إيمان كمال تكتب: إلى جيل الفن النظيف.. «البوسة مش انحلال»

مقالات الرأي



مرارا ندافع عن المشاهد الحميمية والقبلات فى السينما، بعد أن أصبحت وصمة يتنصل منها جيل الفن النظيف الذى يحاول جاهدا المزايدة على الأفكار المجتمعية المحافظة.

يظن البعض أن هذا الدفاع «انحلال» فكيف يمكن أن ندافع عن «البوس فى السينما»؟ والتى اعتبرها الممثل أحمد زاهر فى تصريحات له مؤخرا أنها سيئات جارية فى حياة الفنان؟

بينما قالت فادية عبد الغنى بعد «تريند» زاهر بأنها رفضت التمثيل مع أحمد زكى بسبب مشهد به قبلة.

لم يكتف أحمد زاهر برفضه لتأدية تلك المشاهد هو أو ابنته، بل قرر أن يحكم على من قدموها فى أعمالهم، مع الأخذ فى الاعتبار بأنه سبق وقدم تلك المشاهد فى بداياته فى فيلم «راندفو» فى المشهد الذى جمعه بسمية الخشاب.

نسى زاهر وزملائه من جيل الفن النظيف أن القبلات بدأت مع بداية السينما، وتقبل المجتمع للقبلة وقتها.

فالقبلة فى السينما المصرية أو المشاهد الحميمية بشكل عام كانت موظفة لخدمة الأحداث، وكان تقبلها أمرا بديهيا قبل سيطرة الفكر الوهابى مع نهاية السبعينيات ومرورا بالثمانينيات حتى السنوات الأخيرة التى أثرت بشكل كبير على «المنتج الفنى.. سينما ودراما» الذى خلا من أى مشاعر.

وظفت القبلة للتعبير عن الرومانسية والحب فى أفلام عبد الحليم حافظ ومحمد فوزى وكمال الشناوى وعمر الشريف وأحمد رمزى ونادية لطفى وشادية وفاتن حمامة وسعاد حسنى، وحتى جيل محمود ياسين ونور الشريف ومحمود عبدالعزيز ونجلاء فتحى وميرفت أمين ومديحة كامل، كما وظفت القبلات بشكل كوميدى فى بعض أفلام إسماعيل ياسين وفؤاد المهندس وشويكار وعادل إمام ويسرا وإلهام شاهين وليلى علوى، وكثيرين غيرهم ممن استطاعوا تقديم أعمال أصبحت «تاريخ السينما المصرية».

بينما نجد صعوبة شديدة فى تذكر عمل مهم لنجوم «الفن النظيف» حتى وإن أجادوا تقديم شخصية ما لتصبح «تريند» عبر مواقع التواصل الاجتماعى، لكنها سرعان ما تصبح فقعة تنتهى أمام «تريند» جديد يظهر، فلم ينجح جيل السينما النظيفة فى تقديم أعمال تعتبر من علامات الفن المصرى، اللهم إلا القليل.

أتذكر فى جلسة حوارية جمعتنى بالمخرج الكبير داوود عبدالسيد قبل عامين ذكر فيها عن صعوبة أن يجد فنانة تقدم مشهدا به قبلة أو مشهدا حميميا، لكنه يدرك تماما أنه أمر طبيعى بسبب ما تتعرض له الفنانات بعد تلك المشاهد فأصبح يلتمس لهن العذر، وأنا مثله تماما التمس العذر لهن، لكنى لا التمس العذر لمن حولوا السينما إلى أفكار مغلقة ومجمدة خالية من المشاعر، من اعتبروا الفن مجرد «مهنة» لأكل العيش وليس إبداعا، فالدفاع عن القبلة أو المشاهد الحميمية هو دفاع عن حرية «الفن» عن حق المبدع فى تقديم عمله وتوظيف المشاهد بالكيفية التى تناسب أفكاره ورأيه، وعلينا كجمهور أن نتلقى العمل الفنى دون أن نصادر على حرية المخرج أو المؤلف، وإذا لم نتفق مع العمل فهناك خاصية إغلاق «الريموت».

لن أجد أفضل من جملة الفنان صاحب العقل المستنير صبرى فواز.. للتعبير عن الوضع الحالى (هو اللى حرام بجد.. إنك تاكل وتشرب وتصرف على عيالك من مهنة، وتنزل طعن فيها عشان تعمل لنفسك قيمة مش عارف تعملها بشطارتك).