أسامة إمام يكشف طريقة استخدام الذكاء الاصطناعي في تقديم الفتاوى

أخبار مصر

بوابة الفجر


شارك الأستاذ الدكتور أسامة إمام في المؤتمر العالمي لدور وهيئات الإفتاء في العالم، والذي شارك فيه الدكتور أسامة الأزهري، مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الدينية، وأمين السر الشيخ محمود أبوالعزايم، مدير مركز الإعداد عن بُعد.

علم ليس وليد اليوم
وتحدث "إمام"، عن دعم الذكاء الاصطناعي للفتوى الشرعية، حيث أكد أن علم الذكاء الاصطناعي ليس وليد اليوم أو أنه علم جديد، انه موجود منذ عام 1950 سبابان رئيسيان لعوده ظهور الذكاء الاصطناعي في حياتنا وهما، البيانات الضخمة و التقنيات المستحدثة في البناء الهيكلى للحاسبات. ولكى أكون متسق مع فاعليات هذا المؤتمر، سأتكلم عن السبب الأول.

البيانات الضخمة من أهم العناصر
وشدد على أن البيانات الضخمة هي واحدة من أهم العناصر التي يعتمد عليها الذكاء الاصطناعى، حيث انه يقوم بتحليل هذه البيانات بأستخدام خوارزميات محددة، ومن خلال نتائج تحليل هذه البيانات يتم بناء قواعد المعرفة التي ترتكز عليها برمجيات الذكاء الاصطناعى في محاكاة تفكير البشر. لكن يمكن القول وبكل ثقة انه على الرغم من سرعة وتيرة التقدم في هذا العلم الا انه لن يصل الى ان يحل محل البشر. صحيح ان تقنيات الذكاء الاصطناعى تحاول محاكاة البشر في الادراك من خلال تحليل بيانات رقمية يتم تجميعها باستخدام تقنيات انترنت الأشياء، ولكنها في مجالات محددة. هذه المجالات لها سمات النمطية. فهل هذه النمطية موجودة في عملية الفتوى الشرعية؟

وأكد أنه من المستحيل ان تحل تقنيات الذكاء الاصطناعى محل الانسان في عملية الفتوى الشرعية. لكن من المؤكد ان تقنيات الذكاء الاصطناعى يمكنها مساعدة المسؤول عن الفتوى في الوصول الى الرأي الصحيح المُدعم بالأدلة الشرعية في اقل وقت ممكن، مما يعنى سرعة ودقة الفتوى.

الاستفادة من الذكاء الاصطناعي
ولفت "إمام" إلى إمكانية الاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي في تحليل السؤال ومن ثم تصنيفه إلى (عبادات أو معاملات مالية أو ميراث ... الخ) بشكل آلي ومن ثم توجيه السؤال الى المختص بالإجابة عليه مما يوفر الوقت والمجهود.. وفى مرحلة أكثر تطورا يمكن استخدام تقنيات معالجة اللغات الطبيعية (Natural Language Processing) والتنقيب فى النصوص (Text Mining) فى فهم السؤال وتوجيهه للمتخصص اليا.

ولفت من الواضح جدا لجمهور المتعاملين مجهود مؤسسة دار الإفتاء المصرية في التحول الرقمى واستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعى في تطوير عمليات الإفتاء الشرعى، وكذلك التصدي لحروب الجيل الخامس فيما يخص الفتوى الشرعية والافتراء على الشريعة الإسلامية الغراء. ففي شهر أكتوبر من عام 2019 اطلقت وحدة التخطيط الاستراتيجي بدار الإفتاء المصرية أول محرك بحثي خاص يُعنى بجمع الفتاوى وأرشفتها، معتمدًا على خدمات التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي. تعتمد هذه البوابة الرقمية على التقنيات الحديثة في جمع الفتاوى وتتبع الجديد منها أولًا بأول وعلى مدار الساعة، وذلك من كافة المصادر الرسمية وغير الرسمية، سواء كانت تقليدية أو مواقع تواصل اجتماعي؛ لاستخراج التقارير والتوصيات التي تفيد صُناع القرار وكافة المتخصصين، من خلال استخدام خصائص الذكاء الاصطناعي، بما يوفر الجهد البشري والوقت والتكلفة المستخدمة في رصد الفتاوى وتفنيدها يدويًّا. ومن النقطة المهمة في هذه المنصة، تجميع كافة فتاوى حروب الجيل الخامس، والإصدارات والتصريحات الصادرة من قادة التنظيمات الإرهابية المختلفة، وتصنيف فتاويهم وفقًا لكل تنظيم، أو بحسب مُنظريهم وقادتهم.

