بالأسماء.. كيف ربح أثرياء العالم من جائحة كورونا؟

تقارير وحوارات

أرشيفية
أرشيفية


«مصائب قوم عند قوم فوائد».. هكذا يبدوا الحال عند بعض الأغنياء وأصحاب المليارات، الذين لم تتأثر اقتصاداتهم الخاصة بجائحة كورونا، التي ظهرت للمرة الأولى فى الصين، نهاية عام 2019، ثم سرعان ما انتشرت في بقية دول العالم، مخلفة ملايين الضحايا بين مصابين تخطى عددهم 100 مليون حالة، ووفيات، تخطى عددهم مليوني حالة.

وعلى الرغم من الأزمة التي ألمَّت بالاقتصاد العالمي، إلا أن هناك عددا من الأثرياء لم يتأثروا بها، بل زاد الأمر لدرجة تحقيق زيادة فى ثرواتهم، بعد الاستفادة من دعم الحكومات لاقتصاداتها.

وفي هذا السياق، أعدت مؤسسة «أوكسفام» الخيرية، المعنية بالتركيز على تخفيف حدة الفقر فى العالم، تقريرا جاء تحت عنوان «فيروس عدم المساواة»، كشفت من خلاله عن مفاجآت تتعلق بزيادة ثروات الأغنياء، منذ تفشى جائحة كورونا، بالقدر الذى يكفى لحماية جميع سكان العالم من الوقوع فى الفقر، نتيجة لانتشار تلك الجائحة، إلى جانب تحمل تكلفة اللقاح للجميع.

فمن بين الرجال العشرة الأكثر ثراء، الذين زادت ثرواتهم بمقدار 540 مليار دولار، منذ بداية الجائحة فى شهر مارس الماضى، مؤسس موقع أمازون، جيف بيزوس، ومؤسس شركة تيسلا، إيلون ماسك، ومؤسس موقع فيسبوك، مارك زوكربيرج.


تفاصيل تقرير أوكسفام
وبحسب تقرير «أوكسفام»، حقق بيزوس، حتى شهر سبتمبر الماضى، مكاسب كانت لتمكنه من منح مكافأة قدرها 105 آلاف دولار لجميع موظفى شركة أمازون، البالغ عددهم 876 ألف موظف، مع احتفاظه بنفس مستوى ثرائه قبل تفشى جائحة كورونا.

وبحسب التقرير، ترى «أوكسفام» ضرورة فرض ضرائب على أصحاب تلك الثروات الضخمة، وحثت الحكومات من أجل بحث فرض الضرائب.

يقول داني سريسكاندراجا، الرئيس التنفيذى لمؤسسة «أوكسفام» فى بريطانيا: «نعتقد أن هذه فرصة للقيام بتحرك جذرى لإعادة البناء بشكل أكثر عدلا، والنظر فى ضرائب الثروة، والنظر فى ضرائب الشركات».

وبالإشارة إلى المملكة المتحدة، أكد سريسكاندراجا أن فرض الضرائب يمكن أن يؤدى إلى جمع الملايين.

يأتى ذلك في الوقت الذى قد يستغرق تعافى الفئات الأكثر فقرا فى العالم من تبعات الوباء أكثر من عقد.

وأوضح التقرير أن الدعم غير المسبوق من جانب الحكومات لاقتصاداتها، أدى إلى انتعاش أسواق الأسهم، وزيادة ثروات الأغنياء وأصحاب المليارات، فى الوقت الذى يواجه فيه الاقتصاد الحقيقى ركودا لم يسبق أن تعرض إليه منذ قرن من الزمن.

وأشار التقرير إلى أنه فى الفترة من 18 مارس الماضى، وحتى 31 ديسمبر، زادت ثروات أصحاب المليارات على مستوى العالم، بقيمة 3.9 تريليون دولار، حتى وصلت الآن إلى 11.95 تريليون دولار، وهو ما يعادل إجمالى ما أنفقته حكومات دول مجموعة العشرين على استجابتها للجائحة.

وتشير تقديرات «أوكسفام» إلى زيادة عدد هؤلاء الذين يعيشون فى الفقر بنحو 500 مليون شخص، نتيجة للظروف التى فرضتها جائحة كورونا، عكس انخفاض معدل الفقر العالمى الذى تحقق على مدى العقدين الماضيين.

وشهدت التبرعات الخيرية الضخمة زيادة نسبية منذ بدء تفشى جائحة كورونا، مع استجابة المشاهير ونجوم الرياضة ورجال الأعمال لإعلان حالة الطوارئ العالمية، وللمناشدات الإنسانية الأخرى.


تبرع زوجة جيف بيزوس
فخلال الشهر الماضى، كشفت ماكينزى سكوت، الزوجة السابقة لجيف بيزوس، عن تبرعها بأكثر من 4 مليارات دولار لصالح بنوك الطعام وصناديق الإغاثة الطارئة خلال 4 أشهر، موضحة أنها أرادت مساعدة الأمريكيين الذين يعانون بسبب كورونا.

ويُعتقد أن بيزوس تبرع بـ125 مليون دولار حتى يونيو من العام الماضى لصالح جهود مواجهة فيروس كورونا.


تبرع جاك دوروسي
أما جاك دورسى، الشريك المؤسس لموقع تويتر، فقد أعلن فى إبريل من العام الماضى عن تحويله مليار دولار من ممتلكاته لصالح صندوق مخصص لدعم جهود الإغاثة من الوباء وأغراض إنسانية أخرى، بما يمثل ربع صافى ثروته التى تقدر بـ3.9 مليار دولار.


تبرع بيل جيتس
في الوقت الذي تعهد فيه بيل جيتس، وزوجته ميليندا، بتقديم 305 ملايين دولار من خلال مؤسستهما الخيرية، لصالح تطوير اللقاحات والعلاجات وأساليب التشخيص.

وتبرعت جى كى رولينج، مؤلفة سلسلة روايات هارى بوتر، بمليون دولار لمساعدة المشردين والمتضررين من العنف المنزلى خلال فترة تفشى جائحة كورونا.