سفراء يشيدون بدور دولة الإمارات الإنساني خلال أزمة كورونا

عربي ودولي

بوابة الفجر



أشاد سفراء دول صديقة معتمدون لدى دولة الإمارات العربية المتحدة بدور الإمارات الإنساني، وثمنوا جهودها ومبادراتها في إيصال المساعدات إلى أكثر من 64 دولة حول العالم، لدعم الطواقم الطبية فيها لمواجهة تفشي فيروس كورونا المستجد المسبب لمرض "كوفيد – 19".

وأكد سفراء الدول على أهمية تضافر جهود الدول للخروج من أزمة كورونا، والاستفادة من التجارب والدروس الناجمة عنها، جاء ذلك في ندوة افتراضية عن بُعد نظمتها وزارة الخارجية والتعاون الدولي، يوم أمس الخميس، وأدارتها مديرة الاتصال الاستراتيجي بالوزارة هند العتيبة، لمناقشة تطورات وتداعيات أزمة انتشار فيروس كورونا.

وقال السفير الألماني بيتر فيشر لدى الإمارات: إنني "أعتقد أن العالم في مرحلة حرجة واستجابتنا هي الأهم في التعامل مع الجائحة"، مضيفاً أن "الاستجابة يجب أن تكون على قدر ما يمر به العالم من أزمات، مثل التغير المناخي الذي يمكن أن يكون أكثر خطورة من كورونا".

وتابع فيشر: أن ما يمر به العالم أزمة، ولكنها فرصة أيضاً لتعمل الدول، لتكون أكثر استدامة وعدلاً، مؤكداً ضرورة بناء الثقة بين الحكومات والشعوب، وذلك من خلال التعاون، وتوفير خدمات الصحة والأمن والاستدامة.

وذكر أن بلاده ترى ضرورة إيجاد حلول للتحديات العالمية، مشيراً إلى أن بلدان الاتحاد الأوروبي تواجه ثلاث أزمات أخرى، وعلينا الاستفادة من الدروس، والعمل بقوة من خلال الشراكات للخروج من الأزمات.

وأوضح حول دور المنظمات الدولية، مثل منظمة الصحة العالمية في هذه الظروف، أن هناك تحدياً قائماً عند بعض الدول التي تعاني وتحاول التعاون بشكل ثنائي مع دول أخرى. وتدعو لمراعاة اختلاف الأنظمة الصحية بين البلدان، مؤكداً على أن منظمة الصحة العالمية تحتاج إلى تحسين وإصلاح أدائها، وذلك يحتاج إلى وقت طويل والعمل بنهج شامل.

وقال: نحن نحتاج لأن نتعامل مع المنظمة في هذه الأزمة، مع الاستمرار في تناول قضايا معالجة أمراض وأوبئة أخرى مثل الملاريا.

وفيما يتعلق بالتعاون والعمل المشترك بين الدول لمواجهة جائحة كورونا، قال: إن "ألمانيا وسنغافورة والإمارات دول مختلفة بثقافات ولغات متنوعة إلا أن الاستجابة كانت متشابهة في التصدي للجائحة والتعاون مع البلدان الأخرى، وأشار للمساعدات التي قدمتها الإمارات لإيران، ما يعكس أهمية مساعدة الدول في هذه الأزمات، ودعم الأنظمة الصحية في كل مكان".

وقال السفير الفرنسي لدى دولة الإمارات لودفيك بوي: "أود أن يتحلى العالم بالقوة والعمل المشترك في هذه الأزمة، ولدينا ضحايا بسبب هذا الفيروس بالآلاف، والشعب الفرنسي يدرك أهمية الحظر الذي تم الفترة الماضية حتى يتمكن الأطباء والممرضون من العمل وإنقاذ المصابين، ولابد من إدراك قيمة عطاء الجنود والأبطال الذين نقابلهم كل يوم من المدرسين والأطباء والممرضين، وأهم الدروس المستفادة هي التعامل بمرونة مع الأزمة، والدرس الآخر هو التحرك العالمي".

ولفت "لودفيك بوي" إلى أن "بعض الدول كان لديها خبرات في التعامل مع الأوبئة، وكل الدول يمكن أن تعمل على المستوى الفردي مع مواطنيها من خلال رفع الوعي، وغرس المسؤولية الشخصية للتعامل مع الفيروس والوقاية من الإصابة به لحين التوصل إلى لقاح له، وفي الوقت نفسه تنظيم فتح السياحة والعمل والاقتصاد مرة أخرى"، مؤكداً على أن "الوصول إلى لقاح مهم وضروري للإنسانية".

وأشار إلى أنه يمكننا عمل المزيد للحد من تداعيات الجائحة، وخاصة في مجال المساعدات الإنسانية، وهو ما تقوم به الإمارات، مشيداً بما قدمته من مساعدات إلى إيران وفلسطين، وغيرها من البلدان، وهي خطوات محل تقدير بلاده والعالم، موضحاً أن فرنسا أيضاً تعمل على المشاركة في تقديم المساعدات الإنسانية خاصة في أفريقيا ومنطقة الساحل التي تعاني انعدام الأمن، ونقص الخدمات الصحية.

ومن جانبه، قال سفير سنغافورة لدى الدولة كمال آر فاسواني: إن "سنغافورة الآن تقوم بفتح المرافق وعودة الحياة للبلاد مجدداً، بعد أن سجلت 39 ألف إصابة بفيروس كورونا"، موضحاً أن الوفيات لم تتعد 25 حالة حتى الآن، وأن والوضع الحالي تحت السيطرة في بلاده، ما مثل حافزاً لإعادة الفتح.

وأضاف فاسواني: أن «كورونا هو تحد قائم، ونتعايش في المجتمع مع هذا الفيروس وفق اشتراطات محددة يلتزم بها الجميع"، لافتاً إلى أن هناك آثاراً صحية واجتماعية واقتصادية للجائحة على سنغافورة، وأولى الخطوات التي اتخذت للتعامل مع الفيروس هي التباعد الجسدي، ثانياً النظافة الشخصية، والتي تعد من الحلول البسيطة، وثالثاً ارتداء الكمامات، وكلها خطوات تعتمد على الأشخاص، وتنجح من خلال التواصل معهم.

كما أكد على أن الفتح التدريجي مهم جداً لتفادي أن تصبح المشكلة طويلة الأمد، وقال الحكومة السنغافورية تكبدت  تكاليف مباشرة وغير مباشرة كبيرة بسبب "كوفيد – 19".

واختتم مداخلته بالإشادة بدور دولة الإمارات العربية المتحدة في ظل هذه الظروف الاستثنائية، وقال "إن الإمارات قامت بدور رائع في التعامل مع الأزمة وعززت الأمن الغذائي".

وأضاف: لم أشعر بأي نقص في المواد الغذائية، وأن الحظر والتباعد الجسدي والرعاية الصحية التي توفرها الإمارات، وتتميز بها مثيرة للإعجاب، فضلاً عن القواعد المنظمة لإدارة الأزمة بمتابعة من القيادة الرشيدة في دولة الإمارات التي تملك رؤية جيدة للتعامل مع الموقف الحالي".