أهمية التعليم الرقمي
وأوضح أن التعليم الرقمي يهدف إلى تعزيز تجربة التعلم بدلاً من استبدال الأساليب التقليدية. هناك عدد كبير من الأدوات والموارد التي يمكن استخدامها لإنشاء وتعزيز بيئة تعليمية رقمية. والتقنيات التعليمية تعني أكثر من مجرد استخدام الأجهزة والآلات فهي طريقة في التفكير فضلاً عن أنها منهج في العمل وأسلوب في حل المشكلات. يتيح التّعليم الرقميّ فرصة استكشاف التقنيات الرقمية للمعلمين، وفرصة تصميم طرق جذّابة في الدورات العلميّة، ويمكن أن تتخذ هذه الدورات علي شكل دورات وبرامج مدمجة أو كاملة عبر الإنترنت. ويعتمد التعليم الرقمى على الفهم والبحث والتجربة والابتكار وفقاً لإستراتيجية محددة تضعها الجهة المسئولة عن العملية التعليمية؛ وذلك بهدف تسهيل العملية التعليمية، والوصول إلى مستوى من التّقدم والتطوّر. وتتمثل أهمية التعليم الرّقميّ في الأتى: 
إعداد رؤية لتكامل المكونات الرقمية للمؤسسة، 
توفير ضمانات القياس والدقة في الإدارة والجودة في الأداء في منظومة التعليم الرقمي، 
تطبيق الخدمات الجديدة والمبتكرة والبعد عن الطرق التقليدية، 
استخدام وتجريب وتطبيق التطورات التكنولوجية التي يصل إليها العالم كل يوم للاستفادة الكاملة منها، 
خلق جو جديد من الإبداع والتميز والمنافسة للوصول لأفضل النتائج. 

و من مميزات التعليم الرقمي مايلى:
توفير الكثير من مصادر المعلومات للمتعلم بصورة سهلة ومميزة.
زيادة فرص التعلم الذاتي والتعليم عن بعد.
تنمية مهارات التواصل وتسهيل عملية التواصل مع جميع المعنيين بالتعلم.
    
وشدد "إمام" على أهمية ادخال دورات تدريبية على استخدام تقنيات المعلومات ضمن البرامج التعليمية للقائمين على الإفتاء. فيمكن ان يتعلم القائمين على الإفتاء كيفية استخدام محركات البحث حتى يمكنهم التعامل معها والاستعانة بها في الإبحار في قواعد البيانات والمواقع المعلوماتية التي يتم انشاؤها لخدمة الإفتاء الشرعى. كذلك أنماط البيانات وأساليب التحقق من صحتها ودقتها بأستخدام تقنيات الانترنت والاستدلال على مصادرها. هذا حتى يمكن تحقيق اعلى استفادة من مستودعات البيانات الرقمية وقواعد المعرفة واكتشاف ما يمكن الاعتماد عليه.
أهمية تدريب القائمين على الإفتاء

كما أكد على أهمية تدريب القائمين على الإفتاء، على عملية استخدام أدوات الحوار عن طريق الانترنت chat، حتى يمكنهم التواصل بشكل مباشر مع جمهور المتعاملين، وبالتالي التوثيق الإلكتروني للفتوى يتم بشكل تلقائي، ومن ثم الاعتماد عليه مستقبليا. كذلك استخدام الأرشيف إلكتروني والمكتبات الرقمية حتى يمكن تحقيق اعلى استفادة من المجهودات التي تبذلها دار الإفتاء المصرية ومؤسسة الازهر الشريف في انشاء الأرشيف الإلكتروني للفتاوى والمكتبة الرقمية للكتب التراثية والفقهية والتعامل مع المحتوى الرقمي للمواقع ذات الصلة بعملية الإفتاء.