شيخ الأزهر: الظلم وراء دمار الحضارات والشعوب قديما وحديثا (فيديو)

توك شو

الإمام الأكبر الدكتور
الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب


قال الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، إن العدل والظلم متضادان، فأحدهم نفي للأخر والظلم هو الخروج عن حد العدل وعدم الاعتدال في جميع الأمور ومجاوزة الحق إلى الباطل ويسمى بالجور ويكون بأكل اموال الناس بالباطل، كما يكون بالتعدي على الناس بالإساءة بالقول او الإهانة بالضرب أو الاستقواء على الضعفاء.

وأكد "الطيب"، خلال برنامج "الإمام الطيب" المذاع عبر فضائية "dmc"، اليوم الثلاثاء، أن من الظلم الفادح أكل مال اليتيم وظلم الزوج لزوجته سواء كان بالتقصيرالمتعمد في تلبية حاجاتها التي تقرها الأعراف أو في طلباتها والتسلط على البراء بمضايقتهم ومطل الغني في أداء ما عليه من حقوق وديون للأخرين وتأخيره حق الأجير والعامل والموظف وكذلك الجور في قسمة الحقوق والتفرقة في تكافؤ الفرص ومنح الوظائف لمن لا يستحقون.

وتابع شيخ الأزهر، أن القرآن الكريم حذر تجذير بالغ من هذه الرذيلة القاتلة والمربكة لسير الحياة الاجتماعي، مشيرًا إلى أن القرآن تناول مفردة الظلم ومشتقاتها في 190 آيه من آياته؛ لتنبيه المؤمن على خطر هذه الآفة التي كانت وراء دمار الامم والشعوب والحضارات في القديم والحديث، وهذه حقيقة قرآنية قبل أن تكون تاريخية.

وقال فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، إن وجوب صومِ شهرِ رمضانَ ثابتٌ بنصٍّ قطعيٍّ، معلوم من الدِّينِ بالضَّرورةِ، وهو واجبٌ على كلِّ مكلَّفٍ مقيمٍ صحيحٍ خالٍ من الأعذار الشَّرعيةِ التي تمنعه من الصوم، كالمريض مثلا كما في قوله تعالَى: "فمَن كان منكم مريضًا أو على سفرٍ فعدَّةٌ من أيام أُخر".

وأضاف فضيلة الإمام في بيان له: "لا عبرةَ بما يُشيعُه بعض الناس من أنَّ الصوم يُضعِفُ مناعةَ الإنسانِ الصحيحِ، ويُعرِّضه للإصابةِ بـ "فيروس كورونا" فهذه كلُّها دعواتٌ متهافتةٌ لا أساسَ لها عند علماءِ الطبِّ وأساتذته المختصِّينَ، ولا عند ممثلي منظمة الصِّحَّة العالميَّة وقد عقدوا اجتماعًا خاصًّا لمناقشة هذا الأمر في الأزهر الشريف، وانتهوا إلى أنه لا علاقة بين الإصابة بمرض كورونا وصوم رمضان".

وأوصى فضيلة الإمام الأكبر، المسلمينَ بعدة وصايا:
1- الحفاظ على الصلواتِ المفروضةِ وسنةِ التراويحِ في المنازل مع الزوجة والأبناء.
2 - ضرورة استغلال الوقت في العبادةِ وتلاوةِ القرآن.
3 - ألَّا يلتفتُوا للدعواتِّ الشاذَّةِ، وأن يتقيَّدوا بقولِ العُلماء والهيئاتِ الدِّينيَّة المعتمدةِ، والتي ترجِعُ في تقديرِ الحكمِ الشرعيِّ إلى أهلِ الاختصاصِ بهذه الجائحةِ {ذلكَ ومَن يُعظِّمْ شَعَائِرَ الله فإنَّها مِنْ تَقْوَى القُلُوبِ}.
4 - الفقراء أمانةٌ في أعناقِكم، فكونوا لهم عونًا وسندًا ولا تمنعوهم من فضلِ الله الذي آتاكم، فأكرموهم وابذلُوا لهم العطاءَ، واعلموا أن هناك طائفة منهم لا يسألون الناسَ ولا يطلبون شيئًا، تحسبونهم أغنياءَ من التعفُّفِ، فابحثوا عن هؤلاءِ، وصونوا عزةِ نفوسِهم، واجبرُوا خواطرِهم، وعجِّلوا بزكاتِكم، عسى الله أن يُعجِّلَ بأمرٍ من عنده يكون لنا فرجًا ومخرجًا من هذه الأزمةِ الإنسانيةِ.
5 - استغِلُّوا الوقتَ في العبادةِ وتلاوةِ القرآنِ، وغرسِ القيمِ والأخلاقِ في أفراد الأسرة.
6 - اجعلوا من هذا الشهرِ الكريم فرصةً للتضرُّعِ إلى الله عزَّ وجلَّ أن يُزيحَ هذا الوباءَ، فالمؤمنُ ليس له ملجأ غيرَ الله تعالى يلجأُ إليه ويطمعُ في رحمته وعفوه، ولا ينفكُّ المسلمُ مُفتقِرًا إليه في جلبِ المنافعِ، ودفعِ المضارِّ.
7- الأخذِ بالأسبابِ، إن أصابتْه سرَّاءُ كان من الشاكرينَ، وإن أصابته ضراءُ كان من الصابرينَ.
8- وعليكم بحسن الظن بالله، وثقوا بأنه سبحانه سيرفع البلاء وستعود حياة الناس إلى طبيعتها دينًا ودنيا، فهو سبحانه القائل عن نفسه في الحديث القدسي: "أنا عند ظن عبدي بي".