعالى فيه نبيه موسى عليه السلام من بطش فرعون، بمعجزة إلاهية، ألا وهي شق البحر، والتي أمر الرسول صلى الله عليه وسلم بتخليدها بالاحتفال بها كل عام، فكيف احتفل المصريون بهذا العيد عبر العصور. 

الاحتفال بعاشوراء في العصر الفاطمي
عرض الدكتور عبد الرحيم ريحان الخبير الأثري المعروف، مظاهر الاحتفال بيوم عاشوراء في العصر الإسلامي خاصة فى العصر الفاطمي ذو النزعة الشيعية، حيث احتفلوا بهذا العيد بشكل رسمي وأصبحت مصر تحتفل به وتعتبره عيدًا من أعيادها الرسمية، ولكنه عكس كل الأعياد، فقد كان عيدًا للحزن والبكاء تعطل فيه الأسواق وتغلق الدكاكين ويخرج الناس ومعهم المنشدون إلى الجامع الأزهر، وتتعالى أصواتهم بالبكاء، وعندما نقلت رأس الحسين رضي الله عنه إلى القاهرة وبني لها المشهد الحسيني كان خروج الناس للمشهد الحسيني.

الاحتفال في العصر الأيوبي
وأضاف ريحان أن الاحتفال تغير في العصر الأيوبي ذو النزعة السنية، حيث اعتبر ملوك بني أيوب هذا اليوم فرح وسرور يوسعون فيه على أولادهم ويكثرون من الأطعمة الفاخرة ويصنعون ألوان الحلوى، واستمر ذلك في عصر المماليك وما يليه، وصاحب هذا الاحتفال خلال العصور المختلفة كثير من الخرافات التي انمحى بعضها الآن نتيجة لانتشار التعليم والثقافة وبقى البعض الآخر متداولًا في القرى وفي الأحياء الشعبية ومنها ظهور الجن في هذا اليوم يطرق الأبواب ليفرغ ما لديه من الذهب، وذلك وفقًا للدراسة الأثرية للدكتور على الطايش أستاذ الآثار الإسلامية بكلية الآثار بجامعة القاهرة.

الاحتفال بعاشوراء في العصر المملوكي
وتابع بأن الاحتفال فى عصر المماليك كان يتم منذ اليوم الأول حتى العاشر من المحرم، واعتبر الفقهاء في العصر المملوكي هذا اليوم من المواسم الشرعية الرئيسية، حيث تكثر الزينات والولائم وتسير المواكب وتنشد الأناشيد ويحضر السلطان إلى القلعة ومعه الشيوخ والقضاة وأهل العلم والأمراء ويبدأ القراء فى تلاوة القرآن الكريم وإنشاد المنشدين فإذا ما انتهى كل منهم دفع إليهم السلطان بصرة فيها دراهم من الفضة وحينما تنقضى صلاة المغرب تمد الأسمطة ويوزع منها على الفقراء بعدها يمضى الجميع بقية الليل فى سماع المطربين حتى الفجر.

وأشار الدكتور ريحان إلى العادات التي لا تزال متبعة حتى الآن فى هذا اليوم ومنها نوع من الحلوى يصنعه الناس في هذا اليوم ويسمونه "عاشورا" وهو يصنع من الحبوب أو القمح عادة ويطبخ على شكل البليلة ثم يصفى ويضاف إليه اللبن والسكر وبعض الياميش مثل الجوز واللوز والبندق، كما يقوم الأهالي بشراءالبخور لتبخير المنازل لإبطال مفعول نظرة الحاسدين.

مظاهر عامة للاحتفال بيوم عاشوراء
واحتفال المسلمين بيوم عاشوراء كان يصاحبه أيضا قراءة القرآن الكريم في كل بيت لمشاهير القراء، ثم ينشد المنشدون بصحبة الآلات القصائد، أمّا النساء فكن يشاهدن الاحتفال خارج المنزل من فوق الأسطح أو يحتفلن به داخل المنزل بإحضار إحدى الواعظات لسماع الوعظ، ويطوف بعض الباعة في الشوارع يبيعون الميعة "البخور" المباركة وهم ينادون عليها بصوت ملحن، ويحمل البائع عادة على رأسه صينية مستديرة يغطيها بقطع من الورق المختلف الألوان ويضع عليها هذه الميعة.

وعندما يقوم الأهالي بشراء البخور يضع البائع الصينية على الأرض داخل المنزل ويتناول طبق أو قطعة من الورق ويضع فيها القليل من كل صنف، ويلقى أثناء ذلك نشيدًا طويلًا ورقية، ثم يروى المنشد بعد ذلك كيف أبطل نبي الله سليمان عليه السلام حسد العين ويأخذ في تعداد أثاث المنزل ورقيته "بخرت السلالم من عين أم سالم بخرت الكرسي من عين أم مرسى بخرت اللحاف من وجع الأكتاف".