"القضية الفلسطينية".. الإمارات تحقق الانتصار للحق المشروع

عربي ودولي

بوابة الفجر


 لم تغب دولة الإمارات العربية المتحدة يومًا عن مساندة الشعب الفلسطيني ودعمه في جميع مراحل قضيته العادلة، والتي تجلت، اليوم الخميس، في انتصارها للقضية المركزية التي ظلت ثابتة ضمن أولويات سياستها الخارجية.

 

انتصارٌ إماراتي للحق الفلسطيني تمثل في منع إسرائيل من ضم أراض محتلة بالضفة الغربية وغور الأردن، ليهتف التاريخ بالحقائق ومن رحمه تتفجر الشواهد.

 

تراجع إسرائيلي جاء بعد اتصال هاتفي جرى بين الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

 

وخلال الاتصال تم الاتفاق على وقف ضم إسرائيل للأراضي الفلسطينية، ووضع خارطة طريق نحو تدشين التعاون المشترك بين الإمارات وإسرائيل وصولا إلى علاقات ثنائية.

 

وقال بيان إماراتي أمريكي إسرائيلي مشترك، إنه من شأن هذا الإنجاز الدبلوماسي التاريخي أن يعزز السلام في منطقة الشرق الأوسط.

 

ووصف هذه الخطوة بأنها شهادة على الدبلوماسية الجريئة والرؤية التي تحلى بها القادة الثلاثة، وعلى شجاعة الإمارات وإسرائيل في رسم مسار جديد يفتح المجال أمام إمكانيات كبيرة في المنطقة. 

 

وإعلان اليوم ليس سوى امتداد بديهي لمواقف خالدة أرسى لبنتها المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، تزدان بها مجلدات التاريخ وتفتخر بها أجيال البلدين، التي تشهد على قضية عاشت ولا تزال تعيش في قلب ووجدان دولة الإمارات، قيادة وشعبا.

 

دعمٌ إماراتي متعدد الاتجاهات، لم يقتصر يوما على مجال بعينه كما لا يحتاج النبش في التفاصيل، هو الماضي في الدعم الأزلي، والحاضر في إعلان اليوم، والمستقبل في تأشيرة نحو دولة تضمن العيش الآمن.

 

الضم تهديد للمنطقة والعالم في الأول من يوليو/تموز الماضي، كانت فلسطين ومعها حكومات العالم وشعوبها، ينتظرون إعلان رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، عن خطة الضم المثيرة للجدل، ومدى قدرته على المضي قدما في تنفيذها على الأرض.

 

مخطط إسرائيلي لضم غور الأردن والمستوطنات الإسرائيلية بالضفة الغربية، جوبه بموجة غضب شعبي وإدانات رسمية على صعيد دول المنطقة والعالم أجمع.

 

مشروع إسرائيلي كانت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد طرحته ضمن خطتها المعروفة إعلاميا بـ"صفقة القرن" وتمهد الطريق أمام تل أبيب لضم أجزاء من الضفة الغربية المحتلة بما فيها مستوطنات غير شرعية.

 

الإمارات وفلسطين.. عقود من التضامن قبل منع مخطط إسرائيل، سجلت الإمارات موقفا يخلده التاريخ، بالحشد ضد القرار، في كافة المحافل المحلية والدولية، والتأكيد على أن الضم لن يمثل سوى تقويضا لفرص ومساعي عملية السلام في الشرق الأوسط والعالم أجمع، مترجمة موقفها الراسخ منذ تأسيسها عام 1971، بأن القضية الفلسطينية كانت وستبقى القضية المركزية الأولى لسياستها الخارجية.

 

مواقف ترجمتها القيادة الإماراتية، في لقاءاتها وتصريحاتها تجاه المستجدات الحاصلة في الساحة الفلسطينية، لعل آخرها كان اللقاء الذي جمع الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني بن الحسين، الشهر الماضي.

 

لقاءٌ جرى في العاصمة أبوظبي وبحث جملة من القضايا ذات الاهتمام المشترك، في مقدمتها التداعيات الخطيرة للضم الإسرائيلي، وأكد خلاله الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، أهمية تعزيز التضامن والعمل العربي خلال هذه المرحلة الدقيقة لمواجهة التحديات التي تهدد أمن واستقرار المنطقة وشعوبها.

 

هذا التحرك ضمن الإجماع العربي، سبق وأن عبر عنه الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي، الذي أعرب عن بالغ قلقه ورفضه لما تضمنه برنامج الحكومة الإسرائيلية من خطط وإجراءات لضم أراض فلسطينية في الضفة الغربية وفرض السيادة الإسرائيلية عليها.

 

وهو ما عبّر عنه البيان الذي قدمته دولة الإمارات العربية المتحدة، بصفتها رئيس مجموعة الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، إلى مجلس الأمن الدولي، يلخص قلقها العميق على آفاق السلام بين فلسطين وإسرائيل.

 

وقالت المجموعة في بيانها إن "خطة إسرائيل أحادية الجانب لضم مساحات شاسعة من الأرض الفلسطينية المحتلة لا تزال تشكل تهديدا يلوح في الأفق".

 

وأكدت على "مواصلة دعم الشعب الفلسطيني وحماية حل الدولتين، بحيث تعيش الدولة الفلسطينية جنبا إلى جنب مع إسرائيل في سلام وأمن واعتراف متبادل".

 

ولم تنس الإمارات في ذلك البيان، حث المجموعة المجتمع الدولي، على ممارسة الضغط على إسرائيل لمنع خطة الضم التي لطالما اعتبرتها تقويضا للسلام والأمن والاستقرار.

 

مقال العتيبة.. ضربة لتجار القضية ولم ينس العالم المقال الذي كتبه سفير دولة الإمارات العربية لدى واشنطن، يوسف العتيبة، ونشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية في يونيو/حزيران الماضي، والذي أصاب العابثين والمستغلين والحاقدين والمتاجرين بالقضية الفلسطينية في مقتل.

 

فإلى جانب تحركها سياسيا ضمن الإجماع العربي ضد مخطط الضم، أحدثت الإمارات اختراقا بمخاطبة الشعب الإسرائيلي مباشرة وفي عقر داره وباللغة التي يفهمها، عبر مقال العتيبة الذي حذر من تداعيات الخطوة.

 

وجدد العتيبة في مقاله موقف بلاده الذي يؤكد أن الضم "سيقوض بالتأكيد وعلى الفور التطلعات الإسرائيلية لتحسين العلاقات الأمنية والاقتصادية والثقافية مع العالم العربي".

 

مقالٌ وصفه خبراء ومراقبون بالخطوة الجريئة التي تنم عن ذكاء شديد، استخدمت فيها الإمارات "هجوم السلام الذكى"، لدعم الحق الفلسطيني، ووضعت الرأي العام الإسرائيلي أمام لحظة اختيار واضحة لا تحتمل التأويل، وعرّت الشعارات الرنانة الكاذبة والبطولات الزائفة والمؤامرات التي يحيكها حلف الشر القطري التركي.

 

سياسة إماراتية سارت على خطى المواثيق والقرارات الدولية المعنية بالقضية الفلسطينية، وقرارات الجامعة العربية، ومنظمة التعاون الإسلامي، الساعية لإيجاد حل شامل وعادل للفلسطينيين، وتعزيز الأمن الإقليمي والعربي