سفير عراقي أسبق: ترامب يتمرد على بايدن في التنصيب.. وإيران دولة الإرهاب (حوار)

عربي ودولي

الدكتور غازي فيصل
الدكتور غازي فيصل


 

 

  • عدم مشاركة ترامب في التنصيب نوع من الاحتجاج
  • ربما تحدث بعض أعمال العنف من قبل أنصار ترامب
  •  سيعود بايدن لاتفاقية المناخ كأول القرارات
  • إيران تحولت للدولة الأولى الراعية للإرهاب
  •  بايدن سيحرص على استمرار العلاقات مع أنقرة

 


 

يوم واحد فقط يفصلنا عن دخول "جو بايدن" رسميًا إلى البيت الأبيض وتسيده هذا البيت الذي حلم غريمه دونالد ترامب أن يصبح سيده لفترة ثانية ولكن أتت الرياح بما لا تشتهي السفن، فخلال الفترة الماضية تواترت الأحداث من اقتحام مبنى الكونجرس مرورا بالتظاهرات المناهضة لبايدن من قبل أنصار ترامب وغيره.

 

ومع الدخول رسميا لبايدن في البيت الأبيض كان قد ناقش النواب الأمريكي قرار عزل الرئيس المنتهي ولايته ترامب وكأنهم يخرجون له الكارت الأحمر غير أن الأخير لا يزال مصممًا على التواجد ومع ذلك تداولت وكالات الأنباء أخبار تفيد بعدم حضور "ترامب" مراسب تنصيب غريمه الديمقراطي.

 

وقبل ساعات قليلة من تنصيب "بايدن"، حرص موقع "الفجر" على إجراء حوار مع الدكتور غازي فيصل حسين مدير المركز العراقي للدراسات الاستراتيجية وسفير العراق الأسبق في فرنسا للوقوف على آخر المستجدات والتوقعات المترقب حدوثها من قبل ترامب وأنصاره خلال هذه الساعات، بالإضافة إلى تعامل بايدن مع الملفات الشائكة المتواجدة على الساحة ومن بينها القضية الفلسطينية وغيرها.

وإليكم نص الحوار:-

هل ينفذ ترامب وعيده ويغيب في مراسم تنصيب جو بايدن؟

"اتخذ الرئيس المنتهية ولايته قرار عدم المشاركة في حفل تنصيب الرئيس المنتخب جو بايدن رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية تعبيرا عن احتجاجه ولشكوكه بوجود تزوير في الانتخابات ولأنه مازال يعتقد بأنه الفائز في الانتخابات الرئاسية لحصوله على اكثر من ٧٠ مليون صوت".

 

هل من الممكن أن تحدث من جديد أعمال شغب من مؤيدي ترامب؟

"ربما تحدث بعض الاشكال المختلفة للاحتجاجات السلمية في الولايات الأمريكية وقد تقدم بعض الاحتجاجات على استخدام أشكال من العنف لمواجهة السلطات وللاستمرار في رفض فوز جو بايدن مما يؤكد على وجود انقسام في الأمة الأمريكية ويشرعن الحديث عن وجود أمتين حيث يأخذ هذا التقسيم طابعا عنصريا ودينيا، لكن بايدن سيتبنى استراتيجية لاستعادة وحدة الأمة الأمريكية في إطار المبادئ والأفكار الديمقراطية الأمريكية".


 


 

ما هي أولى القرارات التي سوف يتخذها بايدن عقب توليه المنصب رسميا؟

"يبدو أن القرار الأول الذي سيوقعه بايدن يتعلق بعودة الولايات المتحدة الأمريكية لاتفاقية باريس للمناخ بهدف الحفاظ على البيئة وأن يكون لواشنطن دور بناء في إطار الدبلوماسية المتعددة الأطراف عبر تعيق الشراكة مع الحلفاء الاوربيين لمواجهة المشكلات والتحديات الدولية ومعالجة الحروب والنزاعات وموجهة الأوبئة والامراض خصوصا وباء كوفيد ١٩ الذي كلف الولايات المتحدة وفاة ما يقارب نصف مليون مواطن أمريكي إضافة للخسائر الاقتصادية الفادحة في مختلف المجالات".

