"الوطني للدراسات": زيارة البابا للعراق جاءت بعد أكثر من عقد على هجوم ضد "سيدة النجاة"

عربي ودولي

بوابة الفجر


كشف "مؤشر الإرهاب للشرق الأوسط والمنطقة العربية" أن المنطقة شهدت تصاعدا كبيرا للنشاطات الإرهابية خلال شهر مارس الماضي وصولا إلى 182 هجوما، مقابل 83 في شهر فبراير.

 

وفي أحدث نسخة من "المؤشر"، كشف الرصد الذي أجراه "المركز الوطني للدراسات"، للأنشطة والتفاعلات المرتبطة بالظاهرة الإرهابية في نطاق الشرق الأوسط والمنطقة العربية خلال شهر مارس ؛ عن تصاعد النشاط العملياتي للجماعات والتنظيمات الإرهابية النشطة بالمنطقة بشكل حاد، وذلك بعدما سجل المؤشر الشهري للإرهاب الذي يصدره المركز في هذا السياق نحو 182 هجمة إرهابية نفذتها هذه الجماعات في مقابل 83 عملية خلال شهر فبراير، وذلك بعد استبعاد كافة العمليات القتالية التي نفذتها التنظيمات الإرهابية داخل بعض دول المنطقة في إطار الصراعات الدائرة مع غيرها من التنظيمات المسلحة غير الشرعية.

 

وكان "الوطني" قد أشار في تقريره "المؤشر" عن وقوع نحو 147 هجمة إرهابية في نطاق دول المنطقة التي تشهد صراعات أو عدم استقرار سياسي؛ في مقابل 35 عملية بالدول التي يصفها التقرير بالمستقرة، وذلك قبل أن يشير التقرير إلى استمرارية السواد الأعظم من الهجمات في نمطين بعينهما، هما التفجيرات التي تكررت نحو 79 مرة (بينهم 70 تفجير في دول الصراع) والهجوم المسلح الذي تكرر نحو 66 مرة (بينهم 57 في دول الصراع).

 

أما عن التصاعد الحاد الذي شهده عدد الهجمات والعمليات الإرهابية خلال شهر مارس؛ مقارنة بشهري يناير وفبراير، فقد أرجعه "الوطني" إلى عدد من المحددات أبرزها احتدام الصراع السياسي في أفغانستان التي تعرضت في مارس إلى 60 هجمة إرهابية، وكذا احتدام المواجهات العملياتية في العراق على خلفية الجهود المكثفة التي تبذلها الدولة العراقية في مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) والتي دفعت الأخير إلى محاولة إثبات وجوده عبر المزيد من الهجمات الإرهابية والتي سجلت خلال شهر مارس 40 هجمة إرهابية، ويضاف إلى المحددات أيضاً احتدام المشهد العسكري في اليمن والذي دفع جماعة الحوثيين إلى تكثيف هجماتهم الإرهابية ضد المملكة العربية السعودية التي تعرضت لــ 14 عملية اسُتخدم في تنفيذها القذائف والطائرات المسيرة.

 

وفي السياق ذاته؛ فقد استعرض التقرير أبرز الجهود التي بذلتها دول المنطقة وبعض الأطراف الدولية في إطار مكافحتها للتطرف والإرهاب والتي تصدرتها زيارة البابا فرانسيس بابا الفاتيكان للعراق وقام خلالها بصلاة القداس في كنيسة سيدة النجاة التي تعرضت لهجوم كبير نفذه تنظيم القاعدة قبل 11 عام، وكذلك العمليات الأمنية والعسكرية التي نفذتها الأجهزة الأمنية والمؤسسات العسكرية ببعض دول المنطقة ضد التنظيمات والعناصر الإرهابية ونجح بعضها في ضبط وقتل عدد من القيادات الإرهابية البارزة بينهم عاشور النعيمي مسئول خلية الإعدامات في تنظيم داعش ببغداد؛ واسماعيل جيس المسئول عن التفجيرات بحركة الشباب المجاهدين وغيرهم، في حين نجح بعضها الآخر في تفكيك بعض الخلايا الإرهابية وإجهاض عدد من العمليات الإرهابية، حيث نجحت أجهزة الأمن المغربية بالتنسيق مع نظيرتها الأمريكية في ضبط خلية لداعش بمدينة وجدة المغربية؛ وذلك في الوقت الذي نجحت فيه أجهزة الأمن الجزائرية في ضبط خليتين يتبعان التنظيم ذاته؛ واستطاعت أجهزة الأمن الإيرانية إجهاض عملية اختطاف إحدى طائرات الركاب التابعة للخطوط الجوية الإيرانية.

 

وأقدمت بعض الدول على عدد من الاجراءات والتدابير الرامية لمواجهة الظاهرة؛ كمؤتمر موسكو بشأن السلام في أفغانستان الذي دعت إليه الإدارة الروسية بغرض تجديد المفاوضات بين الحكومة الأفغانية وحركة طالبان؛ والأنظمة التقنية المتخصصة في مجال غسيل الأموال وتمويل الإرهاب التي استعانت بها دولة الإمارات مؤخراً؛ وأخيراً ومشروع القانون الذي قدمته الحكومة الجزائرية والذي يسمح بسحب الجنسية من أي جزائري يتورط في أنشطة إرهابية.