بجسر جوي ومستشفى ميداني.. كيف ساعدت مصر لبنان بعد انفجار مرفأ بيروت؟

تقارير وحوارات

مستشفى مصر الميداني
مستشفى مصر الميداني ببيروت


بخطوات متسارعة، تحركها مشاعر الأخوة والصداقة بين البلدين، انتفضت مصر مقدمة يد العون والمساعدة للبنان، الذى شهد كارثة إنسانية، إثر وقوع حادث تفجير مرفأ بيروت، مما أدى إلى وقوع عشرات الضحايا، ومئات المصابين، فضلا عن تشريد نحو 300 ألف شخص بسبب الدمار الذى حل بالعاصمة اللبنانية المنكوبة، التى قد تحتاج إلى مليارات الدولارات لإعادة بنائها، إذ يتوقع اقتصاديون أن يمحو الانفجار ما يصل إلى 25% من الناتج المحلى الإجمالى للبلاد.

دعم معنوي
فى البداية، وفور وقوع الحادث، بادر الرئيس عبد الفتاح السيسى بدعم لبنان معنويا، إذ أجرى اتصالا هاتفيا بالرئيس اللبنانى العماد ميشيل عون لتقديم واجب العزاء فى ضحايا انفجار مرفأ بيروت، الذى أودى بحياة العشرات من الضحايا وتسبب فى إصابة المئات، معربا عن خالص المواساة للأشقاء فى لبنان حكومة وشعبًا، داعيًا المولى عز وجل بالشفاء العاجل للجرحى وأن يلهم أسر الضحايا الصبر والسلوان، ومؤكدا تضامن مصر حكومة وشعبًا مع الأشقاء فى لبنان والاستعداد لتسخير كل الإمكانات لمساعدة ودعم لبنان فى محنته.

المساعدات
واتخذت مصر، التى حلت فى صدارة الدول الداعمة للبنان، إجراءات عدة، إذ وجه الرئيس السيسى، بتجيهز طائرتين تضم كل منهما مساعدات طبية عاجلة لإرسالها إلى بيروت، وفق ما أعلنه أسامة هيكل، وزير الإعلام، الذى أكد أن ذلك يأتى ضمن حزمة من الإجراءات التى تتخذها مصر لمساعدة البلد العربى الشقيق.

كما وجه الرئيس السيسى، السبت الماضى، بفتح جسر جوى لاستمرار تقديم المساعدات إلى الشعب اللبنانى لمواجهة تبعات الانفجار، فأقلعت طائرة نقل عسكرية ثانية محملة بشحنة مساعدات عاجلة، تتضمن كميات كبيرة من المستلزمات الطبية والمواد الغذائية المقدمة من مصر إلى لبنان، دعما لها فى مواجهة تداعيات انفجار مرفأ بيروت.

وكان الرئيس عبد الفتاح السيسى على رأس المشاركين فى المؤتمر، الذى جاء بمبادرة فرنسية ورعاية أممية، ومشاركة عدد من رؤساء الدول المانحة الداعمة للبنان، عبر تقنية الفيديو كونفرانس، الأحد الماضى، لدعم لبنان.

وأعرب الرئيس السيسى، خلال كلمته، عن الشكر والتقدير للرئيس الفرنسي ماكرون للمبادرة بالدعوة لعقد هذا المؤتمر، والذي يكتسب أهمية بالغة في ظل الظرف العصيب الذي يواجه لبنان، داعيا المجتمع الدولي إلى بذل ما يستطيع من أجل مساعدة لبنان على النهوض مجددا من خلال تجاوز الآثار المدمرة لحادث بيروت وإعادة إعمار ما تعرض للهدم.

مواد الإغاثة
كما أشار الرئيس إلى أن مصر شرعت في أعقاب انفجار بيروت الأليم في تقديم يد العون إلى الأشقاء في لبنان عبر جسر جوي مُحمل بالمواد الإغاثية والأطقم والمستلزمات الطبية اللازمة لمساعدتهم على مواجهة تداعيات الحادث، كما فتح المستشفى العسكري الميداني المصري في لبنان أبوابه لتقديم الخدمات الطبية العاجلة، مؤكدا على دعم مصر وتضامنها الكامل مع الشعب اللبناني، واستعدادها التام لتقديم كل أشكل الدعم من خلال المزيد من المساعدات الطبية والإغاثية اللازمة في هذا الصدد، إلى جانب تسخير إمكاناتها لمساعدة الأشقاء في لبنان في جهود إعادة إعمار المناطق المتضررة.

وناشد الرئيس الوطنيين المخلصين في لبنان، على اختلاف مواقعهم، النأي بوطنهم عن التجاذبات والصراعات الإقليمية، وتركيز جهودهم على تقوية مؤسسات الدولة الوطنية اللبنانية، وتلبية تطلعات الشعب اللبناني عبر تنفيذ الإصلاحات الاقتصادية الحتمية التي لا مجال لتأجيلها، بما يؤهل لبنان للحصول على ثقة المؤسسات المالية الدولية والدعم الدولي، الأمر الذي سينعكس إيجابا على مسيرة لبنان نحو تحقيق الاستقرار والتنمية والرخاء.

وأرسلت مصر وزير خارجيتها، سامح شكرى، الذى زار المستشفى العسكري الميداني المصري ببيروت، واطمأن على سير العمل بها، الذي يشمل 6 عيادات رئيسية، كما ثَمّن الإسهام الكبير للمستشفى في جهود إسعاف المصابين والمتضررين من حادث الانفجار الأليم الذي أصاب لبنان الشقيق، والذي بدأ بعد ساعة واحدة فقط من الانفجار، وذلك بالإضافة إلى دوره في تقديم الخدمات الطبية مجانًا لكل من يحتاجها على أرض لبنان.

وفي سياق منفصل، انضم وزير الخارجية سامح شكري، أمس الإثنين، في الاجتماع الذي نظمته الأمم المتحدة حول الوضع الإنساني في لبنان.

وأرسل الهلال الأحمر المصري، وبنك الطعام، وبنك الكساء، ومؤسسة مصر الخير، ومؤسسة مرسال، والجمعية الشرعية، وجمعية البر والتقوى، مواد إغاثية للبنانيين، بحسب ما أكده الدكتور ياسر علوي، سفير مصر بلبنان، الذى شدد على أن لبنان حاضر في قلب كل مصري.

كل ذلك، دعا العميد الركن إلياس جبر، مندوب قيادة الجيش اللبناني، إلى توجيه الشكر والتقدير للقيادة المصرية، التي دائما ما تقف إلى جوار دول العالم فيما تمر به من كوارث وأزمات، بينما أعرب اللواء الركن محمد خير، رئيس الهيئة العليا للإغاثة اللبنانية، عن عميق شكره وامتنانه للجهود المصرية الكبيرة والمستمرة والوقوف بجانب الشعب اللبناني في محنته الحالية.