ما بعد كورونا.. ننشر معاناة المرشدين السياحيين ومقترحات الحل

أخبار مصر

أرشيفية
أرشيفية


يعاني المرشدون السياحيون من عدة مشكلات تواجههم أثناء آداء عملهم، ويلاقون الكثير من المتاعب حتى يصلوا إلى مكانة مناسبة تمكنهم من كسب قوت يومهم.

المرشد مطلوب منه على مدار حياته العملية أن يتابع كل جديد في مجالي التاريخ والآثار، سواء من أبحاث أو اكتشافات وفي كل العصور، ومطلوب منه أن يجيد لغة إجادة تامة كما مطلوب منه أن يمتلك مهارات وفنون التعامل مع السائح الذي يسأل عن كل شيء تقع عليه عيناه.

وتداول المرشدون عدة مشكلات واقتراحات حلول لها وحاولت "الفجر" التعرف عليها وعلى مقترحاتهم عبر التقرير التالي:

التمثيل داخل الوزارة
في البداية، يقترح بسام الشماع المرشد السياحي المعروف، بأن يكون للمرشدين ممثلًا داخل وزارة السياحة والآثار، من الجمعية العمومية لنقابة المرشدين السياحيين وليس من مجلس نقابتها المنتخب، ويتم تنظيم اجتماع لشيوخ المهنة وشبابها مع الوزير المختص مرة كل شهر لمتابعة أوضاع المهنة وتنسيق العمل.

وأضاف "الشماع"، أن هناك امتحان يتم عقده للمرشد كل خمسة أعوام ليستمر ترخيصه وهو أمر مهين للمرشد -على حد قوله- ويجب أن يتوقف، فالمرشد الضعيف معلوماتيًا أو لغويًا سيلفظه السوق تلقائيًا، فالإرشاد مهنة لا تحتمل الضعيف علميًا أو لغويًا كثيرًا.

وأشار المرشد السياحي، إلى أن عدد كبير من المشكلات تحدث لأسرة المرشد في حال وقوع حادث له، وواجه المرشدون الكثير من مصاعب العمل، وأبرزها الاعتداءات الإرهابية الآثمة، فهناك مرشد فقد حياته في حادث الأقصر الإرهابي بالتسعينات واضطرت أسرته لبيع سيارته الخاصة كي تستطيع العيش.

وأوضح أنه في التسعينيات أيضًا تم الهجوم على مركب كروز كان هو -أي الشماع- يستقله، وأصيبت المركب بعدد كبير من الرصاصات ومن الممكن تخصيص نسبة من تذاكر المتاحف والأماكن الأثرية ولو ١٪ لنقابة المرشدين توضع بصندوق كوارث وتعويضات لأسرة المرشد في حالة إصابته أو وفاته أو مرضه أو حتى في حالة عدم العمل مثلما حدث في جائحة كورونا.

وأكد أنه من الممكن تفعيل خاصية الشرح بالفيديو كونفرانس، بمعنى أن يكون المرشد في بيته أو في المعبد، ويستمع السائح في بلده للشرح ويتم تسديد قيمة هذه الخدمة عبر نقابة المرشدين والوزارة، مشددا على أن ما تنوي الوزارة على تفعيله مما يسمى بالمرشد الإلكتروني هو إجراء غير عملي، ويعمل على زيادة البطالة بين المرشدين، إضافة لأن المرشد الإلكتروني لن يتفاعل مع السائح أو يجيب عن كل أسئلته.

تحصيل ضريبة القيمة المضافة
هذا، وقال أحد المرشدين إنه يتم تحصيل ضريبة القيمة المضافة منهم في حين أنهم ليسوا بائعي سلع بل إن المرشد السياحي مقدم خدمة، فيجب إعفاء المرشد من ضريبة القيمة المضافة فهي لا تنطبق علينا، بينما قال آخر، إن تقديم الإقرار الضريبي يتم فيه استغلال المرشدين من مكاتب المحاسبة، كما أن عمله إلكترونيًا صعب للغاية، فيجب تسهيله ولو برسوم مدفوعة مقدمًا عن طريق النقابة.

وأضاف أن المسمى الوظيفي للمرشد السياحي هو "صاحب عمل"، وهو على غير الحقيقة حيث أن يعمل إما لدى نفسه أو الغير، فنطالب بتغييره إلى مرشد سياحي حر يعمل لدى نفسه ولدى الغير وإلغاء كلمة صاحب منشأة في التأمينات الاجتماعية.

وطالب المرشد السياحي، بعمل تأمين صحي شامل للمرشد وأسرته باشتراك مناسب، حيث يعاني المرشدين من عدم وجود تأمين صحي خاص بهم.

استخراج إخطار شرطة السياحة
وقالت مرشدة إن إجراءات استخراج إخطار شرطة السياحة والآثار يجب أن يكون أكثر سرعة وإحكامًا وذلك عن طريق التبليغ إلكترونيًا بموقع وزارة الداخلية، ويُسمح للمرشد عمل إخطار لنفسه بنفسه وليس بالضرورة عن طريق الشركات، لأنه في بعض الأحيان يكون الإخطار لمرشد معين، ثم يحدث له طارئ ما كأن يمرض، فيأتي زميل له مكانه، وبالطبع لا وقت لاستخراج الإخطار بالطرق العادية، وهنا تحدث مشكلات كثيرة قد ينتج عنها تعطل الفوج السياحي.

واقترحت إحدى المرشدات تطوير الطرق الواصلة بين أهرامات الجيزة وسقارة، ودهشور، بحيث تكون أسرع وأسهل لعدم تضييع وقت السائح في الطرقات العامة، وكذلك عمل طريق مباشر يربط بين كوم أوشيم وهرم اللاهون وكذلك هرم هوارة بالفيوم لسهولة الوصول إليهم دون اللجوء للف مدة طويلة جدا داخل المساكن والأراضي الزراعية

كما اقترح عدد آخر عمل مقر في كل من الهرم والمتحف الكبير لاستقبال السائحين القادمين بمفردهم دون شركات وعرض خدمات المرشد السياحي داخل المتحف أو الهرم بأجر وبالمقابل تكون هناك نسبة تُخصم من أجره لصالح لدولة مقابل عمل المقر وإدارته ولا تتدخل الشركات الخاصة في عمل المرشدين داخل المناطق الأثرية.

وشدد المرشدون على ضرورة عدم إجبار المرشد السياحي على تجديد ترخيص مزاولة المهنة كل خمس سنوات، ويُعامل معاملة المحامي والطبيب والمحاسب وكلها مهن حرة، ولا يتم إجبارهم على التجديد، مطالبين بالسماح لهم بأخذ قروض ميسرة من البنك المركزي أسوة بكل العاملين في السياحة كي يتمكنوا من الاستمرار ودفع ضرائبهم وتأميناتهم وإعالة أسرهم.