"المتهم بيشرب مخدرات والشارع اتملى دم".. جيران قتيل ببولاق الدكرور يروون لحظاته الأخيرة (فيديو)

حوادث

المجني عليه في الحج
المجني عليه في الحج ومع جيرانه


"الحقوني".. هزت هذه الصرخة أرجاء شارع المعهد الديني في منطقة صفط اللبن بالجيزة، ليهرول السكان مفزوعين من منازلهم لإغاثة صاحب الصوت الذي يعلمونه جيدا، إنه الشاب الطيب "سيد الخولي"، ولكنهم صدموا حينما رأوه غارقا في دمائه، يصارع للبقاء على قيد الحياة، والصمود ولو دقائق قليلة حتى ينجده أحد، بعدما طعنه عامل خمسيني يدعى "سيد حنفي"، في قلبه الذي ينزف آخر قطرات من الدماء تبقيه حيًا، بعدما طعنه في وقت سابق في شرفه بالتحرش بزوجته، وطمعه فيها، حيث أغرته شهوات عينيه، ليكتب المشهد الأخير من حياة الشاب الطيب والجدع.

بحثا خلف الكواليس، وسعيا وراء كشف تفاصيل الحقيقة، وخيوط الجريمة، انتقلت محررة " الفجر" إلى مكان وقوع الجريمة، وتحدثت مع شهود العيان، الذين رووا بدموعهم قبل لسانهم ما حدث للشاب الجدع.

زوجة الضحية بتحفظ القرآن للأطفال
بصوت مبحوح جرحه الألم، قال أحد الجيران ويدعي "أحمد" صديق المجني عليه "سيد عبد الفتاح الخولي"، ليروي اللحظات الأخيرة للضحية قائلا: "إحنا جيران من زمان، وللأسف مشكلة معاكسة "سيد حنفي" لأهل بيت "سيد الخولي" من زمان، وياما اتكلمنا معه بس مفيش فايدة"، واصفا أهل بيت الضحية، بالخلق الكريمة والزوجة الصالحة، وهي حاصلة على شهادة الجامعة، وكانت تجتمع بأطفال الشارع وتحفظ لهم القرآن الكريم.



"المتهم بيشرب مخدرات وبيعمل مشاكل"
وعلق الجار على أفعال المتهم، أنه معروف في المنطقة باختلاق المشاكل وشربه للمخدرات، ومعاكسة بعض السيدات، ولكن كان يختص بالمعاكسة أهل بيت "سيد الخولي"، مشيرا أن المجني عليه كان شباب الشارع من الصغير للكبير ينادوا عليه بكلمة "الحاج"، لأخلاقه الكريمة ولزيارة بيت الله "قضاء مناسك الحج" عدة مرات".

سيرة حسنة انتهت نهاية مأساوية
يتذكر شهامة الضحية، وسيرته الحسنة مع أهالي منطقته، ويقول: كان "سيد"، شابًا طيبًا و"جدع" كما يصفه أهالي منطقته، ويعمل "كهربائي"، ويساعد أهل المنطقة ويقف بجانب الكبير والصغير، مشيرا لو في عزاء بالشارع، يذهب بنفسه ليخلص كافة الإجراءات الخاصة بالعزاء، كان بمثابة أخ كبير لأهل منطقته.


"الشارع اتملا دم"
يلتقط الحديث أحد الجيران، ويروي تفاصيل يوم الواقعة، ويقول: كان "سيد" عائدا من عمله، ووجد الجار جالسا أمام منزله بطريقة غير لائقة ينظر إلى أهل بيته، توجه إليه لمعاتبته، وتذكره بما حدث في الجلسة الودية التي حدثت منذ فترة، ولكن أثناء المشادة الكلامية أخرج المتهم سلاحًا أبيض (مطواة) وطعن بها الضحية "سيد" في كتفه وقلبه وظهره.

"الشارع كله اتملأ دم".. وتابع الجار في حديثه إلى "الفجر"، أنه بعد طعن سيد، كان لا يوجد أحد من شباب الشارع لإنقاذ المجني عليه، فبدأ يتطوح "سيد" وهو مطعونا في جسده في الشارع ويصرخ ويستغيث: "الحقوني"، في ذلك الوقت خرج عدد من الشباب ، ووجدوا الدم يملأ الشارع، فأخذوه بسرعة على المستشفى ولكنه لفظ أنفاسه الأخيرة.

المتهم له سابقة شروع في قتل.. ومطالب بالإعدام
مسجل خطر.. ويتابع الجار حديثه عن المتهم، ويقول: ما علمه عنه أنه كانت له سابقة منذ أكثر من ١٥ عام، وهي شروع في قتل، مشيرا إلى أن هذه الواقعة لم تكن في نفس المنطقة ولكن خارجها، معقبا: "لا نعلم أين كانت".

واختتم جيران "سيد الخولي"، كلامهم، مطالبين الإعدام للمتهم، قائلين: "يتم عياله.. إيه ذنبهم".

تحقيقات النيابة: حبس المتهم ٤ أيام
أمرت النيابة العامة بجنوب الجيزة، أمس الاثنين، بحبس عامل ويدعى "سيد حنفي" يبلغ من العمر ٥٠ عاما، ٤ أيام على ذمة التحقيقات لاتهامه بقتل شاب ويدعى "سيد الخولي" بسبب معاكسة أهل بيت الضحية.

بداية الواقعة، كانت بتلقي ضباط مباحث قسم شرطة بولاق الدكرور، بلاغ يفيد بوقوع مشاجرة ووجود قتيلًا بشارع المعهد الديني الجديد بمنطقة صفط اللبن، وعلي الفور انتقلت قوة أمنية لمكان الحادث كشف ملابساته.

وبالفحص وعمل التحريات تبين أن مشادة كلامية نشبت بين شاب يدعي "س. أ"، وآخر من أهالي المنطقة بسبب خلافات الجيرة وتطور الأمر إلى مشاجرة نتج عنها مقتل الطرف الأول، فشعرت أسرته بالغضب وقرروا الانتقام لمقتله فأشعلوا النار في منزل الطرف الآخر، وعلى الفور تم إخطار الحماية المدينة والدفع بثلاث سيارات، وتم السيطرة على الحريق.

تحرر المحضر اللازم، وإخطار النيابة العامة للتحقيق.