بعد منحها الثقة.. كيف يبدو الموقف المصري من الحكومة الليبية الجديدة؟

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


منح البرلمان الليبى، اليوم الأربعاء، الثقة لحكومة الوحدة الوطنية، برئاسة عبد الحميد الدبيبة، بعد حصولها على تأييد 132 نائبا.

وعقب منح الثقة لحكومته، دعا رئيس الوزراء الليبى إلى إنهاء الانقسام، مؤكدا على ضرورة إزالة الحدود الوهمية التى تم بناؤها بين الليبيين خلال الفترة الأخيرة.

وتعهد الدبيبة بالعمل بكل جهد لدعم المجلس الرئاسى من أجل إنجاح الفترة الانتقالية.

وفى أول تعليق لها، أصدرت وزارة الخارجية المصرية بيانا، رحبت فيه بمنح الثقة لحكومة الوحدة الوطنية فى ليبيا.

فيما يلى من سطور، تستعرض "الفجر" الموقف المصرى من الحكومة الليبية الجديدة بعدما نالت ثقة البرلمان:

ترحيب مصرى بمنح الثقة لحكومة الدبيبة

قال السفير أحمد حافظ، المتحدث باسم وزارة الخارجية، إن مصر ترحب بنيل الحكومة الموحدة الليبية ثقة مجلس النواب اليوم، وتثمن دور المجلس فى تحمل مسؤولياته وإعلاء المصلحة العليا لدولة ليبيا للتحرك قدما نحو استعادة ليبيا لاستقرارها وأمنها وسيادتها، وبما يرفع المعاناة عن الشعب الليبي الشقيق.

وأعرب المتحدث باسم وزارة الخارجية عن تطلع مصر للعمل مع حكومة الوحدة الوطنية خلال المرحلة الانتقالية، ودعم جهودها للوفاء بالتزاماتها المقررة وفقا لخارطة الطريق للحل السياسى، بهدف عقد الانتخابات فى موعدها المحدد نهاية العام الحالى، وتطبيق المخرجات الصادرة عن اللجنة العسكرية المشتركة 5+5 واجتماعات المسار الاقتصادى بما يصون مقدرات الشعب الليبى الشقيق، ويخرج ليبيا من أزمتها، ويحقق أمن واستقرار المنطقة.

السيسي يتصل برئيس للحكومة الليبية الجديد

وفى 11 فبراير الماضى، وعقب الإعلان عن فوز عبد الحميد الدبيبة برئاسة الحكومة الليبية الجديدة، أجرى الرئيس عبد الفتاح السيسى اتصالا هاتفيا الدبيبة.

وهنأ السيسى الدبيبة على نيل ثقة أعضاء ملتقى الحوار السياسى، متمنيا له وللشعب الليبى الشقيق كل التوفيق والنجاح فى إطار استعداد السلطة الانتقالية فى ليبيا لتهيئة الدولة والانطلاق بها نحو آفاق التنمية.

وأكد الرئيس استعداد مصر للاستمرار فى تلبية جميع احتياجات الأشقاء الليبيين لاستعادة الاستقرار إلى بلادهم، وذلك امتدادا لمسار العلاقات التاريخية التى تجمع بين الشعبين الشقيقين، وانطلاقا من حرص مصر على مساعدة الشعب الليبى الشقيق فى استكمال آليات إدارة دولته.

من جهته، أعرب الدبيبة عن شكره لتهنئة الرئيس السيسى، مؤكدا الحرص على تدعيم العلاقات المصرية الليبية التاريخية واستكمال مسيرة تعزيز أطر التعاون بين البلدين فى مختلف المجالات خلال الفترة المقبلة، فضلا عن زيادة التنسيق والتعاون إزاء القضايا الإقليمية المختلفة.

