من السحر ما قتل.. "الفجر " ترصد أخطر قصص الدجل والشعوذة في المنيا

محافظات

بوابة الفجر


« موت.. تفرقة.. نكد.. حياة تعيسة.. عزله.. حاله نفسية صعبة.. مرض » هذا ما يسعى إليه بعض النفوس الضعيفة في محافظة عروس الصعيد محافظة المنيا مستخدمين السحرة والمشعوذين للتأثير على الآخرين سلبًا كان أو إيجابًا، حتى وصل الأمر إلى بيع كل ما يمتلكون تجاة إزاء آخرين.. فكذب المنجمون ولو صدقوا، وقد قال سبحانه وتعالى: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ.

واشتهرت محافظة المنيا عامة بأساليب السحر والدجل والشعوزة والأعمال السفلية متناسين عمدًا حرمانية ذاك العمل.. وصدق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حيث تبرأ من طالب السحر ومن الساحر- فقال: "ليس منا من تطير أو تطير له، أو تكهن أو تكهن له، أو سحر أو سحر له".

«الفجر».. تقدم لكم في السطور التالية كيف أثرت أعمال السحر والشعوزة والدجل في أهالي المنيا وكيف تسبب في جرائم وصلت إلى حد الموت.

"قانون العقوبات المصرى"
في بداية الأمر لابد أن نتعرف على عقوبة من يمارس تلك الأعمال قانون العقوبات المصرى تحدث فى جزئية جرائم النصب حيث يمكن ادخال الاشخاص الذين يقومون باعمال السحر والدجل فى نطاقها بانهم يقومون باعمال وهمية لجذب الاموال من الاشخاص طبقا لنص المادة ٣٦٦وهيا جريمة عقوبتها ثلاث سنوات مع الشغل والنفاذ.

مع ظهر كل يوم جمعة تنادي إمرة عجوز مسنة بلغت من العمر عتيا، داخل حواري وازقة مدينة المنيا وبصوت ضعيف تقول: أبين زين.. أشوف الوداع واضرب البخت، ناهيك عن قدرتها في فك السحر والأعمال وطرد الجن من المنزل وذالك بمقابل مادي.

في هذا السياق تروي لنا «هند _ ع _ س» من أهالي مدينة المنيا ذات يوم سمعت تلك المرأة العجوز تنادي فاسرعت نحوها وقالت لها: تعالى يا حجه شوفيلى البخت فسالتني عن اسمي: قولت لها أسمى بدون اي تفاصيل أخرى، كنت فى حال ذهول لما عرفته تلك السيده عنى ولم أخبرها بشئ وفي هذه اللحظة من الطبيعي ان اصدق ما ستقوله.. ثم قالت لى معمول لكى أعمال كثيره وانا عندي القدرة لفك تلك الاعمال كلها وطلبت منى مصحف وتراب من جوار مسجد وورقه ومبلغ من المال أضعه فى المصحف ولبس من ملابسى واضعهم فى دولابى الخاص وجمعت ما طلبت وقالت لي ضعيهم في قطعة قماش ولفيهم بيدك وانا عملت كدا فعلا بدون ان تلمسهم وقالت عند أذان المغرب افتحي اللفافة واخرجي الورقة وستجدي فيها اسم عامل العمل ثم اخذت مبلغ من المال وانصرفت وانا كلي فضول ان يمر الوقت سريعا حتى اعرف من يريد بي الايذاء وأتى المغرب وفتحت المصحف ومسكت الورقة وكلي لهفة وفضول ان اتعرف علي من يريد ان يؤذينى ولم أجد المبلغ المالي ولا اعلم حتى هذه اللحظة كيف اخذت المبلغ ووجدت الورقة كما وضعتها بيضاء.. على حد تعبيرها.

