تدخل واصطفاف أردوغان قد يحول أذربيجان إلى دولة منبوذة

عربي ودولي

بوابة الفجر





مع استمرار المعارك حول إقليم ناغورنو قره باخ بين أرمينيا وأذربيجان منذ السابع والعشرين من سبتمبر (أيلول) الماضي، وخصوصاً مع اصطفاف الرئيس التركيّ رجب طيب أردوغان إلى جانب الأذريين، يتخوف مراقبون من أن تنقل أنقرة وضعها السياسي المأزوم والمعزول إلى باكو. 

 

وبحسب موقع 24، ليس على الجيش سوى النظر إلى كيفية تحول حليفته الأساسية، تركيا، إلى دولة منبوذة في كثير من أنحاء العالمفي هذا الإطار، يتطرّق الصحافي أحمد صلاح إلى إعلان أذربيجان تصميمها على استعادة الأراضي التي تصفها بـ "المحتلة" من أرمينيا، ولمرة واحدة ونهائية، فأطلقت عمليّة عسكريّة ضدّ أرمينيا.

 

وكتب صلاح في منصة "مودرن ديبلوماسي" الأوروبية أنّ التوترات بين باكو ويريفان قديمة، وعلى الرغم من ذلك، فاجأ النزاع الأخير المجتمع الدولي. وفي الوقت نفسه، أعربت تركيا فوراً عن موافقتها على تحركات أذربيجان والتي أعطت الثقة على ما يبدو إلى القيادة الأذرية التي اعتقدت أنّها قادرة على ضمان انتصار على القوات الأرمينية من دون أي مشاكل.


 
 

إنّ هجوماً مباغتاً شنته قوات متفوقة مدعومة من تركيا، وهي دولة إقليمية قوية وعضو في حلف شمال الأطلسي، لم يسمح للأذريين بفرض سيطرة كاملة على إقليم ناغورنو قره باخ. وفصّل الصحافي الأخطاء التي وقعت فيها الحملة المشتركة بين تركيا وأذربيجان.


 
 

في البداية، كررت وسائل إعلامية بارزة كيف تقوم تركيا بنشر مرتزقة من سوريا وليبيا للقتال إلى جانب الجيش الأذري. غير أن التجارب أظهرت أن مجموعات كهذه لا علاقة لها أبداً بالروح المعنوية المرتفعة وبالتدريب القتالي المهني. وأشار الصحافي إلى أن المرتزقة السوريين أبدوا رغبة قليلة في تحقيق أي نجاح على الميدان في إقليم ناغورنو قره باخ. يهتم معظم المقاتلين الذين تم إرسالهم إلى المعركة بالمال الذي يحصلون عليه من تركيا لقاء مشاركتهم في الحرب إلى جانب أذربيجان.


 
 

علاوة على ذلك، وجّه استخدام المرتزقة ضربة قاضية إلى صورة باكو. والمثل واضح حول كيفية لجوء الرئيس الأذري إلهام علييف لنفس أساليب النزاع القذرة وغير الشرعية التي يستخدمها نظيره التركي في سوريا وليبيا وفي شرق البحر المتوسط.


 
 

من ناحية ثانية، تابع صلاح، يواجه الأذريون الذين يستندون بالكامل إلى دعم تركيا خطر تلقي رد مناسب من حلفاء أرمينيا. ومن غير المرجح أن يتمكن الأذريون من الصمود أمام هذا الرد. سيكون دخول أصدقاء أرمينيا إلى منطقة الحرب الطريق الصحيح لتعميق التورط التركي فيها، الأمر الذي يؤدي إلى مزيد من التصعيد وتوسيع النزاع. من البديهي ألا يكون الرئيس الأذري راغباً في رؤية دولته مركزاً لمعركة شرسة بين أعداء إقليميين.

 

لكنّ التصعيد والتضحيات غير الضرورية والعزلة الدولية هي نتائج لا تشكل لائحة مكتملة عما يمكن أن يؤدي إليه اعتداء باكو ضد يريفان. سيفهم الجيش الأذري هذا الأمر في وقت قريب، وهو يعاني أصلاً من الخسائر، في الوقت الذي بدأ يعبّر عن شكوك حول نجاح حربه السريعة في ناغورنو قره باخ. ويرى صلاح ختاماً أن ليس على الجيش سوى النظر إلى كيفية تحول حليفته الأساسية، تركيا، إلى دولة منبوذة في كثير من أنحاء العالم.