حكاية فيلم.. "الكيت كات" أهم أدوار محمود عبد العزيز السينمائية.. تعرف على المرشحين الأوائل له

الفجر الفني

بوابة الفجر



حكاية فيلم اليوم عن أحد  أهم أفلام السينما المصرية وهو "الكيت كات" للساحر محمود عبد العزيز. 

رشح مخرجه داوود عبد السيد الفنان الراحل أحمد زكي لتجسيد شخصية "الشيخ حسني"، وبالرغم من موافقته حدث خلاف على الأجر المادي بين أحمد زكي والمنتج حسين القلا>

كما رشح الزعيم عادل إمام، للعمل ولكنه رفض أيضًا، حتى يذهب الدور لمحمود عبدالعزيز الذي خلد اسمه، ووضع اسم الشيخ حسني إلى لوحة شرف السينما.

وعن عن كواليس عمله على فيلم "الكيت كات" قال داوود عبد السيد: "مسافة هذا المشوار لا تتعدى تسعة شهور استغرقها الإعداد للسيناريو، عندما قرأت رواية إبراهيم أصلان "مالك حزين" أعجبت بها وقررت تحويل العمل الأدبي إلى فيلم سينمائي لأن الرواية تتضمن أبعادًا سينمائية جديدة".

استكمل مشواره مع الرواية بالبحث عن أماكن التصوير والجلسات الطويلة مع أنس أبو سيف مهندس الديكور ليكون كل مشهد بالفيلم معبرًا عن حي الكيت الكات، بالإضافة إلى التلاحم والتقارب في الأفكار مع الموسيقار راجح داود صاحب الموسيقى التصويرية للفيلم.

وتابع داود عبد السيد: "العمل الفني المتكامل تمتزج فيه الموسيقى مع الصورة، وكانت الجلسات التالية مع الفنانين لأعطي صورة للعالم الذي أريده واعتقد أن نهاية المشوار كانت فيلما لن أندم على أن يحمل اسمي".

وعن تعاونه مع بطل الفيلم محمود عبد العزيز قال "عبد السيد"، إن الشيخ حسني هو الشخصية التي تعامل معها أثناء تصوير فيلم "الكيت كات"، فشخصية محمود عبد العزيز تلاشت مع الدور وأصبح كل منهما يعبر عن الآخر، خاصة بعدما تعامل أكثر من شخصية ضريرة وأتقن أداء دوره، قال: "حتى إنني كنت أمسك يده في بعض الأوقات اعتقادًا مني أنه ضرير".

و كشف الفنان شريف منير أنه جاء فى فيلم الكيت كات بدلًا من النجم الراحل ممدوح عبدالعليم، بعدما حدث خلاف بينه وبين المنتج حسين القلا.

وأوضح المخرج داود عبدالسيد أن عبدالعليم وضع شرطًا أن يُكتب اسمه في التتر مع محمود عبدالعزيز، لكن محمود عبدالعزيز رفض، قائلا: "لو هيمثل فى الفيلم أنا مش همثل".

"الكيت كات" أول فيلم يحقق المعادلة بين فيلم الشباك والإيرادات وبين فيلم الجوائز والمهرجانات.

إنتاج الفيلم كلف 900 ألف جنيه، كما أنه ظل في السينمات حوالي 17 أسبوعًا، وحقق أكثر من مليوني جنيه. وأكد الفنان أحمد كمال أن نجاح الفيلم لم يكن متوقعًا، قائلًا: "حتى محمود عبدالعزيز مكنش متوقع ينجح وكان شايفه بتاع مثقفين.. مكنش شايفه جماهيري".

وأوضح المخرج داود عبدالسيد أن كان يريد عبلة كامل فى دور عايدة رياض لكنها رفضت، ووفاء عامر جاءت للاختبار لكنها لم تكن مستعدة للدور.

كشف مهندس الديكور أنسي أبو سيف تفاصيل بناء الحارة الشعبية في الفيلم، موضحًا أنه اقنع المخرج يوسف شاهين باستبدال حارى بونابرت التاريخية إلى حارة شعبية.

هدم حارة بونابرت وبنفس الماتريل بنى حارة شعبية، مشيرًا أنه نفذها فى 5 أسابيع، وقال المنتج حسين القلا إن بناء الحارة وقتها كان يتكلف 45 ألف جنيه فاقنع يوسف شاهين بناءها فى استوديو جلال، وأن يشاركه بنصف المبلغ على أن تكون الحارة بعد ذلك له.