وأثبتت دراسات أجراها المركز القومي للبحوث الاجتماعية، أن الشعب المصري عاشق للشعوذة وبصفة خاصة في الصعيد، حيث أكثر من 27 خرافة يؤمن بها المجتمع الصعيدي، وتصل نسبة الإيمان بالخرافة في الطبقة الوسطى بين 25،5% من الذكور في المدن وفي الريف 30،6% بالخرافة ونسبة الإناث بالمدن 41،9% يقابلها في الريف 46،4%.


اعتدى عليها جنسيًا.. فقتلوه

ويشار إلى أن الأجهزة الأمنية في المنيا تمكنت من ضبط شخصين، لاتهامهما بقتل شخص مشهور عنه السحر والعلاج الروحانى، بعد أن استدرجه أحدهما بحجة علاج زوجته، وانتظره ابن عمه فى الطريق، وانقضا عليه وقتلاه، للانتقام منه لاعتدائه على قريبة المتهمين جنسيا أثناء إحدى جلسات العلاج الروحانى.

تلقى ضباط مركز بنى مزار، بلاغا بالعثور على جثة حاصل على دبلوم- 48 سنة- والسابق اتهامه فى 16 قضية «خيانة أمانة، تبديد أموال عامة» بجوار أحد المنازل المتاخمة للزراعات، وبها عدة طعنات بالصدر وجروح متفرقة بالرقبة والرأس واليد اليسرى، وتم التحفظ على الجثة وتم التوصل لشاهد رؤية «تاجر»- 35 سنة- بسماعه صوت استغاثة حال تواجده بمنزله المجاور لمكان الواقعة، وباستطلاعه الأمر شاهد مجهولا ملثما ممسكًا بيده سكينا وأثناء مشاهدته له هرب داخل الزراعات، وبإجراء التحريات تبين أن المجنى عليه يشتهر عنه العمل فى مجال الدجل والشعوذة.

وتم تشكيل فريق بحث توصل إلى تحديد مرتكب الواقعة عامل- 52 سنة- والسابق اتهامه فى 3 قضايا «قتل وتعدى وهروب من مراقبة».

عقب تقنين الإجراءات تم استهدافه بمأمورية، أسفرت عن ضبطه، وبمواجهته اعترف بارتكاب الواقعة بدافع الانتقام من المجنى عليه بالاتفاق مع نجل عمومته عامل-51 سنة- على استدراج المجنى عليه لمنزله بحجة علاج زوجته روحانيًا على أن يقوم هو بالاختباء بالطريق ورصده أثناء انصرافه والإجهاز عليه بآلة حادة «نصف مقص أشجار»

"دجال قتل مواطنا"

وفى أبريل الماضي للعام الجاري ألقت أجهزة الأمن القبض على دجال قتل مواطنا بمساعدة زوجته، حيث تلقت الأجهزة الأمنية بالمنيا بلاغا بالعثور على جثة (أحد الأشخاص بالطريق المار أمام إحدى القرى بسمالوط)، وأكد والده وفاة ابنه نتيجة حادث سير أثناء عودته من القاهرة، ولم يتهم أحدا بالتسبب فـى وفاته.

بالفحص تبين وجود شبهة جنائية فـى الوفاة، وأن وراء ارتكاب الواقعة (عاطل "مشهور عنه القيام بأعمال السحر والشعوذة" - مقيم بالمنيا).

عقب تقنين الإجراءات أمكن ضبطه، وبمواجهته اعترف بارتباطه بعلاقة بزوجة المجنى عليه، وإتفاقهما على إستدراجه بحجة إيهامه بقدرته على علاج نجلهما عن طريق أعمال السحر والشعوذة والتخلص منه.. ولدى تقابله والمجنى عليه قام بالإعتداء عليه مما أدى إلى وفاته، وإستولى منه على هاتفه المحمول "أرشد عنه "، كما أمكن ضبط زوجة المجنى عليه، وإعترفت بإرتكابها الواقعة فتم إتخاذ الإجراءات القانونية.