«كورونا» وتطوير طارق شوقى يجبران مكتبات الفجالة على الإغلاق

العدد الأسبوعي

بوابة الفجر



«المؤسسة الحديثة» و«نهضة مصر» تخسر الملايين وتحاول ترويج المناهج الناطقة والريدر والامتحانات الرقمية والمعلم الإلكترونى

رغم أن وزارة التربية والتعليم كانت فى معركة رباعية الأطراف مع أولياء الأمور والطلاب والمدرسين لتطوير النظام التعليم ليصبح إلكترونيًا، إلا أن ظروف جائحة فيروس كورونا سرعت من اتخاذ هذا القرار لطلاب المرحلتين الإعدادية والثانوية للعام الدراسى المقبل الذى سيبدأ فى أكتوبر.

ورغم التأثير الإيجابى لهذه القرارات على نظام الدراسة الذى بدأ فى مواكبة الدول المتقدمة، إلا أنها أثرت سلبًا على تجار الكتب خصوصاً فى منطقة الفجالة.

يقول محمد حسنين، صاحب إحدى المكتبات إن نسبة الإقبال على شراء الكتب الخارجية انخفضت إلى النصف تقريبًا، وهو ما تسبب فى إغلاق 4 مكتبات بالمنطقة، تقدر خسائرها بمليونى جنيه، بينما اتجهت مكتبات أخرى لبيع النسخ بأقل من ربع الثمن الأصلى.

وأوضح «حسنين» أن سبب الخسائر ليس ضعف إقبال الطلبة على الشراء ولكن لأن شركات الطباعة والتوزيع لجأت هذا العام إلى تخفيض الإصدارات بنسبة 30% وتوقفت عن طباعة الكتب الجانبية مثل الأسئلة المتوقعة للامتحانات، وكتب الأنشطة الصيفية، وكتب الخط وورقة الامتحان.

وقال شريف طلعت، بائع بإحدى المكتبات، إن شركات الكتب الخارجية لم تتعرض لخسائر كبيرة مقارنة بالتجار الصغار لأن الشركات تستطيع تدوير الفائض السنوى من الكتب القديمة لتناسب العام الجديد، واستبدلت أكثر من 120 عنوانا بمطبوعات حديثة ووسائل تواكب القرارات الجديدة الصادرة عن الوزارة، فبدأت شركة المعاصر فى الترويج لكتب تحتوى على تدريبات الامتحانات الإلكترونية والتى توجد منها نسخ تقليدية ونسخ خاصة تحتوى أوراقها على شريحة إلكترونية مزودة بها للتمكن من التعامل معها عبر الهواتف الذكية لحل المسائل والتى وصل سعرها إلى 1300 جنيه.

أما شركة نهضة مصر فبدأت فى إصدار كتب ناطقة لطلاب المرحلة الابتدائية بمجرد الضغط على الكلمات يتم قراءتها وشرحها ويطلق عليها «المعلم الإلكترونى الصغير» حيث تتعامل مع الطلاب وكأنها مدرس فى الفصل ويصل سعر المنتج لـ980 جنيها.

واتجهت الشركة لتزويد الكتب الخاصة بالمراحل الإعدادية والثانوية بأجهزة «ريدر» يتم تحميل المناهج عليها ومعها أقلام للمس عن بعد لحل الأسئلة ومشاهدة الفيديوهات التى تحتوى على مجموعة من الشروحات لكبار الأساتذة بكل مادة، مع إمكانية تصوير الصفحة المطبوعة من الكتاب بعد حلها بخاصية «سكان» المتوفرة فى الجهاز ليقوم أحد الأساتذة بتصحيحها وإرسالها تلقائيًا للطالب دون تواصل مباشر ويصل سعر الكتاب المطبوع مرفقًا به الريدر إلى 1100 جنيه.

تؤكد شركات الكتب الخارجية أنها تعرضت لخسائر فادحة لا يستوعبها التجار الصغار، وحسب محمد رامى، مسئول التسويق بشركة نهضة مصر، فرغم أن هذه الفترة هى موسم ذروة المبيعات إلا أن قلة البيع تسببت فى خسارة الشركة حوالى 2 مليون و650 ألف جنيه فى شهر واحد فقط.