بعد اغتيال زادة.. دلائل حول أن إيران جزء من المشروع الأمريكي

تقارير وحوارات

بوابة الفجر

الرد سيكون ساحق، الرد سيكون حاسم، الرد سيكون مؤلم، الرد سيكون كالرعد إلخ، كُلها تصريحات جاءت من مسؤولي النظام الإيراني ،عقب اغتيال العالم المختص في مجال الطاقة النووية الأبرز، محسن فخري زادة، حيث تأتي  هذه التصريحات في أعقاب أي عملية اغتيال في صفوف قياداته سواء العسكرية أو العلمية أو حتى الدبلوماسية، ولا نجد الرد إلا عبر الإعلام وبتصريحات أصبح لا أحد يلتفت إليها، بعد أن أيقن الجميع أنها للاستهلاك المحلي فقط.

فمنذ العام 1979 تهدد إيران بمحو إسرائيل من على الخريطة، وعادة ما يطلق القادة في طهران مثل تلك التصريحات لكسب التأييد الشعبي، ولكن رد الفعل لا يزيد عن حروب الوكالة أو القرصنة الإلكترونية.

 

سخرية إسرائيلية

سخر الصحفي والأكاديمي الإسرائيلي إيدي كوهين من توعد إيران بالرد على اغتيال عالمها النووي محسن فخري زاده قبل يومين قرب طهران.

وقال كوهين في تغريدة عبر حسابه في تويتر: عندما ردت إيران على مقتل سليماني دمرت طائرة مدنية أوكرانية وقتلت مئات الأبرياء".

وأضاف "أنصح جميع خطوط الطيران عدم الاقتراب إلى إيران لعدم تكرار حوادث كهذه.. النظام يعيش الآن في حالة تخبط واحباط وخوف".

وفي تغريدة ثانية وصف تهديدات إيران وعنترياتها بالفارغة، مدللا على وصفه بتصريحات إيرانية على مدى عشرات العقود السابقة.

وذكر أن إيران وعدت بتحرير فلسطين في عقد الثمانينات وبمحو الكيان الصهيوني بالتسعينات وبتحرير الأقصى عام 200 والصلاة في القدس 2020.

وتساءل مستنكرا بلهجة عربية عامية "شو صار بتحرير فلسطين ومحي إسرائيل والصلاة في الأقصى وكل شيء؟!"، واصفهم مرة أخرى بالجنباء والكذابين.

 

ليس الأول

وعملية مقتل أو اغتيال محسن فخري زادة، لم تكن الأولى، حيث يستدعي الاغتيال إلى الأذهان أيضاً الكمين القاتل الذي نُصِبَ في يناير الماضي للواء قاسم سليماني، قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، والذي أمَرَ به ترامب شخصياً. 

وبينما كان يُنظَر إلى سليماني باعتباره بطلاً قومياً، كان فخري زادة أيضاً رجلاً رفيع المستوى، وبالنسبة لإيران، كان اغتياله ضربةً موجِعة. 

وفي يناير 2012، لقي المهندس الكيميائي مصطفى أحمدي روشن (32 عاما) مصرعه في انفجار قنبلة لاصقة في سيارته، وضعها راكب دراجة نارية في طهران.

وقالت إيران إن القتيل كان عالما نوويا أشرف على قسم في منشأة نطنز لتخصيب اليورانيوم، وألقت طهران بمسؤولية الهجوم أيضًا على إسرائيل والولايات المتحدة.

وفي يوم 23 يوليو 2011، قتل مسلحون، داريوش رضائي، رميا بالرصاص وهو في الـ35 من عمره شرقي طهران، وهو حاصل على درجة الدكتوراه في الفيزياء.

وفي يوم 29 نوفمبر 2010، قُتل مجيد شهرياري وأصيبت زوجته في انفجار سيارة ملغومة في طهران، وقال مسؤولون إيرانيون إن الحادث "هجوم برعاية إسرائيلية أو أميركية على برنامج البلاد النووي".

كما أصيب العالم فريدون عباسي دواني، هو وزوجته، في انفجار سيارة ملغومة في اليوم نفسه الذي قتل فيه مجيد شهرياري، وقال وزير المخابرات الإيراني آنذاك حيدر مصلحي "هذا العمل الإرهابي نفذته أجهزة المخابرات الأمريكية والإسرائيلية والبريطانية.

