مصر توجه تحذير من نار لـ" إثيوبيا" وخيار الحرب بات مطروحا في خطاب دبلوماسي

عربي ودولي

بوابة الفجر


يبدو أن مصر بدأت تفقد طاقتها واحتمالها جراء ما تفعله إثيوبيا من تحركات فردية غير مبالية بأرواح الشعبين المصري والسوداني ومستمرة في نهج التعنت والتصلب في بناء وملء سد النهضة الثاني.


وتسلك مصر على مدار السنوات العشر الماضية أسلوب المفاوضات وسياسة النفس الطويل من أجل عدم إحداث أي قلق في منطقة الشرق الأوسط، وذلك لأن العالم أجمع يعي جيدا أن عدم استقرار مصر هو عدم استقرار للمنطقة بأكملها.


وعلى الرغم من كل ما سبق ذكره، نجد أن إثيوبا لا تزال متعنته حتى بعد صور الأقمار الصناعية والتي كشفت عن البطئ الشديد سواء في بناء السد أو حتى إمكانية الملء الثاني والمقرر أن يحدث في شهر يوليو القادم.


تحذير من نار

وكانت قد وجهت مصر ورئيسها عبد الفتاح السيسي العديد من التحذيرات النارية إلى أديس أبابا بشأن الحفاظ على حقوق الشعب المصري في الماء، وأن هذا الأمر هو بمثابة مسألة حياة أو موت ولا يمكن التهاون فيها.


وخلال خطاب رسمي وجهه وزير الخارجية سامح شكري إلى رئيس مجلس الأمن بالأمم المتحدة وذلك من أجل عرض أخر التطورات بشأن سد ملف سد النهضة الأثيوبي، وذلك انطلاقًا من مسئولية المجلس وفق ميثاق الأمم المتحدة عن حفظ الأمن والسلم الدوليين.


واعترضت مصر على كل ما تحاول أديس أبابا إعلانه حول اعتزامها الاستمرار في ملء سد النهضة خلال موسم الفيضان المقبل، وشددت أيضا عن رفضها التام للنهج الإثيوبي القائم على السعي لفرض الأمر الواقع على دولتي المصب من خلال إجراءات وخطوات أحادية تعد مخالفة صريحة لقواعد القانون الدولي واجبة التطبيق.


أدلة التعنت الإثيوبي

وخلال الخطاب الموجه إلىى الأمم المتحدة، قد أوضحت مصر بالأدلة مدى التعنت الإثيوبي وتقويض كافة الجهود المبذولة من أجل التوصل إلى اتفاق بما في ذلك جهود الاتحاد الإفريقي والتي بدأت في يونيو من العام المنصرم 2020.


وأوضح "شكري" أن كل ما تقوم به أديس أبابا من تعنت حال دون تحقيق أي تقدم خلال عام كامل تحت رعاية من قبل الاتحاد الإفريقي ورئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوسا، والرئيس فيليكس تشيسكيد، رئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية، الرؤساء السابقون والحاليون لإفريقيا.


الصبر مفتاح كل شئ

وعلى الرغم من نهج العناد والتعنت من قبل الجانب الإثيوبي إلا أنمصر المحروسة كانت قد أكدت خلال خطابها أيضا أنها لاتزال ملتزمة بالتوصل إلى اتفاق عادل ومتوازن بشأن سد النهضة.


وأكد "شكري" على صبر مصر من خلال  السجل الحافل لعقد من المفاوضات، في حين يكون الموقف الإثيوبي مؤسف، مشيرا إلى أن مصر ترى أنه لن يحدث تقدم في هذا الملف إلا عبر المشاركة الفعالة والوسطاء الذين يمكنهم تسهيل المفاوضات وتقديم الأفكار التي تكون الدول الثلاث أقرب بها إلى اتفاق واضح وملزم.


تهديدات في المنطقة

وفي سياق متصل، كان قد أكد وزير الخارجية المصري خلال الخطاب الدبلوماسي أيضا بأن بسبب الفشل المستمر في التوصل لاتفاق وكذلك عدم جدوى المفاوضات قد يؤدي إلى تداعيات خطيرة من شأنها أن تؤثر على الاستقرار والأمن الإقليميين.


بالإضافة إلى ما سبق ذكره، فكان قد أوضح "شكري" أن ملء هذا السد الضخم وتشغيله من جانب واحد سيؤثر سلبًا على الأمن المائي ومصالح دولتي المصب، والتي بدورها سيكون لها سياسة خادعة.


مصدر رزق الفرد

وفي السياق ذاته، كان قد شدد شكري خلال الخطاب الموجه أيضا إلى الأمم المتحدة على أن حماية مصدر رزق الفرد الوحيد لمائة مليون مصري ليست مسألة اختيار، إنها ضرورة حتمية للبقاء.


بالإضافة إلى ذلك فإن هذه الضرورة الحتمية عند التلاعب بها فسوف يكون له تداعيات على الاستقرار والأمن الإقليمي، وأن الفشل في الوصول إلى اتفاق ملزم والإصرار على الملء الأحادي لسد النهضة له آثار سلبية على الأمن المائي والمصالح الأمنية المائية لدولتي المصب والتي بدورها لها تداعيات سياسية وأمنية.