بعد اندلاع المواجهات بين أرمينيا وأذربيجان... تعرف على أصل الأزمة ومحاولات تركيا لاستغلالها ا

عربي ودولي

بوابة الفجر


التوترات بين أرمينيا واذربيجان تزايدت اليوم، بعد وقوع مواجهات عنيفة بين الجيش الأذربيجاني والانفصاليين في منطقة ناجورني قره باغ، ما ينذر بنشوب حرب بين الدولتين تكون لها تداعيات في تؤثر على دول أخرى بالمنطقة ابرزها تركيا وروسيا.

وشنت أذربيجان، اليوم لأحد، حملة قصف على منطقة ناجورني قره باغ الانفصالية بعد أن زعم الانفصاليون الأرمينيون إسقاط مروحيتين عسكريتين تابعتين للجيش الأذربيجاني، مما زاد من احتمال اندلاع حرب واسعة النطاق بين أذربيجان وأرمينيا اللتين انخرطتا على مدى عقود في نزاع للسيطرة على ناغورني قره باغ.

وأوضحت وزارة الدفاع في أذربيجان بأنها أطلقت عملية مضادة لكبح أنشطة القتال الأرمينية وضمان سلامة السكان، مشيرة إلى أن هناك تقارير عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف المدنيين والعسكريين"

وأعلنت أرمينيا الأحكام العرفية والتعبئة العامة بعد الاشتباكات، وتبادلت الدولتان الاتهامات بشأن اندلاع الاشتباكات التي سقط فيها قتلى من الجانبين.

ومع اندلاع المواجهات، سارعت تركيا بالدخل في الأزمة، ووجه انتقادات لأرمينيا موضحة أن يريفان عقبة أمام السلام وتعهدت بمواصلة دعم باكو.

تدخل تركي

ودعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مواطني أرمينيا في بيان نشره على "تويتر" بعد حديث هاتفي مع رئيس أذربيجان، إلهام علييف، إلى التمسك بمستقبلهم في مواجهة "قيادة تجرهم إلى كارثة ومن يستخدمونها كدمى".

وأضاف أن تضامن أنقرة مع باكو "سيستمر ويزيد"، ودعا العالم للوقوف مع أذربيجيان في مواجهة أرمينيا التي وصفها بأمبر أكبر تهديد للسلام بالمنطقة.

وفي ذات السياق، ذكرت أنباء إعلامية أن تركيا بدأت نقل مئات المرتزقة السوريين إلى حليفتها أذربيجان، إلى جانب إجراء مناورات عسكرية مشتركة مع باكو، وتهيئة الأرضية لتأسيس قاعدة عسكرية تركية هناك قرب الحدود مع أرمينيا.

دعوة لوقف إطلاق النار

على جانب آخر، سارعت روسيا إلى الدعوة لوقف فوري لإطلاق النار وبدء محادثات، وقالت وزارة الخارجية الروسية "ندعو الطرفين للوقف الفوري لإطلاق النار وبدء محادثات لإعادة الاستقرار إلى الوضع".

أصل الأزمة

وتعود الأزمة بين الدولتين للتسعينات، حينما ضم الاتحاد السوفيتي السابق عام 1921، منطقة ناخشيفان ذات الأغلبية السكانية الأرمنية، وكان الأرمن يشكلون 94% من سكانها، إلى أذربيجان، وبعدها انتزع الانفصاليون الأرمينيون قره باغ من باكو في حرب في التسعينيات أودت بـ30 ألف شخص.

وتجمدت المحادثات لحل نزاع قره باغ، الذي يعد بين أسوأ النزاعات الناجمة عن انهيار الاتحاد السوفياتي عام 1991، منذ اتفاق لوقف إطلاق النار أبرم سنة 1994.

وسعت فرنسا وروسيا والولايات المتحدة لإحلال السلام بين الدولتين، وكونت ما يعرف بـ"مجموعة مينسك"، لكن آخر محاولة تذكر للتوصل إلى اتفاق سلام انهارت في 2010.

واستثمرت أذربيجان بشكل كبير في جيشها وتعهدت مرارا باستعادة قره باغ بالقوة، فيما أعلنت أرمينيا أنها ستدافع عن المنطقة التي أعلنت استقلالها لكنها لا تزال تعتمد بشكل كبير على يريفان.