خبير يرصد يوم عاشوراء قدماء المصريين.. ولماذا يحتفل به المسلمون؟

أخبار مصر

بوابة الفجر


يحل علينا غدًا الخميس ذكرى يوم عاشوراء، وهو اليوم الذي يحتفل به المسلمون، والذي قال عنه رسول الإسلام صلى الله عليه وسلم، إن من صامه كفَّر الله به عنه ذنوب سنة كامل، فما هي حكاية هذا اليوم ولماذا يحتفل به المسلمون، على الرغم من كونه عيدًا مصريًا قديمًا. 

كان من بين أعياد منف القديمة
وكشف الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بجنوب سيناء بوزارة السياحة والآثار أن عيد عاشوراء ''العاشر من المحرم'' الذي يحتفل به العالم الإسلامي هو عيد مصري قديم يرجع إلى الدولة القديمة في أواخر عصر بناة الأهرامات وكان من بين أعياد منف الدينية وكانوا يطلقون عليه عيد ''طرح بذور القمح المقدس'' ويقع في اليوم العاشر من شهر نوبي (طوبة) أول شهور الفصل الثاني من فصول السنة (فصل برت – البذر) وذلك طبقا لما جاء في كتاب الدكتور سيد كريم '' لغز الحضارة المصرية ''
كيفية الاحتفال. 

كيف احتفل به قدماء المصريين
وأوضح ريحان في تصريحات إلى الفجر، أن قدماء المصريين كانوا يحتفلون بعيد عاشوراء بإعداد مختلف الأطعمة التقليدية الخاصة به والتي تصنع جميعها من القمح المعد للبذر وفي مقدمتها صحن عاشوراء ولا تختلف صناعته وطريقة إعداده وتقديمه عما هو متبع حاليًا وكانت البليلة تصنع في قدور خاصة ولا تزال حتى الآن من الأطعمة الشعبية المتوارثة وكذلك كعك عاشوراء الخاص ويصنع من القمح وعسل النحل وكان يصنع على شكل القمحة أو السنبلة وتوضع في وسط الكعكة قمحة رمزا للخير.

كيف احتفلت به الأمة الإسلامية؟
ونوه الدكتور ريحان إلى أن يوم عاشوراء المصري القديم تصادف مع العاشر من تشرى أول السنة العبرية وحين قدم الرسول المدينة مهاجرًا واليهود بها، فوجدهم يصومون اليوم العاشر، سألهم: ما سبب الصيام؟ قالوا: يومٌ أنجى الله فيه موسى ومن معه، وأغرق فرعونَ ومن معه، فصامه الرسول صلى الله عليه وسلم شكرًا لله عز وجل. 

كيف بدأت الرحلة؟
وأشار ريحان إلى أن خروج نبي الله موسى من مصر مع شعبه طبقًا لنص التوراة كان بناءً على سماح الله لهم بالانطلاق ليخلص من ضروب العذاب التى حاقت بهم، فقد استدعى فرعون موسى وهارون وقال لهما "قوموا أخرجوا من بين شعبى واذهبوا واعبدوا الرب كما تكلمتم خذوا غنمكم أيضًا وبقركم كما تكلمتم واذهبوا وباركوني أيضًا"  

اليهود أخذوا ذهب المصريين
وكان المصريون يلحون عليهم فى الخروج، ولقد طلب بنو إسرائيل من المصريين ذهبًا وفضة وثيابًا فأعطوهم، ثم عاد فندم لخروجهم دون إذن منه ولعله قد بلغه ما فعلنه نساء بنى إسرائيل من استعارة الحلى من المصريات وعدم ردهن له، وانطلق وراءهم بجنوده حتى ساحل البحر الأحمر وحدثت معجزة شق البحر على مرأى من بنى إسرائيل بنص الآية الكريمة }وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ{ 

كيف نجى موسى وقومه
وتابع أن الخروج كان عند أقرب نقطة مرئية كما جاء فى القرآن الكريم بأن المشهد كان على مرأى من نظرهم وأن هذه النقطة حاليًا موقعها نقطة الشط عند رأس خليج السويس موقع غرق فرعون ونجاة نبي الله موسى، وانشقاق البحر لنبي الله موسى ونجاته كانت معجزة إلهية، وليست بسبب ريح قوية بل استجابة نبي الله موسى للأمر الإلهى بضرب البحر بعصاه كما أمره الله تعالى، "فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَىٰ إِنَّا لَمُدْرَكُونَ قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ فَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ"، فانشق البحر وكان كل جزء كأنه جبل مانع يحمي نبي الله موسى وقومه وعندما عبر فرعون وقومه عاد البحر كما كان.

مصادفات تلاقت بها الأعياد
ولفت الدكتور ريحان أن يوم نجاة نبى الله موسى صادفت موعد احتفال المصريين ببدء الخلق وأول الربيع يوم شم النسيم وأطلق عليه اليهود يوم الخروج أو الفصح وهى كلمة عبرية معناها "اجتياز" واشتقت منها كلمة "بصخة" إشارة إلى نجاتهم، وهكذا اتفق عيد الفصح العبري مع عيد شم النسيم المصري كما صادف يوم عاشوراء المصري القديم العاشر من تشرى أول السنة العبرية والذي صادف بدوره العاشر من المحرم عند المسلمين وأن العرب في الجاهلية أخذوا عادة الاحتفال بعاشوراء والصوم عن اليهود وعند نزول الإسلام أمر النبى عليه الصلاة والسلام المسلمين بالصيام في نفس اليوم والاحتفال به 

"نحن أحق بموسى منهم"
وأوضح الدكتور ريحان أن الرسول صلى الله عليه وسلم حين سُئل كيف يصوم المسلمون مع اليهود ويحتفلون معهم قال ''نحن أحق بموسى منهم'' ويحتفل الشيعة أيضًا بعيد عاشوراء لأن سيدنا الحسين رضى الله عنه قتل في موقعة كربلاء في العاشر من المحرم سنة 61هـ/680م بمدينة كربلاء بالعراق في معركة بين الحسين بن على بن أبى طالب وجيش يزيد بن معاوية، كما أن بعض البلاد الآسيوية القديمة كانت تحتفل به أيضًا في نفس اليوم على أنه اليوم المقدس الذي زرع فيه سيدنا نوح عليه السلام القمحة فى الأرض بعد الطوفان.