المفتي: النقاب قضية اجتماعية وليست دينية (فيديو)

توك شو

شوقي علام
شوقي علام


رد شوقي علام، مفتي الديار المصرية، على سؤال زوج يقول إن زوجته ترتدي النقاب بدافع الدين، رغم أنه يتعارض مع قوانين البلد الأوروبي المقيمين فيه، وعن مدى إمكانية استخدام سلطاته كزوج في منع زوجته من ارتداء النقاب.

وقال مفتي الجمهورية في جوابه، خلال لقائه مع الإعلامي حمدي رزق ببرنامج "نظرة"، المذاع على قناة "صدى البلد"، أن يجب على الزوجة أن تعيش بالحد الذي شرعه الله وهو أن تستر جسدها ما عدا الوجه والكفين.

وأردف الدكتور شوقي علام، مفتي الديار المصرية، أن النقاب يخضع لعادات الأقوام والشعوب وليس قضية دينية وإنما اجتماعية ولا علاقة له بالنص الشرعي.

وفي وقت سابق، قال إن دار الإفتاء أنشأت عام 2014 مرصدًا لفتاوى التكفير والآراء المتطرفة، يعمل على مدار الساعة لرصد كافة الفتاوى والآراء التي تصدر عن الجماعات المتطرفة، ويعمل على تفكيكها وتفنيدها والرد عليها بمنهجية علمية دقيقة وبمخرجات مختلفة متنوعة.

وأشار إلى أن الدار كذلك تُعنى بأحوال المسلمين في الخارج، خاصة في الغرب، وأن علماء الدار قاموا بجولات مكوكية في مختلف دول العالم والتقوا بالجاليات المسلمة هناك، وقال: "كنا حريصين على حث الجالية المسلمة في الدول الغربية على الاندماج الإيجابي والفعال في مجتمعاتهم، والالتزام بالقوانين التي وضعت لتنظيم الحياة فيها".

وأكد مفتي الجمهورية أن المدخل الحقيقي لأي تقدم في الدول هو التنمية وبناء الإنسان، وهو السبيل الأمثل لمواجهة الفكر المتطرف الذي ينبت في البيئات التي تفتقد للتنمية، لافتًا إلى أن مصر خطت خطوات كبيرة خلال السنوات الأخيرة منذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي المسئولية في تنمية الإنسان والمجتمع، فضلًا عن النجاح الكبير الذي حققه الجيش المصري في حربه على الإرهاب في سيناء.
وقال فضيلة المفتي: "قمنا في عام 2016 بفتح ملف المنتمين لداعش من المجتمعات الغربية، ووجدنا بالبحث والدراسة أن 50% من المنتمين للتنظيمات الإرهابية من الغرب، واستنتجنا أن هناك خللًا في الخطاب الديني لدى القادة الدينيين هناك".

وأضاف فضيلته أن دار الإفتاء من خلال الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم عقدت مؤتمرًا دوليًّا حول: "التكوين العلمي والتأهيل الإفتائي لأئمة المساجد في الخارج"، وكان نتاج هذا المؤتمر تدريب عدد كبير من أئمة المساجد في الغرب، خاصة بريطانيا، وكذلك أئمة أفريقيا، خاصة من البلدان التي ظهرت فيها الجماعات المتطرفة مثل بوكو حرام ومثيلاتها.

وأشار إلى أن الدار أصدرت كذلك عددًا من الكتب والمطبوعات التي تواجه الفكر المتطرف بلغات مختلفة، بالإضافة إلى مجلة insight التي تردُّ فيها الدار على مجلة "دابق" و"ورمية" اللتين يصدرهما تنظيم داعش المتطرف.

وأكد مفتي الجمهورية أننا بحاجة إلى بذل مزيد من الجهود والتعاون الكبير بين جميع دول العالم في مواجهة التطرف والإرهاب؛ لأن التطرف لم يعد مقتصرًا على دول بعينها، ولكنه أصبح يهدد الجميع.

حرية الاعتقاد
وحول حرية الاعتقاد وموقف الإسلام منه قال فضيلة المفتي: "إن الإسلام منذ أول لحظة يعترف بالتعددية الدينية، وأنه لا يمكن إكراه أحد على اعتناق عقيدة معينة؛ لأن العقيدة أمر قلبي، فجاء قول الله تعالى: {لا إكراه في الدين} ليكون حاسمًا لهذا الأمر".

وأضاف أن مصر لديها تجربة فريدة في العيش المشترك والاندماج الكامل بين المصريين جميعًا على اختلاف عقائدهم، فالكل سواء أمام الدستور والقانون، وهو ما نص عليه دستور 1923، وأكدنا عليه في التعديل الدستوري عام 2014، قائلًا: "كنت أحد أعضاء لجنة الخمسين لتعديل الدستور، وكنا حريصين على ضمان المساواة الكاملة بين كل المصريين".

مصر تحقق تقدما كبير
وتابع: "حققت مصر بقيادة الرئيس السيسي تقدمًا كبيرًا في هذا المجال، حيث صدر مؤخرًا تشريع قانوني لأول مرة منذ 200 عام تقريبًا لحماية دور العبادة وتقنين أوضاعها".