بالصور.. "كحك العيد" على جدران المقابر الفرعونية

أخبار مصر

بوابة الفجر


قال خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمي بجنوب سيناء بوزارة السياحة والآثار إن الكعك شأنه شأن أي مفردات تراثية حديثة لها أصول مصرية، حيث ظهر في الرسوم التصورية على جدران المقابر المصرية القديمة.

وتابع ريحان في تصريحات إلى الفجر أن مناظر النساء تحمل القرابين من الكعك في سلة فوق رأسها تشبه مناظر النساء في المناطق الشعبية والريفية الآن وهي تحمل الألواح المعدنية "الصاج" الخاص بالكعك إلى الأفران لتسويته.

وجسدت المناظر التصويرية في مقبرة تي، أحد موظفي الأسرة المصرية الخامسة، في القرن الرابع والعشرين قبل الميلاد، صاحب المقبرة في مناظر زراعة ومناظر من الحياة اليومية، وتقع المقبرة في الجزء الشمالي من منطقة سقارة الوسطى شمال غرب هرم زوسر والمكتشفة عام 1865بواسطة "أوجست ماريت".

وأضاف ريحان أن جدران المعابد والمقابر منذ عصر الدولة القديمة تزينت بمناظر النساء يقمن بعجن العجين وصبه على هيئة قرص الشمس المستدير المزين بخطوط مستقيمة مثل أشعة الشمس وكانوا يصنعون عدة أشكال اللولبي والمخروطي والمستطيل والمستدير ويستخدمون العسل الأبيض في صنعه لإهدائه إلى المعابد كقرابين في الأعياد.

وأوضح أن صناعة الكعك في مصر القديمة استمرت في الدولة الحديثة "1570-1077ق.م" وقد تجسّد في مقبرة الوزير "رخمي- رع" بالأقصر الأسرة الـ18 طريقة صناعة الكعك حيث كان يتم وضع العسل على النار لإذابته من صورته السميكة ويتم التقليب باستمرار بخشبة ويضاف السمن عليه ويرفع من على النار بعد التقليب للخلط معًا ويضاف وهو ساخن على الدقيق ويقلب معًا وبعد أن تبرد العجينة تُشكل في أشكال مختلفة منها الدائرى مثل قرص الشمس أو على هيئات حيوانية ثم يرص الكعك على ألواح من الإردواز ثم يوضع في الفرن.

ونوه بأن المصري القديم حشى الكعك بالتمر المجفف "العجوة" أو التين ويزخرفونه بالفواكه المجففة كالنبق والزبيب أو الفطير الذى يصنعونه خصيصًا عند زيارة المدافن في الأعياد والذى يطلق عليه العامة حاليًا الشريك وكانوا يشكلونه على هيئة تميمة ست "عقدة إيزيس" وهي من التمائم السحرية التي تفتح للميت أبواب الجنة.

وأطلق على المخبوزات "k3k" وتعني العجين في اللغة المصرية القديمة، وعرفت في القبطية باسم "kaak"، ثم انتقلت إلى اللغة العربية "كعك" ومنها إلى اللغات الأوروبية وعلى رأسها الإنجليزية" cake".

ولفت الدكتور ريحان إلى أن زوجات الملوك اعتدن على إعداد الكحك وتقديمه للكهنة القائمين على حراسة هرم خوفو يوم تعامد الشمس على حجرة خوفو، وكان الخبازون يتقنون إعداده بأشكال مختلفة وصل عددها إلى 100 شكل وكان يرسمونه على صورة شمس وهو الإله رع وهو الشكل البارز حتى الآن، وقد ظهرت صور لصناعة كحك العيد في مقابر طيبة ومنف.