الفيلم كان اسمه عرايا في الزحام لكن الرقابة رفضته، فاختير الكيت كات. وأوضح شريف منير أن مشهد النهاية حدث فيه بعض الارتجال.

كشف الموسيقار راجح داود أن موسيقى الفيلم واجهت نقدًا سلبيًا في البداية، قائلا: "لكن بعد 5 سنوات بدأ الناس يدركوا ما قدمته في الفيلم".

كان محمود عبدالعزيز يذهب إلى استوديو التصوير من أجل حفظ شكل وخطوات الشيخ حسني ثم يضع عدسات بيضاء تمنعه من الرؤية.

القصة الحقيقية لمشهد "الموتوسيكل" في فيلم "الكيت كات"، حدثت في بورسعيد، وسمعها محمود عبدالعزيز من صاحبها، وهو شخص يدعى "الشيخ محمد"، وكان ضريرًا، ويتمنى أن يستقل موتوسيكل، وذهب إلى منطقة لا يعرفه فيها أحد، في أحد الأعياد، وأجر موتوسيكل، وكسر العديد من الأشياء في طريقه كما حدث في الفيلم.


"يالا بينا تعالوا، نسيب اليوم بحاله، وكل واحد مننا يركب حصان خياله" النجم شريف منير روى، في حوار تليفزيوني، كواليس عديدة من فيلم "الكيت كات"، أبرزها تلك الأغنية، التي ألفها سيد حجاب ولحنها إبراهيم رجب، والتي تدرب خلالها النجم محمود عبدالعزيز على حركات معينة، يعتاد عليها الكفيف أثناء سيره في الطريق، و"طقطقة أصابعه" من أجل اكتشاف صدى الصوت وتجنب أي شيء قد يعترض طريقه، وهذا يدل على أن "الساحر" درس شخصية الكفيف بعناية شديدة، قبل تجسيد دور "الشيخ حسني".

المشهد الأهم في فيلم "الكيت كات"، كان بين "الشيخ حسني" ونجله "يوسف" الذي اتهمه بإنفاق كل أمواله على شرب الحشيش، ليهم الوالد بصفعه على وجهه، غير أن تلك الصفعة القوية سببت للنجم شريف منير ضررًا كبيرًا في أذنه، قبل أن يكتشف المخرج داوود عبدالسيد أن "الجلابية" التي ظهر بها "الساحر" في ذلك المشهد مختلفة عن ملابسه في المشهد الذي سبقه، ما أدى لإعادته مرة أخرى، وتكرار صفع "الساحر" للفنان شريف منير بنفس القوة.

مشهد آخر حواه فيلم "الكيت كات" خرج إلى النور دون أن يكون له وجود في سيناريو العمل، تمثل في حالة الضحك الهيستيري التي انتابت الفنانين محمود عبد العزيز وشريف منير حينما سقطا معا في النيل، إثر الجملة الشهيرة التي قالها "الشيخ حسني": "ياد أنا باشوف أحسن منك في النور والظلمة"، ثم يروي "منير" أن "الساحر" لم يستطع، خلال ذلك المشهد، النظر إلى الكاميرا نظرًا لنوبة الضحك المستمرة التي دخل فيها.

ولم يتحدث أبطال العمل، صراحة، عن الشخصية الحقيقية لـ"الشيخ حسني"، ولكن الكاتب إبراهيم أصلان، صاحب رواية "مالك الحزين" المأخوذ عنها فيلم "الكيت كات"، كشف في أحد فصول كتابه: "شيء من هذا القبيل" عن أن "الشيخ حسني"، الحقيقي، غادر الحارة بعد فضحه لأهلها عبر الميكروفون، وانتهى به الحال إلى منطقة "بولاق أبو العلا"، واشتد به المرض ولكنه مات داخل عربة "تاكسي" قبل الوصول إلى المستشفى.

كل شخصيات الفيلم كانت حقيقية وكانوا مقيمين في منطقة "الكيت كات" وجمعهم الكاتب إبراهيم أصلان في كتابه "مالك الحزين".

الشيخ حسني اسمه الحقيقي الشيخ محسن موسى، وكان من أوائل دفعته في معهد الموسيقى العربية وكان رافض الاعتراف أنه كفيف، ومعظم مواقف الفيلم من حياته الشخصية الحقيقية.

يحتل فيلم " الكيت كات " المركز رقم 24 في قائمة أفضل 100 فيلم في ذاكرة السينما المصرية.

حصل على الجائزة الذهبية لأحسن فيلم من مهرجان دمشق السينمائي الدولى عام ١٩٩١.