حكاية فيلم.. "القاهرة 30" كان سببًا لتفكير حمدي أحمد في الاعتزال.. تعرف على المرشح الأول له

الفجر الفني

بوابة الفجر



حكاية فيلم اليوم عن من أفضل عشر أفلام في تاريخ السينما المصرية وهو "القاهرة 30".

بعد فيلم "لا وقت للحب" عام 1663 غاب صلاح أبوسيف عن السينما 3 سنوات، انقطع فيها عن تقديم أعماله التي ينتظرها صناع الفن والجمهور على حد سواء، ليعود بعدها بواحد اعتبره من أفضل عشر أفلام في تاريخ السينما المصرية، فيلم "القاهرة 30".

الفيلم المأخوذ عن رواية "القاهرة الجديدة" للأديب العالمي نجيب محفوظ، الرواية التي مثلت صفعة قوية للمجتمع.
حول صلاح أبو سيف الرواية لسيناريو بعد نشرها بحوالي 18 عامًا، وهنا نكتشف أن تفاعلات وشخصيات نجيب محفوظ مستمرة لعصورة عديدة وصالحة للتقديم.

غير صلاح أبو سيف، اسم الرواية من فضيحة في الزمالك إلى فضيحة في القاهرة إلى القاهرة الجديدة ليتم الإستقرار على "القاهرة 30"، وهذا مقبول دراميا لكن حذف بعض الشخصيات من شخصيات الرواية في الفيلم جاء بخلل في التوازن الدرامي بين الشخصيات.

صور أبو سيف شخصية علي طه أنها المقابلة لشخصية بطل الفيلم محجوب عبد الدايم، ولن في الرواية كانت تقابلها شخصية أحمد بدير التي قدمها عبد المنعم إبراهيم، شخصية وصولية لا تمانع التنازل عن أي شيء لكن بطريقة غير صريحة لا تمس مظهره أمام المجتمع، عكس عبد الدايم الذي قرر أن يكون وقحا فجا ويواجه المجتمع بفجاجته دون أي إحراج، لدرجة إنه يطلب من زوجته صراحة أن تجهز نفسها لرفيقها الوزير قبل مجيئه بساعات لمجرد أنها وعدته بمنصب "سكرتير الوزير"، حذف بعض الشخصيات لم يكن في صالح الفيلم فنيًا.

رشح المخرج صلاح أبو سيف، الفنان عبد المنعم إبراهيم، لدور البطولة ولكن أسند الدور للفنان حمدي أحمد، ولعب "غبراهيم" دور الصحفي أحمد بدير.

حضر المخرج صلاح أبوسيف، أحداث الفيلم في مطلع الثلاثينيات، واختار له اسم "القاهرة 30"، وهي فترة حكم إسماعيل صدقي باشا، التي ألغى فيها الدستور وألغى مجلس النواب وحكم مسنودًا من القصر والاحتلال الإنجليزي، ونكّل بكل أطياف القوى الوطنية وأسلم البلد إلى حياة الرذيلة والفساد، وكان من الطبيعى أن تقوم ضده الثورات وتحاربه وتندد به.

وكان المشهد الأخير من "القاهرة 30" والمنشورات التي تتطاير فوق الرؤوس في محطة مصر شيئًا واقعيًا وطبيعيًا جدًا لكي ينهي به صلاح أبوسيف الفيلم.

وأعد صلاح أبوسيف، المنشورات وطبعها في مطبعة المعهد العالي للسينما، ونقلت إلى مكان التصوير لتنفيذ المشهد ولينهوا تصوير الفيلم، وبدأوا يجهزون للعرض.

وذات يوم، فوجئ جمال الليثى بتليفون من وزير الثقافة وقتها، سليمان حزين، يستدعيه إلى مكتبه على عجل، وما إن ذهب إليه وجلس أمامه حتى سأله بلهجة مفزوعة ووجهه ملىء باللهفة: "إيه حكاية المنشورات اللي بيقولوا إنك طبعتها ووزعتها فى باب الحديد؟".

وشرح له أن المنشورات التى يقصدها مطبوعة في معهد السينما، لكي يصورها صلاح أبوسيف في مشهد من مشاهد فيلم "القاهرة 30"، وهو فيلم قطاع عام ومصرح به من الرقابة، وعبارات المنشور الذي يتحدث عنه مجازة من الرقابة وتتلاءم مع أحداث القصة التي تجري أحداثها فى أوائل الثلاثينيات ولا علاقة لها بهذه الفترة، وعرض عليه أن يذهب معه لكي يرى المشهد في ختام الفيلم.
وذهب معه فعلًا ثم عادا إلى مكتب وزير الثقافة مرة أخرى ووجده يتصل برقم تليفون معين وسمعه يتحدث إلى الرجل على الطرف الآخر لكي يشرح حكاية المنشورات وطبيعة وجودها في فيلم "القاهرة 30".

وكسب الفيلم شعبية كبيرة فى أروقة المهرجان، وبدأوا يتلقون عروضًا لتوزيعه في أوروبا الشرقية من خلال موزع مصري مقيم هناك.

يحتل فيلم " القاهرة 30" المركز رقم 18 في قائمة أفضل 100 فيلم بذاكرة السينما المصرية حسب إستفتاء النقاد بمناسبة مرور 100 عام على أول عرض سينمائي بالأسكندرية "1896-1996".

فيلم القاهرة 30 كان سببًا لتفكير حمدي أحمد، في الاعتزال ووصفه باللعنة التي صاحبته في فترة طويلة من حياته.