اليوم الـ 24 من شهر رَمَضَان المُعَظَّم 1441هـ

أبراج

اليوم الـ 24 من شهر
اليوم الـ 24 من شهر رَمَضَان المُعَظَّم 1441هـ



* الباب السّادس (عمل الحلم)

هذا الفصل يستعرض فيه فرويد العلاقة بين محتوى الحلم الظاهر وبين أفكاره الكامنة ، و محاولته ترجمة الصور الواردة فى الحلم وكأنها لغة لها حروف وقواعد نحويّة من خلال الفصول التالية.

4-إعتبار قابلية التصوير.
5-التصوير بواسطة الرموز فى الأحلام-أحلام نمطية أخرى.
6-أمثلة-عمليات الحساب والأقوال فى الحلم.
7-الأحلام اللامعقول-النشاط العقلى فى الأحلام.
8-الحالات الوجدانيّة فى الحلم.
9-المراجعة الثانويّة.


4-إعتبار قابليّة التصوير:
يذكر فرويد أنه عندما يقوم العقل بتكوين الصور فى الحلم للتعبير عن المعنى أو الشعور فإنه قد يواجه مشكلة وهى صعوبة التعبير خصوصاً عند التعبير عن الصفات المُجرّدة ، فالرسام أو النحات أو حتى الكاتب الذى يكتب مقالاً إفتتاحياً عن قيمة الأمانة مثلاً سيجدون صعوبة فى التعبير عن قيمة معنى "الأمانة" بالصورة فقابلية تلك الصفة على أن يتم تصويرها يكون صعباً ولذا فقد يلجأ العقل للتعبير عن تلك الصفة بجلب ضدّها أو التعبير عنها بكلمة واحدة لكن لها معنيين ، أو كلمتيْن لهما معنىً واحد ، وقتها يكون المُفسّر فى حالة شك فهل كان هذا العنصر فى الحلم مقصود به الضدّ أم نفسه فعلاً ؟ هل يجب أن يكون تفسير العنصر من نطقه الكلامى (كلمة المغرب لها معنيان ونطقها اللفظى يأتى بمعنى يغرب أى يمشى فى طريقه).

مثال: مريضة شابة وثرية رأت فى الحلم بأنها فى قاعة دار الأوبرا وأنها قد قامت بنصب موائد طعام للناس يأكلون ويشربون ومن بين الجالسين أحد النبلاء من أقاربها الذى كان متزوجاً حديثاُ ومعه زوجته الشابة ، ثم هناك عامود مرتفع مُحاط بسياج وبداخل العامود منصة عليها فرقة من الموسيقيين يقودهم قائد أوركسترا يُشبه هانس ريختر "موسيقار مشهور" لكنه كان يجرى فى حلقة داخل السياج والعرق يتصبب منه ، بينما كانت هى تجلس فى أحد الشرفات للمشاهدة قامت شقيقتها الصغرى الجالسة بين الناس فى الأسفل بإعطائها قطعة جمر بغرض التدفئة قائلة أنها ماكنت تعلم أن العرض سيطول بهذا الوقت وأن البرد شديد فى الشرفات ويستلزم قطعة جمر للتدفئة.

التحليل: المريضة كان لها حبيب يعمل موسيقاراً لكنه أصيب بمرض عقلى تسبب فى توقف العلاقة ، وضعه على المنصة فوق العامود دليل على مكانته الراقية فى قلب المريضة حتى أنه أفضل من هانس ريختر ، السياج وحالة ريختر من جريه وهو قلق ويعرق يدل على حالة الحبيب العقلية وأنه يُعامل كالحيوان فى القفص ، الوقت الطويل للعرض والذى أدى للشعور بالبرد فى الشرفة هو شعورالمريضة بالوحدة وقطعة الجمر هى حرارة الحب التى تحتاجها لتدفئة قلبها ومشاعرها ، بينما كان قريبها النبيل مع زوجته الحديثة يُعبّران عن علاقة حب فى العلن فهذا هو الضدّ لعلاقة حبّ مع حبيب لها فقد عقله فى السرّ.

كما يعود فرويد إلى إمكانية التفسير باستعمال "الرمز" الذى يلجأ إليه العقل فى تصوير الأفكار مع التذكير بأنه لايُوجد قاموس كامل شامل لكل الرموز نلجأ إليه لترجمة الرمز إلى معناه الصحيح ولكن يعتمد تحليل الرمز على المُفسّر وحالة المريض ، الحلم: حلم فريد بأنه يُمسك سكيناً طويلاً ويقوم بقطع قطعة من فطيرة كبيرة بكل حذر ومازاد الصعوبة أن الفطيرة كانت من عدّة طبقات فاستلزم أن يكون شديد الحذر وهو يقطع ثم وهو يقوم بوضع جانب السكين أسفل القطعة المقطوعة لنزعها من الفطيرة ، التفسير: القطع بالسكين ترمز لـ"شق الطريق" فى مجال بحثى جديد كان فرويد مُنغمساً فيه ، والمهارة والحذر أثناء القطع ترمز لأسلوبه فى البحث ، وجود عدّة طبقات من الفطيرة يرمز لإحتواء بحث فرويد على طبقات متراكبة من الشعور والتفكير مايستلزم منه مهارة أكثر فى تعامله معها.


*المصدر: كتاب تفسير الأحلام لسيجموند فرويد ، تحت إشراف الدكتور مُصطفى زيور 1969.