جيران ضحية السلام يكشفون لـ"الفجر" تفاصيل جديدة حول القضية.. ويردون على الشائعات

حوادث

أرشيفية
أرشيفية

شهدت مصر خلال الأيام الماضية، جدلًا واسعًا حول قضية دموية راح ضحيتها فتاة شابة كانت جريمتها كما تصّور مرتكبيها، أنها تعيش وحيدة بعد انفصالها عن زوجها، فنصّبوا أنفسهم وصاة عليها، وعلى تصرفاتها، وجعلوا ذواتهم جلّادين وقضاة، وشهودًا في نفس الوقت، لينتهي المشهد بطريقة مأساوية، بوفاة الفتاة وحبس مرتكبي الواقعة على ذمة التحقيقات ثم إحالتهم للقضاء.

منطقة عشوائية غير مخططة
توجهت "الفجر" لتحقق في مكان الحادث لتتبيّن طبيعة المنطقة والمستوى المعيشي لجيران الضحية، في منطقة السلام، وبالتحديد شارع ٢٧ المتفرع من شارع الخمسين في حي النزهة رقم ٢ بمنطقة السلام.

الضحية تدعي "د.ص"، كانت متزوجة ولديها أطفال وانفصلت منذ فترة عن زوجها، فساقها القدر للبحث عن مسكن ووظيفة تمكنها من العيش، فعملت بإحدى المراكز الخاصة بالنسا والولادة، واستأجرت مسكن بمساكن السلام بحي النزهة ٢، فيما كان أطفالها من حين إلى آخر يترددون على مسكنها إلى جانب شقيقها وبعض من أقاربها خاصة بعد انفصالها.

منطقة النزهة ٢ تعتبر من المناطق الحديثة نسبيا معظم المساكن فيها بناء عشوائي دون تخطيط كان سعر المتر فيها في عام ٢٠١٥ لم يتجاوز الـ٥٠٠ جنيه، وخلال السنوات القليلة ارتفع سعر المتر فيها ليتجاوز الـ١٢٠٠ جنيه، خاصة بعد افتتاح محطتي "الشهيد هشام بركات" و"النزهة" وتحولت بشكل كبير إلى ما يشبه حي فيصل والهرم من حيث التكدس وقرب المنازل من بعضها وحتى ساكنيها.

معظم المقاولين الصغار القادمين من الصعيد استمروا في تلك المنطقة واستغلوا فترة الانفلات الأمني بعد ثورة يناير وما بعدها وقاموا بتشييد عدد ضخم من المنازل، وفتحت العشرات من مكاتب التسويق العقاري أبوابها للشراء أو البيع في تلك المنطقة، ومعظمهم من أهالي ألف مسكن وجسر السويس وحديقة بدر وما خلفها لتتحول إلى منطقة عشوائية خلال سنوات قليلة، بينما انتشرت الزوايا والمساجد أسفل بعض العقارات التي وجد مالكيها أنها تزيد من بركة البيت، وبعض تلك الزوايا يؤمها أحد سكان العقار الموجودة فيه وغالبا ما يكون صاحب العقار دون رقابة من وزارة الأوقاف.

المنطقة التي كانت تسكن فيها الضحية غير مخططة علي الإطلاق والمياه لا تصلها ساعات طويلة خلال اليوم، إلى جانب أن مسكن الضحية لم يتم ترفيقه بوصلات الغاز كغيرها من المناطق وكثير من المساكن قائم على شراء الأسطوانات من المخازن المخصصة لها أو عن طريق الباعة الجائلين ممن يمرون بها في الشوارع والأزقة في فترة النهار.

أقرب مسجدين لمسكن الضحية هو مسجد فيصل وخاتم المرسلين، ويحيط بالمنطقة العديد من المحال مختلفة السلع والمنتجات، وتتولى "التكاتك" مهمة نقل الأشخاص من دواخل المساكن والأزقة إلى الشارع العمومي حيث عربات الأجرة ومترو الأنفاق، في حين أن البنية التحتية لتلك المنطقة لا تستوعب هذا الكم الهائل من المنازل والأبراج السكنية وكثير من تلك المساكن يخضع لقانون التصالح لمخالفات البناء وبعضهم ممن تصالح بالفعل يرفع من سعر مسكنه وعقاره.

وصلنا إلى عقار رقم ٣٣ في شارع رقم ٢٧ متفرع من شارع الخمسين والذي يعتبر من الشوارع الرئيسة في مساكن السلام بمنطقة النزهة، وهو العقار الذي شهد وفاه الضحية بعد سقوطها من الدور السادس على مرأى ومسمع من الناس.

الجيران يروون شهاداتهم للفجر
حاولت الفجر تبين أراء جيران الضحية فيما حدث من جريمة مروعة فقال "ش. م"، إنه فوجئ بصراخ في الشارع ليجد تجمع للناس حول جثة هامدة تنساب منها الدماء، فاتصل الأهالي بخط النجدة الذي حولهم لقسم شرطة النزهة، الذي سارع علي الفور بإرسال قوة أمنية لتبين الواقعة.

وأشار "ش. م" إلى أن الضحية كانت من سكان العقار، ولم يعلم اسمها ولكن الناس بدأت بتداول قصص حول سلوكها، كان السبب فيها حديث البواب من بوابين العقارات المجاورة، فانتشر كالنار في الهشيم خلال مدة قليلة بسبب تلك الأحاديث والروايات.

روايات تعتمد على الشائعات
فيما أكدت "ل. م" جارة للضحية أن معظم تلك الاتهامات والروايات التي يتداولها الناس عن سلوك الضحية ليس لها أساس من الصحة، ومعظم الجيران لا يعرفون حتى اسمها أو حتى طبيعة عملها، بدليل أن معظمهم صرح لوسائل الإعلام أن الضحية تعمل طبيبة أو ممرضة وهو غير صحيح.

وأضافت، أن معظم روايات الجيران قائمة على السمع والقيل والقال، ولا يوجد شخص واحد لديه دليل واحد على سوء سلوكها، مشيرة إلى أن بعض العقارات في تلك المنطقة لم يدخلها الغاز الطبيعي ويعتمدون على "أنابيب البوتجاز"، والشخص الذي وجدوه بمسكنها كان موجودًا للصيانة حيث إن هناك بعض الصيانات الي لا تستطيع أن تتدبرها بنفسها كامرأة.

من هو مالك العقار؟
وقال "م. ك" إن مالك العقار من الشرقية ولديه أطفال ويسكن العقار هو وزوجته، ويؤجر عددًا من الشقق السكنية بنظام العقود المحددة بمدة، مثل غيره من الملاك، وكذلك حارس العقار متزوج ولديه أطفال قدم من الفيوم للعمل في القاهرة فاختار النزهة للعمل بها كحارس عقار، ومعظم حراس العقارات في المنطقة أغراب عن القاهرة ممن يعملون حراس للعقارات ومسوقين عقاريين في نفس الوقت، مشيرا إلى أن بعض حراس العقارات أصبحوا مُلّاكا للمنازل بعد عملهم بالسمسرة والتسويق العقاري خلال مدة قصيرة، وذلك لأن تلك المنطقة تعتبر من المناطق الجديدة نسبيا ولكن معظمها مبان عشوائية.