سقوط الفارس الأول فى معركة العمرانية والطالبية

العدد الأسبوعي

بوابة الفجر


أحداث درامية شهدتها دائرة العمرانية والطالبية والجيزة، بسقوط محمد فؤاد، النائب فى البرلمان المنتهية ولايته، بشكل صادم وغير متوقع مع النشاط الملحوظ لفؤاد على الصعيدين الرقابى والتشريعى داخل مجلس النواب، أو الخدمى لأهالى الدائرة.

قبل إغلاق باب التصويت الساعة 9 مساء الأحد الماضى، والبدء فى فرز الأصوات، بدا أن هناك جولة إعادة بين المرشحين الأربعة الأعلى أصواتا وهم: محمد فؤاد، ومحمد على عبد الحميد وأحمد عاشور وعلاء شلتوت.

لكن بعد ساعات ومع صباح اليوم التالى، كانت الأمور مختلفة تماما بنهاية لم تكن متوقعة إذ احتفل أنصار كل من محمد على عبد الحميد وأحمد عاشور بفوزهما بمقعدى الدائرة بفارق رهيب فى الأصوات يصل لـ80 ألف صوت عن فؤاد وشلوت، المرشحين عن الحزب المصرى الديمقراطى الاجتماعى، الأمر الذى دعاهما إلى الطعن على النتيجة أمام اللجنة العامة للانتخابات، وذلك بعد إعلان اللجنة الحصر العددى لأصوات الدائرة.

وتضمن الطعن وجود اختلاف صارخ فى البيان الحصرى المعلن عن الأرقام الحقيقية التى تم جمعها باللجان الفرعية والمثبتة بالمحاضر الرسمية المسلمة لمندوبيهم داخل اللجان، بجانب الإشارة إلى أنهما تقدما بمذكرات عن وجود تجاوزات فى سقف الإنفاق على الدعاية وتقديم رشاوى.

ورغم أن المعركة فى حكم المنتهية إلا أن فؤاد أغلق صفحتها بحديث مؤلم عن ما جرى فى التصويت وخارج اللجان معبرا عن رفضه النتيجة وقبوله بالواقع فى نفس الوقت فى تناقض يعكس ما جرى فى اللجان وذلك بقوله: «مش هقول حاجة ومش هشرح ملابسات وتفاصيل لأنها واضحة ومش محتاجة كلام كتير، الكلام عن النتيجة ومنطقيتها أمر أعتقد محتاجين نتجاوزه لأن ساعات المنطق بيكون عطلان بشكل يصعب أصلا إنك تتكلم فيه، رغم الرشاوى، إحنا كسبنا معركة الوعى وده يطمنى إن الناس عرفت تختار بإرادة حرة وإن الفلوس ماكسبتش بصرف النظر عن النتيجة».

محمد فؤاد فارس العمرانية الشجاع الذى استطاع بمفرده إحراج جماعة الإخوان الإرهابية فى عز سطوتها فى الانتخابات البرلمانية 2011، بعد أن نجح فى خوض الإعادة أمام مرشح الجماعة القوى وقتئذ جمال العشرى حيث كانت الدائرة من أسخن دوائر الجمهورية لوجود كتلة تصويتية كبيرة للتنظيمات الإسلامية ورغم ذلك صمد فؤاد أمام الإخوان ولم ينسحب، وفى 2015 فاز فؤاد فى الانتخابات وكان له دور تشريعى بارز خلال الـ5 سنوات المنقضية.

خسر فؤاد الانتخابات، لكنه كسب حب وتأييد الشعب المصرى، فلم يكن فؤاد طوال الدورة البرلمانية نائباً عن دائرته العمرانية فقط، وإنما كان مثالا لما يجب أن يكون عليه النائب باعتباره ممثلا للشعب، من خلال تقدمه بعدد من مشروعات القوانين التى تمس أوجاع المواطنين سواء، على رأسها قانون الأحوال الشخصية.

على الضفة الثانية وفى الإسكندرية، يخوض هيثم الحريرى، نجل النائب الراحل أبو العز الحريرى، معركة شرسة فى الدائرة الرابعة بمحافظة الإسكندرية، والتى تضم «محرم بك، وأبيس، وكرموز، وغيط العنب، ومينا البصل»، حيث يسعى للاحتفاظ بمقعده بعد أن نجح فى الوصول لجولة الإعادة والمقررة يومى 23 و24 نوفمبر المقبل.

يعد الحريرى الصغير أول معارض يتفوق فى نتائج انتخابات البرلمانية، فى معركة هى الأشرس بالنسبة لغيره من أعضاء المجلس الذين خسر عدد كبير منهم الجولة الأولى، لأسباب منها تغير مزاج الناخب وعدم اهتمام النواب أنفسهم بالجانب الخدمى فضلاً عن إخفاقهم فى أداء الدور الرقابى والتشريعى..

أما الحريرى فأحد النماذج القليلة فى المجلس التى أدت دورها بتوازن مع اهتمامه بأهالى الدائرة الذين عاش وسطهم باعتباره أحدهم بجانب اهتمامه بالرد على جميع الرسائل والاتصالات وقدرة أى مواطن على الوصول إليه بسهولة، ولذا لن يكون غريبا إذا استمر الحريرى الصغير فى المجلس، المفاجأة ستكون أى شىء آخر.