الولايات المتحدة تعلن استعدادها "للنظر في جميع الأدوات المتاحة" مع استمرار الاضطرابات بالصومال
في الوقت الذي تصطدم فيه الفصائل المتنافسة في الجيش الصومالي بشأن تمديد بقاء الرئيس في السلطة، فإن الولايات المتحدة تقف على أهبة الاستعداد "للنظر في جميع الأدوات المتاحة"، وفقًا للمتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس.
وقال برايس في بيان مساء الاثنين "الولايات المتحدة قلقة للغاية من الاشتباكات العنيفة أمس في مقديشو. ندعو جميع الأطراف إلى ممارسة ضبط النفس وحل خلافاتهم سلميا". وتابع "الحوار وتوافق الآراء هما السبيلان الوحيدان لحل المأزق الانتخابي، ونحث الأطراف على استئناف المفاوضات فورًا للتوصل إلى طريق متفق عليه للمضي قدمًا في إجراء انتخابات فورية. وكما ذكر الوزير سابقًا، فإن الولايات المتحدة مستعدة للنظر في كل ما هو متاح من أدوات، بما في ذلك العقوبات والقيود المفروضة على التأشيرات، للرد على الجهود الرامية إلى تقويض السلام والاستقرار في الصومال ".
وقد أصدرت وزارة الخارجية الأمريكية نصيحة سفر من المستوى 4 إلى الصومال وتنصح الأمريكيين بعدم السفر إلى الدولة المضطربة الواقعة في القرن الأفريقي، مستشهدة بـ "COVID-19 والجريمة والإرهاب والاضطرابات المدنية والقضايا الصحية والاختطاف والقرصنة". من ناحية أخرى، نشرت السفارة الأمريكية في مقديشو إنذارًا أمنيًا لجميع الأمريكيين في الصومال يوم الاثنين، وحثتهم على "مراجعة خططهم الأمنية الشخصية، ووضع خطط إجلاء لا تعتمد على مساعدة الحكومة الأمريكية، ووضع خطط طارئة للمغادرة".
وقالت السفارة: "أدى المأزق السياسي المستمر في الصومال إلى اندلاع أعمال عنف كبيرة في مقديشو بين القوات الحكومية والقوات التابعة للمعارضة في 25 أبريل 2021. وشمل هذا العنف استخدام أسلحة ثقيلة، بما في ذلك متفجرات.. قد يحدث عنف مثل هذا دون أي قدرة على تقديم تحذير مسبق لمواطني الولايات المتحدة."
وقد وقع إطلاق نار في العاصمة الصومالية يوم الأحد مع اندلاع القتال بين وحدات من قوات الأمن في البلاد مؤيدة ومعارضة للرئيس الصومالي محمد عبد الله محمد، المعروف بلقبه فرماجو، الذي وقع قانونًا في 13 أبريل يمدد ولاياته وصلاحيات حكومته عامين، مما أثار المعارضة في الداخل والخارج. وشوهد سكان مقديشو وهم يفرون من منازلهم بينما كان جنود متمردون، كثير منهم ما زالوا يرتدون الزي العسكري، متمركزين عند تقاطعات رئيسية بالعاصمة حاملين رشاشات محمولة على شاحنات وقاذفات قنابل صاروخية وبنادق هجومية.
كان من المقرر إجراء انتخابات رئاسية في الصومال، التي دمرتها عقود من الحرب الأهلية العشائرية وكذلك التمرد المستمر منذ سنوات على أيدي جماعة الشباب الإرهابية المرتبطة بالقاعدة، في أوائل فبراير، لكن التصويت تأجل بسبب الخلافات بين أصحاب المصلحة السياسيين في العملية الانتخابية. ومن المتوقع أن يرسل مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي مبعوثا خاصا إلى مقديشو للإشراف على الجهود المبذولة لحل الجمود.
وقالت بعثة الأمم المتحدة للمساعدة في الصومال (UNSOM) إنها "حذرت مرارا من أن تمديد التفويضات سيؤدي إلى أزمة سياسية ويقوض السلام والاستقرار والأمن في الصومال".
واوضحت في بيان اليوم الثلاثاء "نحث جميع الأطراف على ممارسة أقصى درجات ضبط النفس واستئناف الحوار وتجنب الإجراءات الأحادية الجانب التي قد تؤدي إلى مزيد من التصعيد.. نشعر بالقلق بشكل خاص من الانقسام الناشئ للجيش الوطني الصومالي على طول الخطوط العشائرية، الأمر الذي ينتقص من مهمته الأساسية المتمثلة في محاربة الشباب وحماية السكان الصوماليين. استخدام قوات الأمن لتحقيق أهداف سياسية أمر غير مقبول".
