د.حماد عبدالله يكتب: "محمد صلاح" صانع الفرحة !!

مقالات الرأي

بوابة الفجر




نشتاق كمصريين للفرح نتلهف علي أخبار مفرحة نتمسك بأي فرصة حتي لو كانت تلك اللحظة هي لحظات إنتصارنا في ماتش كرة قدم بارقة أمل واحدة تجمعنا كمصريين من يفهم في لعبة كرة القدم أو من لا يفهم فقد شاهدت أطفال ( بنات ) أقل من عشر سنوات يبكين من الفرح وأثناء نقل أحداث مباراة مصر مع إيطاليا في مسابقة كأس القارات منذ عدة سنوات بحنوب أفريقيا ، نفرح فى المقاهى أثناء إذاعة مباراة للنادى الإنجليزى "ليفربول" لأن نجمنا المصرى "محمد صلاح" يسجل فى أهداف وكأن "مصر" هى التى تنتصر فى المبارة رغم تعدد جنسيات اللاعبين فى الفريق  ولاشك أن العامل المساعد للإنفعال هو صوت المذيع الليبي الواصف لأحداث المباراة حينما يسجل فرعون مصر يضيع صوت المذيع وهو يصرخ " مصر ، مصر ، مصر" ويكاد يغشي عليه من الفرحة ومن شدة الإنتماء لإسم "محمد صلاح" يشتد الإنتماء للبلد الحبيب "مصر" ،  رغم أن المذيع ( عربي ليبي ) إلا أن مع فرحة النصر بإحراز هدف من اللاعب المصري ومع تصاعد حدة الوصف والإنفعال الكامن داخل كل مصري وكأن الفرحة مستعصية علي المصريين  وكأن ( الكحكة في يد اليتيم عجبة ) مثل شعبي أخذنا نتعجب من أن لدينا لاعب مثل "محمد صلاح" .




الفرحة في حياة شعب مصر أصبحت عملة نادرة والنكد أصبح متوفر في المنازل وفى الأسواق وفي الجرائد وفي الفضائيات وفي قرارات لا نعلم لها أسباب أو وجاهة إقتصادية أو إجتماعية أو حتي سياسية . "نحن نحب النكد" ونبحث عنه ، وحينما يصعب علينا إيجاد النكد في الأحداث الغير متوقعة نقوم بإبتكار الأحداث والأخبار والقرارات التي" تنكد علينا حياتنا" ولعل المتابع للأحداث اليومية في مصر وأيضاً المقارنة بين عواصم أخري في كل بلاد العالم نجد أننا أكثر عواصم العالم نتحدث عما ينُكِدْ علينا ليلنا ويهز السواد حول جفوننا نهاراً بعد طول سهر وصداع وأيضاً تفكير فيما وصلنا إليه  وكيفية حدوثه .

نحن ننام يومياً علي اخبار حوادث إرهابية وحوداث قاتلة للمواطنين نتيجة الإهمال، والقتل العمد وسبق والإصرار ، وكذلك التحريض والإغتصاب  وعمليات النهب والنصب والإحتيال علي "العام والخاص" إلى أن ننتقل إلي ماتش كرة قدم يلعب فيه نجم مصرى لامع  حتي يكرمنا الله بجول ثم أخر ثم ثالث لننام ليلة هادئة في إنتظار "النكداً غداً"  وكأنه قد إستعصى علينا الفرح.    

ربنا يحفظك يا "محمد صلاح" لجلب الفرح لقلوب المصريين.

   Hammad [email protected]