الفجر توثق حالة قناطر ابن طولون.. "سقالات ومهمات بناء وتهدم بعض العقود"

أخبار مصر

بوابة الفجر


تُعد قناطر أحمد بن طولون أحد أقدم وأندر الآثار الإسلامية في مصر قاطبة حيث يرجع تاريخ إنشائها إلى عام 259 هـ أي أن عمرها يبلغ الآن 1182 عامًا، وهي قناطر لنقل المياه بنيت من الآجر "الطوب المحروق" واستخدم المعماري فيها آلية معينة كي تنتقل فوقها المياه بسلاسة إلى مقصدها.

وانتشرت على صفحات التواصل الاجتماعي عدد من الصور التي توثق لتهدم بعض العقود من هذا الأثر النادر، وهو ما دفع الفجر لعمل جولة في قناطر ابن طولون للوقوف على الحقيقة الكاملة.




والتقطت كاميرا بوابة الفجر الإلكترونية عدد من الصور للسور الأثري، وقد تم التعدي على جميع أجزاؤه بصور مختلفة، حيث تم استغلال المنطقة المجاورة له لتخزين رخام خاص بأحد المصانع هناك، كما أن أصحاب السيارات الخاص اتخذت منه مكان للانتظار.



والتقطت الكاميرا سقالات ومهمات البناء المستخدمة في تشييد أحد الكباري، الذي يمر من فوق القناطر الأثرية، وقد ارتكزت على أحد أجزائها.

ثم التقطت الكاميرا أجزاء من تلك القناطر، وقد تهدمت تمامًا، وبعض عقودها وهي توشك على السقوط، وعقود أخرى وفوقها قطع خشبية ما، وعقود تم سدها بقطع من الصاج.





وارتفعت العديد من الأصوات التي تطالب بالاعتناء بقناطر أحمد بن طولون والعناية بها وسرعة إنقاذ المتبقي منها، حيث أنها تُعد من الآثار الهامة في التأريخ لمرحلة مهمة من مراحل التاريخ المصري ألا وهي الدولة الطولونية أول الدول المستقلة في العصر الإسلامي.








نبذة تاريخية عن قناطر أحمد بن طولون

عمر هذه القناطر يبلغ ما يقرب من 1182 عامًا، أقامها أحمد بن طولون عام 259 هـ/ 872م، وتروي المصادر قصة سبب البناء، عن أنه خرج ذات يوم سائرًا حتى وصل إلى تلك المنطقة، ووصل حتى مسجد يقال له مسجد الأقدام، وقابل خياطًا فطلب منه ماءً وقد بلغ منه العطش مبلغه، فقدم له إناء به بعض الماء وأوصاه بالاقتصاد في الشرب، وفهم ابن طولون منه أن الماء هنا عزيزًا للغاية.


ولما رجع ابن طولون إلى قصره أمر ببناء هذه القناطر، حيث تم حفر بئر في منطقة تسمى العفصة الكبرى وبنوا فوقها القناطر وقالت المصادر إن مهندسها كان مسيحيًا، ونقل لنا البلوي أن تكلفة تلك القناطر بلغت 140 ألف دينارًا، ونقل لنا المقريزي أن تكلفتها بلغت 40 ألف دينارًا، واعتبرت من عجائب الأبنية حتى نُسب بنائها إلى الجن وقيلت فيها الأشعار. 


والباحث المدقق يصعب عليه تصديق الرواية السابقة، حيث أن ابن طولون لن يتكبد هذه التكاليف العالية في سبيل إيصال المياه لمنطقة مقفرة من القرافة لا يسكنها سوى النذر اليسير من الناس.


وأرجع الكثير من الباحثين السبب الرئيسي لإنشاء هذه القناطر هو حمل الماء إلى قصر ابن طولون المترامي الأطراف، والبساتين الملحقة به، إضافة إلى منطقة المعافر.

والقناطر كانت تقع على حدود بركة الحبش جنوب الفسطاط، وتمتد من البساتين حيث يوجد برج المأخذ وتنتهي عند قبر القاضي بكار "قبل هدمه" وكان يقع أمام  مشهد آل طباطبا "280هجرية، واستمدت مياهها مباشرة من النيل، ويفهم من المصادر وكانت هذه القناطر غاية في البناء والإحكام، وكان الجميع يحتاج إليها، فأمر ابن طولون أن تظل مفتوحة طيلة النهار لكل من له غلام أو جارية، وفي الليل تخصص للفقراء والمستورين.


حاليًا تُعرف هذه القناطر بمجرى الإمام، وهي عبارة عن بئر للمأخذ مبنى بالآجر، وينقسم البئر إلى قسمين ويسحب الماء منه بواسطة ساقيتين ترفعان الماء إلى المجرى فوق ظهر البرج، ثم يسير منه في مجري وضع فوق القناطر، التي تخرج من البرج، وتنحرف بزوايا معينة وتميل للأسفل لتسهل اندفاع المياه للأمام، ثم تمتد في خط مستقيم ناحية مئذنة شاهين أغا الخلوتي، وعقود هذه القناطر تهدم أغلبها، وهي تشبه عقود الجامع الطولوني أي أنها عقود مدببة ذات مركزين.