حكاية أغنية.. هكذا ولد أوبريت الوطن الأكبر بمشاركة أهم أصوات العالم العربي

الفجر الفني

بوابة الفجر



حكاية أغنية اليوم عن أشهر الأوبريتات على الإطلاق أوبريت "الوطن الأكبر" الذي شارك فيه العديد من الفنانين بالعالم العربي.

بدأت الحكاية من موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب، هو أول من انشغل بفكرة العمل، عقب الإعلان عن مشروع السد العالي، وبمواكبة بدايات مشروع الوحدة العربية، ومن شدة حماسه اتصل هاتفيًا بالشاعر أحمد شفيق كامل، وكان وقتها يشغل منصب الملحق التجاري بالسفارة المصرية في "جدة".

كتب "شفيق" مذهب الأوبريت "وطني حبيبي الوطن الأكبر.. يوم ورا يوم أمجاده بتكتر.. وانتصاراته ماليا حياته وطني بيكبر وبيتحرر"، وبعد أن أعرب له عبدالوهاب عن إعجابه بالمذهب، واصل كتابة باقي مقاطعها وإبلاغه بها تليفونيا، حتى عاد إلى القاهرة ومعه النص الكامل للأوبريت.

استمرت الجلسات بينهما حتى قاما بمشاركة الموزع الموسيقي علي إسماعيل، باختيار مطربيه ومطرباته، واتفقوا أن تكون البداية والنهاية بالعندليب الأسمر عبدالحليم حافظ، باعتباره صوت ثورة 23 يوليو.

وقبل الظهور الأول للأوبريت يوم 9 يناير 1960، شهد أول مراحل تعديله بعد انسحاب المطربة فايزة أحمدظن من البروفات، بدعوى تصاعد خلافاتها مع باقي المطربات، ليقدمه عبدالحليم حافظ، بمشاركة كل من شادية، نجاة الصغيرة، صباح، هدى سلطان، بحفل وضع حجر أساس السد العالي.

بعد 6 أشهر وتحديدا في 23 يوليو 1960، قُدم الأوبريت لثاني مرة، بعد إجراء 3 تعديلات، وكان أولها حذف موالا كان يقدمه عبدالحليم حافظ، ويقول فيه "أموت يا وطني شهيد وأتمنى أعيش تاني وأموت فداك من جديد واحمى أوطاني"، أما التعديل الثاني فكان ضم المطربة فايدة كامل، بعد انسحاب هدى سلطان.

وفي ثالث تعديل للأوبريت تم إضافة مقطع جديد لتغنيه المطربة وردة الجزائرية، والذي تقول فيه "وطني يا ثورة على استعمارهم أملا جزايرك نار دمرهم"، ليكون من حظها أن تتواجد بالنسخه المصورة تليفزيونيًا بمشاركة محمد عبدالوهاب قائدًا موسيقيًا، والتى أخرجها المخرج السينمائي عز الدين ذو الفقار، وصمم ديكورها المبدع السينمائي أيضا شادي عبدالسلام.

هناك تسجيل آخر لهذا النشيد بصوت محمد عبدالوهاب، على العود، وهو مقارب للنشيد الأول الذي ظهرت فيه هدى سلطان.

شعرت فايزة أحمد، بالندم لاحقًا على عدم مشاركتها في هذا النشيد لأنها شاركت في أناشيد أخرى من ألحان عبدالوهاب، لكنها لم تكن في مستوى هذا النشيد ولا نجاحه.

قام بالغناء نخبة من فناني العصر الذهبي في مصر والوطن العربي وهم على الترتيب عبد الحليم حافظ ثم صباح ثم فايدة كامل ثم شادية ثم وردة الجزائرية ثم نجاة الصغيرة ثم كوبليه آخر لعبد الحليم حافظ.