من البداية للنهاية.. القصة الكاملة لفتاة المعادي

تقارير وحوارات

الضحية
الضحية


فى إحدى أبرز الوقائع التى تحمل بين طياتها الكثير من الحزن والألم، فكانت شاهدة على وحشية اثنين من المسجلين، أقدما على قتل ضحيتهما بدم بارد، طمعا فى خطف حقيبتها، والاستحواذ على ما فيها من متعلقات شخصية، ربما توفر لهم ولو القليل من المال، بعدما لاذا بالفرار، لكن عدالة السماء أبت إلا أن تسقطهما فى قبضة رجال الأمن، تمهيدا للقصاص العادل منهما، بعدما أثار ما فعلاه اشمئزاز الجميع، فانتفضت مواقع التواصل الاجتماعى، وتحولت صفحاتها آلات حرب، شنها كل من اطلع على تفاصيل القضية، ضد المجرمين، وسط مطالبات بإعدامهما انتقاما منهما على ما اقترفاه من إثم، وإزهاق روح لا ذنب لها سوى أنها كانت مطمع لهما.

البداية

بدأت تفاصيل الواقعة حين تلقت الأجهزة الأمنية بلاغا بوفاة مريم، التى عرفت باسم "فتاة المعادى"، فى محاولة قام بها شخصان للسطو على حقيبتها، بطريق الخطف، فى نطاق قسم شرطة المعادى.

تفاصيل الواقعة

وأصدرت النيابة العامة بيانا، أوضحت فيه ملابسات الواقعة، جاء فيه أن النيابة العامة في غضون الساعة السابعة مساءً، تلقت بلاغًا من غرفة عمليات النجدة بقسم شرطة المعادى، بوفاة المجنى عليها مريم، البالغة من العمر أربعة وعشرين عامًا، بحى المعادى، وأنَّ شاهدًا قد أبلغ الشرطة برؤيته سيارة ميكروباص بيضاء اللون، يستقلُّها اثنان، انتزع مُرافِق سائقِها حقيبةَ المجنى عليها منها، ممَّا أدى إلى اصطدامها بسيارة متوقفة ومن ثَمَّ وفاتها.

وأضاف البيان أن النيابة العامة انتقلت لمناظرة جثمان المجنى عليها، وتبينت إصابتها بأنحاء متفرقة من جسدها، كما انتقلت لمعاينة مسرح الحدث بصحبةِ ضُبَّاط الإدارة العامة لتحقيق الأدلة الجنائية، فتبينت آثار دماء ملطخة بالرمال على مقربة من إحدى السيارات، فأخذت عينات منها، وكلَّفت ضباطَ الإدارة بمضاهاتها بعينة دماء المجنى عليها، كما تمكنت النيابة العامة من الحصول على خمسة مقاطع مرئية من آلات المراقبة المُطلَّة على موقع الحادث، والتى تبيَّن منها مرور السيارة التى استقلها المتهمان بسرعة فائقة.

وتابع البيان أن النيابة العامة سألت شاهدًا رأى المجنى عليها بصحبة أخرى، تتحدثان بالقرب من السيارة التى عثرت النيابة على آثار دمويَّة بالقرب منها، وخلال توقفهما اقتربت سيارة ميكروباص، بيضاء اللون، مطموس بيانات لوحتها المعدنية الخلفية، يستقلها اثنان، أدلى بمواصفاتهما، إذ انتزع مرافق سائقها حقيبة المجنى عليها التى كانت ترتديها على ظهرها، وتشبث بها خلال تحرك السيارة ممَّا أخلَّ بتوازن المجنى عليها، فارتطم رأسُها بمقدمة السيارة التى كانت تتوقف بجوارها، وفرَّ الجانيان بالحقيبة، بينما ابتعدت الفتاة التى كانت بصحبة المجنى عليها خوفًا أثناء وقوع الحادث، وأضاف بأن المجنى عليها قد مكثت قرابة نصف ساعة بمكان الحادث حتى قدوم سيارة الإسعاف، ثم فارقت الحياة.

وقررت النيابة العامة، استكمالًا للتحقيقات، استدعاء مَن كانت بصحبة المجنى عليها لسماع شهادتها، وتكليف الإدارة العامة لتحقيق الأدلة الجنائية ببيان الأفعال المادية الظاهرة بالمقاطع المأخوذة من آلات المراقبة للواقعة، وطلبت تحريات الشرطة حول الحادث وضبط مرتكبيه.

القبض على المتهمين

وكانت الشرطة على قدر المسئولية فى التعامل مع تلك الواقعة، فتمكنت سريعا من تحديد هوية المتهمين، وألقت القبض عليهما.

وقال مصدر أمنى إن المتهمين أقارب "أولاد خالة"، وهما من أصحاب السوابق، أحدهما من مصر القديمة والثانى من بولاق الدكرور، حيث كونا تشكيلا عصابيا لسرقة الحقائب بأسلوب الخطف، باستخدام سيارة، فيقود أحدهما السيارة الميكروباص ويقترب من الضحية، فيما يقوم الآخر بخطف الحقيبة من الضحية.

دوافع الجريمة

وكشفت التحقيقات الأولية التى أجرتها النيابة العامة أن الدافع من وراء الجريمة هو السرقة وليس التحرش، إذ اعترف المتهمان بمحاولة سرقة حقيبة المجنى عليها، وفور انتزاعها، قاما بالهرب.

تشييع جنازة المجنى عليها

وأمرت النيابة العامة بتسليم جثمان فتاة المعادى لذويها، حيث أدى جمع كبير من أهلها وأقاربها وأصدقائها، صلاة الجنازة عليها، بمسجد السيدة نفيسة، ثم تم نقلها إلى مدينة بلبيس فى محافظة الشرقية، حيث تم دفنها بمقابر الأسرة.