اللعب على أوتار التطرف.. محللون سياسيون يكشفون أهداف أردوغان الخارجية من "آيا صوفيا"

عربي ودولي

بوابة الفجر


لطالما يتلاعب الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، على مشاعر المسلمين، فالأمر تكرر مرارا؛ من أجل كسب نفوذ سياسي واللعب على مشاعر الملسمين في الدول الأوروبية، من أجل تبرير انتهاكاته في الدول التي يدخل فيها.

وخلال الحملة الانتخابية لأردوغان بالانتخابات الرئاسية الأخيرة، وعد الأتراك بتحويل "آيا صوفيا" إلى مسجد، لكنه عاد عقب فوزه للتراجع عن هذه الوعود، قائلًا: "إنه لو تم تحويل (أيا صوفيا) لمسجد فستضر عشرات المساجد بأوروبا"، ورفض خلال تصريح آخر قبل عامين للرئيس أردوغان مطالب تحويل أيا صوفيا إلى مسجد والصلاة فيه، وقال إن مسجد السلطان أحمد، المقابل لآيا صوفيا لا يمتلئ بالمصلين.

وعاد الأمر على الساحة بعد انخفاض شعبيته في تركيا، بسبب اللأزمات التي تضرب البلاد وطالت حزبه الحاكم وتدخله السفر في تركيا.

وتكرر الأمر بعد أيام من إحياء أردوغان وعوده بتحويل المتحف إلى مسجد، وداعب بها مشاعر المسلمين، حتى انتقد رئيس الوزراء السابق لتركيا وزعيم حزب المستقبل المعارض، أحمد داود أوغلو، أردوغان مشككا في جديته في تحويل المتحف إلى مسجد، ومعتبرًا أنه يلعب بورقة أيا صوفيا كلما ضاقت به.

وقال أوغلو في ديسمبر الماضي، "توقف عن التعامل مع رموزنا المقدسة كبطاقة للخروج من السجن كلما واجهتك مشكلة، إن كل حكومة حاولت على مدى عقود استغلال مساحة مقدسة أو قيمة مشتركة عندما فقدت اتصالها مع الناس.

ويأتي انتقاد أوغلو في الوقت الذي يواجه فيها أردوغان تحديات على خلفية سياساته الخارج التي يأخذها عليه بعض الساسة ويتهموه فيها بتوريط تركيا في ازمات إقليمة، وأبرز تلك الأزمات التي تتدخل فيها تركيا هي الملف الليبي، الذي دفع فيه أردوغان بعناصر إرهابية، للقتال نيابة عنه.

ويرى المحللون السياسيون، أن أردوغان يسعى لمداعبة مشاعر المسلمين في أوروبا، وذلك في وقت زادت فيه التوترات مع الاتحاد الاوروبي على خلفية تدخه في الأزمة الليبية ومتاجرته بالسوريين للقتال نيابة عنه.

وذكر المحلل السياسي السعودي، الدكتور طلال الطريفي، أن الحزب الحاكم التركي يتلاعب حاليًا على شعبه والحكومات الضعيفة التي تستظل بظله، وبذلك أصبحت العاطفة معلَّقة بين تصديق هذا الثوب الإسلامي المطرّز بالتقوى والكرامات، والواقع المادي البعيد كل الُعد عنه في دعم المثلية والعلاقة مع إسرائيل، وارتكاب الجرائم المتلاحقة في حق الأبرياء العرب، سواء باستغلالهم كمرتزقة أو بتنفيذ عمليات عسكرية على أرضهم والاستيلاء على خيرات بلادهم، ناهيك عما يحدث من استنزاف اقتصادي يمارس على مستوى دولة كاملة بنظام الإتاوة.

وأكد أن تحويل متحف "آيا صوفيا" لمسجد يعتبر صورة واضحة من صور التلاعب بالمشاعر، خاصة مع تداول رفع الأذان فيه وإعادة فتحه أمام المصلين، مؤكدا أن القصد الأساسي من ذلك هو كسب الجانب المُتطرّف من المسلمين بهذه الصورة التي تثير مشاعرهم، وتغطي على الواقع المادي البعيد جدًا عن الإسلام.

وذكر أن الرسول حرص على احترام مشاعر أصحاب الديانات الأخرى وسار على نهجه الخلفاء الراشدون، وهو ما أكده دكتور رشيد الخيون، بقوله إن الوقت الحالي ليس ماسب لإصدار تلك القرارات، خاصة مع انتشار وباء كورونا، والحاجة لتضامن كل الفئات للمرور من الأزمة.

وأكد الطريفي، أن قرار الرئيس التركي ليس له علاقة بقواعد الإسلام في هذه الممارسة، وإنما جاء ليخدم التطرف عند الجانبين: الجماعات الإسلامية التي ترى في مثل هذه القرارات غير المحسوبة، وكأنها جاءت لتغذي فكرها المتشدد، ومن جانب آخر أن هذا القرار سيزيد احتقان الجماعات المتعصبة دينيًا وعرقيًا الأوروبية أو المسيحية حول العالم، ضد المسلمين.