حقوقيون يكشفون حقيقة اندلاع ثورة قريبة بأمريكا

عربي ودولي

الرئيس الأمريكي دونالد
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب


يوما بعد يوم تتزايد الاضطرابات التي ضربت الولايات الأمريكية عقب مقتل الإفريقي الأمريكي جورج فلويد على يد أحد أفراد الشرطة، ويبدو أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لا يرغب بتهدئة الأمور وذلك بعد وصف المتظاهرين بالإرهابيين والدعوة بالتصدي لهم. 
 
وما يحدث في أمريكا في الوقت الحالي، يؤكد زيف الشعارات التي دائما ما تطلقها أمريكا بحجة احترام حقوق الإنسان، حتى تتدخل في شئون غيرها من الدول، وكذب شعارات الحرية والديمقراطية التي تعليها دائما في خطاباتها. 
 
غليان بالمجتمع الأمريكي وثورة قريبة  
وحول ذلك، قال النشاط الحقوقي التونسي، بشير العبيدي، إن أمريكا قد تكون على أعتاب ثورة قريبة تطالب بالمساواة بين حقوق البيض والسود وكل من هو مقيم على الأراضي الأمريكية، موضحا أنه حتى لو لم ترقى الأمور لثورة، فإن هناك حالة من الغليان داخل الأمريكيين الأفارقة والمهاجرين بسبب سوء أوضاعهم والعنصرية التي يعانون منها، فهم لا يشعرون أنهم في وطنهم. 
 
وقال في تصريح خاص، إن ما يحدث الآن، يؤكد المفارقة بين مطالبات الحكومة الأمريكية باحترام حقوق المتظاهرين وعدم الاعتداء عليهم في كل البلدان العربية، وتهديدها بالتدخل في حال الاعتداء على المتظاهرين، وبين ما تقوم به شرطتها الآن حيال المظاهرات التي بدأت سليمة وتحولت لحالة من الشغب بسبب اعتداءات الشرطة وتصريحات ترامب العنصرية التي دعا فيها لقتل المتظاهرين ووصفهم بالإرهابيين. 

انقسام أمريكا بين مؤيد للتظاهر ومعارض له 
وأكد أن ما يؤكد عنصرية ترامب وضعف موقفه وكذبه هو تأييد بعض رؤساء الولايات الأمريكية للمتظاهرين ووقوف الشرطة إلى جانب المتظاهرين في الولايات التي تدعم الديمقراطيين، مشيرا إلى أن ترامب حول أمريكا إلى ولايات منفصلة فالتي تدعم الجمهوريين تعتدي على المتظاهرين، بينما التي تؤدي الديمقراطيين تساندهم.  
 
وأوضح العبيدي أن موقف ترامب سيؤثر عليه دوليا، وعلى احترام وتأييد قراراته بعد ذلك، خاصة وأن أوروبا رفضت تصريحاته ودعت لاحترام المتظاهرين، منوها بأن ذلك ظهر في رفض كندا والدول الأوروبية لاقتراح ترامب بتوسيع مجموعة السبع، بعد أن طالب الأخير بعودة روسيا للمجموعة، وهو مؤشر للجرأة على الولايات المتحدة وسياساتها التي قادت العالم لقرون. 
 
على جانب آخر، قال الحقوقي الأمريكي وعضو الحزب الديمقراطي، ماك شرقاوي، إن حادثة قتل فلويد أثارت حالة من الغضب الشديد في المجتمع الأمريكي، موضحا أن العقاب الذي تلقاه ضباط الشرطة المتورطين لم يكن كافيا، وساهم في زيادة الاضطرابات بالولايات الأمريكية، موضحا أنه كان يجب توجيه الاتهامات للضباط المتورطون في قتل فلوريد والذين اكتفوا بمشاهدة الحادث ولم يتدخلوا لمنعه كما أوقفوا المواطنين لمنع التدخل حتى لا يقتل فلويد. 

إرساء ترامب لمبادئ العنصرية والكراهية  
وأكد في تصريح خاص للفجر، أن ترامب أرسى مبادئ العنصرية منذ أن جاء لحكمه، فخلال 2019، التقي بعدد من ضباط الشرطة من عدة ولايات وأخبرهم بأنهم يتعاملون لطق مع الموقوفين ودعاهم للعنف والشدة في التعامل معهم. 
واضاف:" حتى خلال حادثة فيرجينيا التي أسفرت عن إصابة 19 شخص ومقتل سيدة دهسا، بعد وقوع اشتباكات بين المتظاهرين وعناصر اليمين المتطرف ليخرج ترامب ويصفهم إلى جانب النازيين الجدد وأعضاء حركة "كيه كيه" المناهضة للسود بالأخيار، كما أنه دعا خلال إحدى لقاءاته حينما سئل عن الهجرة، بعدم دخول الأفرقة لبلاده، ووصف القارة السمراء بمكان للتبرز. 
 
محاولة ترامب لتحويل الجيش لقوات باسيج إيرانية  
وبين أن ترامب خلال تصريحاته الأخيرة دعا فيها حركة "ميجا" الكارهة للسود، بحبهم، وبذلك أكد أن الأمريكيين منقسمين وأنه رئيس للبيض فقط، هو ما يؤكد إرسائه لمبادئ العنصرية، ودعا عبر تغريدته التي وصفها "تويتر" بأنها تدعم العنف" ومنع التعليق عليها، لقتل من يقومون بأعمال السلب والنهب، وهو بذلك يدعو لتنفيذ إعدامات ميدانية، وقتل كل من يقوم بأعمال السرقة دون محاكمة، مؤكدا أن ترامب يريد أن يجعل الجيش الأمريكي مثل قوات الباسيج الإيرانية، لتكون أمريكا مثل إيران وأفغانستان والعراق. 
 
ونوه إلى أن ترامب زعم خلال إحدى تغريداته الأخيرة بأن الجيش الأمريكي معه، وذلك أمر خاطئ لأنه لا يملك السلطة لتحريكه للسيطرة على الاضطرابات بالولايات الأمريكية، لأن من له حق التدخل وقت الأزمات والطوارئ هي قوات الحرس الوطني الأمريكي، وترامب لا يمكنه أيضا تحريكهم لأن محافظي البلديات يمكنهم فقط إصدار الأوامر لهم وليس ترامب.