 

هل سيعود بايدن إلى الاتفاق النووي ويتراجع عن قرارات ترامب والخاصة بالتنصل من الاتفاقيات السابقة؟

"من الناحية المبدئية يقترب الرئيس جو بايدن من حلفاءه الأوربيين في معالجة قضية الملف النووي الإيراني وإعادة النظر بملف الصواريخ الباليستية الإيرانية التي تشكل تهديدا خطيرا للأمن الإقليمي ولحلفاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، إضافة للدور الخطير للاستراتيجية التوسعية لإيران ولاية الفقيه في الشرق الأوسط خصوصا العراق وسوريا ولبنان واليمن وما تتركه الحروب المدعومة من الحرس الثوري الإيراني والمليشيات الولائية المرتبطة بمكتب خامنئي وفيلق القدس المسؤول عن العمليات العسكرية الخارجية لنشر نظرية ولاية الفقيه وتغذية الحروب الدموية المدمرة مما حول النظام الإيراني إلى الدولة الأولى الراعية للإرهاب في العالم، لذا لابد أن تتعاون الإدارة الأمريكية مع بريطانيا ودول الاتحاد الأوربي لإعادة ملف المفاوضات حول البرنامج النووي الإيراني ومنظومات الصواريخ ودعم المليشيات الإرهابية وتعريض الأمن والاستقرار في الخليج العربي والشرق الأوسط لمخاطر الحروب والتخلف".


 


 

كيف سيتعامل بايدن مع القضية الفلسطينية وهل سيسير على نهج ترامب بها؟

"الرئيس ترامب ومن خلال الاتفاق الإبراهيمي وسع من التطبيع بين الدول العربية وإسرائيل مما قد يساعد في الضغط من أجل عودة الفلسطينيين والإسرائيليين إلى طاولة المفاوضات ولمناقشة الفرص الحقيقية امام حل الدولتين وفي إطار حق الشعوب في تقرير المصير وقرارات الشرعية الدولية للإعلان عن دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة، ولقد أكد الحزب الديمقراطي والإدارات الأمريكية السابقة على حل الدولتين وقد يكون اليوم المناخ ملائما امام الرئيس جو بايدن لتشجيع التفاوض تحت رعاية واشنطن وإيجاد حلول جدية لشعب فلسطين ولمشكلة عودة اللاجئين واستعادة الحقوق المشروعة".

 

كيف سيتعامل بايدن مع أنقرة وهل سيرفع العقوبات عن إيران؟

"لاشك أن العلاقات التركية الأمريكية تمثل علاقات تعاون وتحالف استراتيجي بين واشنطن وأنقرة في مجال التسليح وصناعة الأسلحة المتطورة خصوصا طائرة إف ١٦ ووجود تركيا الفاعل في حلف شمال الأطلسي بجانب انتشار القواعد الجوية الاستراتيجية الأمريكية في تركيا وعلاقات التعاون الاقتصادي، لذا سيحرص الرئيس جو بايدن على استمرار علاقات التعاون والتحالف الاستراتيجي مع تركيا في إطار مراجعة شاملة لما طرأ على هذه العلاقة خصوصا بعد شراء أنقرة منظومات صواريخ إس ٤٠٠ الروسية وبما يتعارض مع سياسات التسلح لحلف شمال الأطلسي، إضافة لمناقشة الملفات العديدة في العلاقات الأمريكية التركية لتجنب العقوبات، وأعتقد أن أنقرة بدأت في تقديم مؤشرات إيجابية للتعاون مع واشنطن ودول الاتحاد الأوربي واللجوء للخيارات الدبلوماسية بدلا من الحروب".