مصر تعلن قلقها.. ماذا يحدث في "فاروشا" بقبرص؟

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


أعربت مصر، في الساعات الأخيرة، عن عميق القلق إزاء ما تم إعلانه بشأن تغيير وضعية منطقة فاروشا في قبرص من خلال العمل على فتحها جزئيًا، وذلك بما يخالف قرارات مجلس الأمن ذات الصلة.

وأكدت مصر في بيان لها، على ضرورة الالتزام بقرارات مجلس الأمن في هذا الشأن، وتجنُب أية أعمال أحادية قد تؤدي إلى تعقيد الأوضاع وتُزيد من مقدار التوتر، مع ضرورة الالتزام الكامل بمسار التسوية الشاملة للقضية القبرصية وفقًا لقرارات الشرعية الدولية.

وتحولت فاروشا إلى مدينة أشباح والتي هجرها سكّانها الأصليون القبارصة اليونانيون منذ قرابة نصف قرن ويريد القبارصة الأتراك اليوم بدعم من أنقرة إعادة فتحها تحت إدارتهم.

وقدمت حكومة قبرص احتجاجا رسميا إلى الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي على قرار تركيا والقبارصة الأتراك إعادة فتح قسم سكني في مدينة فاروشا المهجورة التي يسيطر عليها الجيش.

خطط أردوغان في المدينة
ويأتي البيان المصري ردا على خطط الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لفتح مدينة فاروشا التي تعد رمزا لتقسيم قبرص، وتقع في الجزء الشمالي الذي تسيطر عليه سلطة موالية لتركيا.

وفتحت السلطات القبرصية التركية منطقة صغيرة للزيارات اليومية في نوفمبر 2020، وقالت أمس الثلاثاء إن جزءا منها سيتم تحويله إلى الاستخدام المدني مع توفير آلية تمكن الناس من استعادة ممتلكاتهم، حسب تعبيرها.

فيما قام أردوغان بخطوة "استفزازية" بزيارة شمال قبرص أمس الثلاثاء، وإعلان "بدء عهد جديد" في فاروشا، "سيستفيد منه الجميع" مطلقا الاسم التركي للمدينة "ماراس".

تصريحات أردوغان المستفزة
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان شدد، الثلاثاء، على تمسّكه بحلّ يقوم على دولتين في قبرص، في كلمة شديدة اللهجة ألقاها خلال زيارة للشطر الشمالي من قبرص في الذكرى الـ47 للاجتياح التركي الذي أدى إلى تقسيم الجزيرة المتوسطية.

وقال أمام حشد خلال عرض عسكري في الشطر الشمالي من العاصمة: "ليس لدينا 50 عاما لنضيعها" في إشارة إلى عقود من جولات التفاوض برعاية الأمم المتحدة باءت بالفشل في توحيد الشطرين اليوناني والتركي القبرصي من الجزيرة.
وأضاف: "لا يمكن إحراز تقدم في المفاوضات من دون التسليم بوجود شعبين ودولتين".
واعتبر أنه "لا يمكن استئناف عملية تفاوض جديدة إلا بين دولتين"، مضيفًا "من أجل هذا، يجب تأكيد السيادة والمكانة المتساوية للقبارصة الأتراك. وهذا أساس لحل".

تعليق واشنطن على الأزمة
ومن جانبها، أعلنت الولايات المتّحدة، ليلة الأربعاء، إدانتها المشروع الذي أعلن عنه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لإعادة فتح مدينة فاروشا شرقي قبرص.

وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في بيان إنّ "الولايات المتّحدة تعتبر ما يقوم به القبارصة الأتراك في فاروشا بدعم من تركيا استفزازيًا وغير مقبول ولا يتّفق مع الالتزامات التي قطعوها في الماضي للمشاركة بطريقة بنّاءة في محادثات سلام".