وفي يوم 12 يناير 2010، قُتل مسعود علي محمدي بتفجير قنبلة عن بعد في طهران، وقالت بعض مواقع المعارضة الإيرانية على الإنترنت إن محمدي كان يدعم المرشح الإصلاحي مير حسين موسوي في انتخابات رئاسية متنازع على نتيجتها أجريت في 2009، ومنحت ولاية ثانية لنجاد.

 

خيار الصمت

ورغم التهديد والوعيد الإيراني الذي يُصاحب أي عملية اغتيال، إلا أن طهران تُفضل دائمًا خيار الصمت لعدة أسباب، منها تراجع موقفها العسكري في المنطقة مقابل إسرائيل، وثانيا لعدم الدخول في مواجهة مباشرة مع الإدارة الأمريكية الجديدة، وذلك وسط توقعات الإيرانيين بخفض إدارة جو بايدن الضغوط المفروضة على بلادهم.

من جهته، قال المُحلل السياسي جمال مُحسن، إن الصمت الإيراني على عمليات الاغتيال يُشير إلى حدًا كبير إلى أن طهران جزء من المشروع الأمريكي الإسرائيلي لإضعاف الوطن العربي، وأن الصراع بينهما والتصريحات العدائية المُتبادلة لا تعدو كونها جُزء من هذا المشروع.

وأضاف مُحسن، أن الولايات المتحدة الامريكية فور احتلالها للعراق سلمت مفاتيح بغداد لأحد أهم رجال إيران في بلاد الرافدين وهو نور المالكي، كما أن إسرائيل دعمت بقوة النظام الإيراني في حربه ضد الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، وهو ما يؤكد استفادة الولايات المتحدة وإسرائيل من إيران.

 

كونترا

فضيحة إيران كونترا أيضًا  تؤكد أيضًا على العلاقة التي تربط النظام الأمريكي بنظيره الإيراني، والتي عقدت بموجبها الحكومة الأمريكية تحت إدارة الرئيس الأمريكي ريغان، اتفاقاً مع إيران لتزويدها بالأسلحة بسبب حاجة إيران لأنواع متطورة منها أثناء حربها مع العراق و ذلك لقاء إطلاق سراح بعض الأمريكان الذين كانوا محتجزين في لبنان، حيث كان الاتفاق يقضي ببيع إيران ما يقارب 3 آلاف صاروخ "تاو" مضادة للدروع وصواريخ هوك أرض جو مضادة للطائرات مقابل إخلاء سبيل خمسة من الأمريكان المحتجزين في لبنان.

الرد سيكون ساحق، الرد سيكون حاسم، الرد سيكون مؤلم، الرد سيكون كالرعد إلخ، كُلها تصريحات جاءت من مسؤولي النظام الإيراني ،عقب اغتيال العالم المختص في مجال الطاقة النووية الأبرز، محسن فخري زادة، حيث تأتي  هذه التصريحات في أعقاب أي عملية اغتيال في صفوف قياداته سواء العسكرية أو العلمية أو حتى الدبلوماسية، ولا نجد الرد إلا عبر الإعلام وبتصريحات أصبح لا أحد يلتفت إليها، بعد أن أيقن الجميع أنها للاستهلاك المحلي فقط.

فمنذ العام 1979 تهدد إيران بمحو إسرائيل من على الخريطة، وعادة ما يطلق القادة في طهران مثل تلك التصريحات لكسب التأييد الشعبي، ولكن رد الفعل لا يزيد عن حروب الوكالة أو القرصنة الإلكترونية.

 

سخرية إسرائيلية

سخر الصحفي والأكاديمي الإسرائيلي إيدي كوهين من توعد إيران بالرد على اغتيال عالمها النووي محسن فخري زاده قبل يومين قرب طهران.

وقال كوهين في تغريدة عبر حسابه في تويتر: عندما ردت إيران على مقتل سليماني دمرت طائرة مدنية أوكرانية وقتلت مئات الأبرياء".

وأضاف "أنصح جميع خطوط الطيران عدم الاقتراب إلى إيران لعدم تكرار حوادث كهذه.. النظام يعيش الآن في حالة تخبط واحباط وخوف".

وفي تغريدة ثانية وصف تهديدات إيران وعنترياتها بالفارغة، مدللا على وصفه بتصريحات إيرانية على مدى عشرات العقود السابقة.

وذكر أن إيران وعدت بتحرير فلسطين في عقد الثمانينات وبمحو الكيان الصهيوني بالتسعينات وبتحرير الأقصى عام 200 والصلاة في القدس 2020.

وتساءل مستنكرا بلهجة عربية عامية "شو صار بتحرير فلسطين ومحي إسرائيل والصلاة في الأقصى وكل شيء؟!"، واصفهم مرة أخرى بالجنباء والكذابين.