كما ثمن الرئيس الجديد للحكومة الليبية دور مصر الرائد، وجهودها الحثيثة والصادقة فى دعم ومساندة أشقائها فى ليبيا في إطار العلاقات الممتدة والأخوية التى تربط البلدين والشعبين الشقيقين، معربا عن عميق تقديره للرئيس السيسى والشعب المصرى للوقوف بجانب أشقائهم الليبيين فى إدارة المرحلة الانتقالية، ومساندتهم فى المسؤولية التاريخية الملقاة على عاتقهم.

السيسى للدبيبة: مستمرون فى دعم الشعب الليبى لاستكمال آليات إدارة بلاده

وفى 18 فبراير الماضى، استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسى، عبد الحميد الدبيبة، رئيس الحكومة الليبية الجديدة.

جاء ذلك بحضور الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، واللواء عباس كامل، رئيس المخابرات العامة.

وأعرب رئيس الوزراء الليبي عن تشرفه بلقاء الرئيس السيسى، معبرا عن تقدير واعتزاز بلاده للجهود المصرية الصادقة والفعالة فى مختلف مسارات حل الأزمة الليبية خلال الفترة الماضية، والتى نتج عنها تقريب وجهات النظر بين الليبيين وإنهاء حالة الانقسام، فضلا عن دعم مصر للمؤسسات الليبية فى مكافحة الإرهاب والجماعات المتطرفة.

كما أكد الدبيبة، أن ليبيا حكومةً وشعبا تتطلع إلى إقامة شراكة شاملة مع مصر بهدف استنساخ نماذج ناجحة من تجربتها التنموية الملهمة التى تحققت خلال السنوات الماضية بقيادة ورؤية الرئيس السيسى، خصوصا فيما يتعلق باستعادة الأمن والاستقرار وانطلاق عملية التنمية والإصلاح.

من جانبه، رحب الرئيس السيسى بالدبيبة فى بلده الثانى مصر، مجددا التهنئة للقيادة الليبية الجديدة لحصولها على ثقة أعضاء ملتقى الحوار السياسى ممثلى الشعب الليبى، بما يعد بداية مبشرة لمرحلة جديدة تعمل فيها جميع مؤسسات الدولة الليبية بانسجام وبشكل موحد علي نحو يرفع المصلحة الوطنية فوق أى اعتبارات.

وشدد الرئيس على حرص مصر للاستمرار فى دعم الشعب الليبى لاستكمال آليات إدارة بلاده، وتثبيت دعائم السلم والاستقرار لصون مقدراته وتفعيل إرادته، وأن المرحلة الحالية تتطلب حشد ليبيا لكل جهود وسواعد أبنائها ورجالها المخلصين من أجل ترتيب أولويات التحرك والعمل تجاه المجالات المختلفة، بدءا باستعادة الأمن، ومرورا بتثبيت أركان الدولة، ثم وصولا إلى الشروع فى المشروعات الخدمية والتنموية ذات المردود المباشر على أبناء الشعب الليبى الشقيق، مؤكدا استعداد مصر الكامل لتقديم جميع خبراتها وتجربتها فى خدمة الأشقاء الليبيين، بما يساهم فى وضع ليبيا على المسار الصحيح وتهيئة الدولة للانطلاق نحو آفاق البناء والتنمية والاستقرار.

وشهد اللقاء استعراض الجهود الليبية خلال الفترة المقبلة لقيادة المرحلة الانتقالية، وآفاق التعاون والتنسيق بين البلدين الشقيقين لمساندة الجانب الليبى فى المسؤولية التاريخية فى تلك الفترة، حيث تم التوافق على تبادل الزيارات على مستوى المسئولين التنفيذيين لنقل الخبرة والتجربة إلى الجانب الليبى، والتشاور بشأن جميع القطاعات التى سيتم التعاون فيها، خصوصا على مستوى الخدمات واستعادة الأمن، إلى جانب التعاون الاقتصادى، وكذا تأهيل الكوادر الليبية فى مختلف المجالات.