 

ليس الأول

وعملية مقتل أو اغتيال محسن فخري زادة، لم تكن الأولى، حيث يستدعي الاغتيال إلى الأذهان أيضاً الكمين القاتل الذي نُصِبَ في يناير الماضي للواء قاسم سليماني، قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، والذي أمَرَ به ترامب شخصياً. 

وبينما كان يُنظَر إلى سليماني باعتباره بطلاً قومياً، كان فخري زادة أيضاً رجلاً رفيع المستوى، وبالنسبة لإيران، كان اغتياله ضربةً موجِعة. 

وفي يناير 2012، لقي المهندس الكيميائي مصطفى أحمدي روشن (32 عاما) مصرعه في انفجار قنبلة لاصقة في سيارته، وضعها راكب دراجة نارية في طهران.

وقالت إيران إن القتيل كان عالما نوويا أشرف على قسم في منشأة نطنز لتخصيب اليورانيوم، وألقت طهران بمسؤولية الهجوم أيضًا على إسرائيل والولايات المتحدة.

وفي يوم 23 يوليو 2011، قتل مسلحون، داريوش رضائي، رميا بالرصاص وهو في الـ35 من عمره شرقي طهران، وهو حاصل على درجة الدكتوراه في الفيزياء.

وفي يوم 29 نوفمبر 2010، قُتل مجيد شهرياري وأصيبت زوجته في انفجار سيارة ملغومة في طهران، وقال مسؤولون إيرانيون إن الحادث "هجوم برعاية إسرائيلية أو أميركية على برنامج البلاد النووي".

كما أصيب العالم فريدون عباسي دواني، هو وزوجته، في انفجار سيارة ملغومة في اليوم نفسه الذي قتل فيه مجيد شهرياري، وقال وزير المخابرات الإيراني آنذاك حيدر مصلحي "هذا العمل الإرهابي نفذته أجهزة المخابرات الأمريكية والإسرائيلية والبريطانية.

وفي يوم 12 يناير 2010، قُتل مسعود علي محمدي بتفجير قنبلة عن بعد في طهران، وقالت بعض مواقع المعارضة الإيرانية على الإنترنت إن محمدي كان يدعم المرشح الإصلاحي مير حسين موسوي في انتخابات رئاسية متنازع على نتيجتها أجريت في 2009، ومنحت ولاية ثانية لنجاد.

 

خيار الصمت

ورغم التهديد والوعيد الإيراني الذي يُصاحب أي عملية اغتيال، إلا أن طهران تُفضل دائمًا خيار الصمت لعدة أسباب، منها تراجع موقفها العسكري في المنطقة مقابل إسرائيل، وثانيا لعدم الدخول في مواجهة مباشرة مع الإدارة الأمريكية الجديدة، وذلك وسط توقعات الإيرانيين بخفض إدارة جو بايدن الضغوط المفروضة على بلادهم.

من جهته، قال المُحلل السياسي جمال مُحسن، إن الصمت الإيراني على عمليات الاغتيال يُشير إلى حدًا كبير إلى أن طهران جزء من المشروع الأمريكي الإسرائيلي لإضعاف الوطن العربي، وأن الصراع بينهما والتصريحات العدائية المُتبادلة لا تعدو كونها جُزء من هذا المشروع.

وأضاف مُحسن، أن الولايات المتحدة الامريكية فور احتلالها للعراق سلمت مفاتيح بغداد لأحد أهم رجال إيران في بلاد الرافدين وهو نور المالكي، كما أن إسرائيل دعمت بقوة النظام الإيراني في حربه ضد الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، وهو ما يؤكد استفادة الولايات المتحدة وإسرائيل من إيران.

 

كونترا

فضيحة إيران كونترا أيضًا  تؤكد أيضًا على العلاقة التي تربط النظام الأمريكي بنظيره الإيراني، والتي عقدت بموجبها الحكومة الأمريكية تحت إدارة الرئيس الأمريكي ريغان، اتفاقاً مع إيران لتزويدها بالأسلحة بسبب حاجة إيران لأنواع متطورة منها أثناء حربها مع العراق و ذلك لقاء إطلاق سراح بعض الأمريكان الذين كانوا محتجزين في لبنان، حيث كان الاتفاق يقضي ببيع إيران ما يقارب 3 آلاف صاروخ "تاو" مضادة للدروع وصواريخ هوك أرض جو مضادة للطائرات مقابل إخلاء سبيل خمسة من الأمريكان المحتجزين في لبنان.