مفاجأة حول استخدام الطوب والأسمنت في ترميم كباش الكرنك (صور)

أخبار مصر

بوابة الفجر


قال الدكتور مصطفى عبد الفتاح رئيس الإدارة المركزية للترميم بوزارة السياحة والآثار، إن عمليات ترميم الآثار قبل فترة الثمانينات كانت تعتمد على مواد هي الآن محرمة علميًا، وذلك؛ لأن تطور علم الترميم لم يكن قد وصل إلى ما ما هو عليه الآن، وأحد الأمثلة التي تثبت ذلك هو أثر الترميمات في تماثيل كباش معبد الكرنك خلف الصرح الأول. 

جاء ذلك تعليقًا على اكتشاف وجود أثر ترميم بالأسمنت والطوب الأحمر في تماثيل الكباش الموجودة خلف الصرح الأول في معابد الكرنك، والتي قامت الفجر بنشر صورها أمس. 

وأوضح عبد الفتاح في تصريحات خاصة إلى بوابة الفجر الإلكترونية، أن الأسمنت استخدم في علميات الترميم من الأربعينات وحتى الستينات من القرن الماضي، وذلك لما يبديه من قوة وحل سريع للمشاكل الإنشائية بدلًا من المكونات ذات الأساس الجيري في ذلك الوقت. 

وتابع عبد الفتاح، لدينا العديد من الآثار الثابتة والمنقولة التي تم استخدام الأسمنت الأسود في عمليات ترميمها وكان هذا هو المتبع عالميًا وليس في مصر فقط. 

وأشار إلى أنه مع استقرار وتقدم علوم الترميم تبين أن الأسمنت من المواد الغنية بالأملاح على اختلاف أنواعها، وبالتالي صدرت من كافة المنظمات المهتمة بالآثار والمباني التاريخية القرارات بوقف استخدام الأسمنت والعودة إلى المونات ذات الأساس الجيري. 

والآن في عمليات إعادة الترميم والصيانة -والكلام لعبد الفتاح- يتم إزالة أي مكونات أسمنتية طالما أن الإزالة لن تضر بالأثر وباستخدام الطرق الآمنة واستبداله بالمواد المناسبة لطبيعة المادة الأثرية وخواصها الهندسية وطبيعة البيئة المحيطة بها. 

الطوب الأحمر

وقال عبد الفتاح الطوب الأحمر استخدم في الترميمات المعمارية حتي الثمانينات، وكذلك في قواعد الأمثلة إلا أن هذه النوعية من مواد البناء لا تناسب طبيعة الآثار من ناحية الخواص المختلفة، وتسبب مشاكلات كثيرة للأثر. 

وأوضح أننا نلجأ الآن إلى تخليص الأثر منها لحماية البقايا الأثرية مع استخدام مواد استكمال تتناسب وطبيعة المادة الأثرية وبيئتها وبناء على ما تقدم فإنه يتم إزالة الأسمنت والطوب الأحمر، وهو تصحيح لوضع خاطئ وحماية وحفظ لتراثنا الحضاري. 

وعن فترة السبعينيات التي تم فيها ترميم تماثيل كباش معبد الكرنك، قال عبد الفتاح إن تلك الفترة من نهاية الستينات وحتى بداية الثمانينات كان القائم على أعمال الترميم العمال والمهندسين المتخصصين، فكان الترميم يتم بفكر هندسي، وقد تم استخدام الأسمنت والطوب كاجتهاد منهم، للحفاظ على الأثر واقفًا، وهو مجهود كبير لهم الشكر على بذله. 

وأشار عبد الفتاح إلى أن منظومة العمل الترميمي المتخصص، والقائمة على وجود أخصائي ترميم بدأت منذ عام 1983م، بعد تخريج أولى دفعات المرممين المصريين المتخصصين، حيث تكونت المنظومة وتشكلت، وصارت تعمل وفق آخر تطورات هذا العلم حول العالم. 

وكانت الفجر قد فجرت القضية بالأمس، حيث كشفت عدد من الصور التي حصلت عليها، عن وجود بقايا ترميم بالأسمنت والطوب الأحمر في قواعد كباش معابد الكرنك، وهو ما أدى لتآكل قواعد تلك التماثيل، وتبين أن هذه التماثيل خلال أعوام 1970 إلى عام 1975 وأثناء إدخال مشروع الصوت والضوء في معابد الكرنك، قامت الإدارة الهندسية في ذلك الوقت برفع تلك الكباش ثم تمرير الأسلاك من أسفلها، وحشو قواعد التماثيل بالطوب الأحمر والأسمنت والزلط، خلال عمليات ترميم لها.

وحسب تصريحات للأمين العام للمجلس الأعلى للآثار أمس فإن هذه المواد التي هي مخالفة لقواعد الترميم الحديث، تفاعلت مع المياه الجوفية التي أدت إلى تدمير قواعد التماثيل بالكامل على مر سنوات اقتربت من الـ 50 عامًا، وعندما اتخذت اللجنة الدائمة للآثار المصرية قرارها بنقل 4 كباش منها إلى ميدان التحرير، وعندما بدأ النقل الفعلي وتم رفع الرديم، اكتشفت هذه الكارثة، وعلى الفور صدر قرار ببدء مشروع ترميم شامل للـ 29 تمثالًا. 

وأشار، إلى أنه لولا قرار النقل كان من الممكن أن يتأخر الكشف عن هذه المخالفة أعوام أخرى، والآن يتم رفع الـ 29 كبشًا، على مخدات خرسانية معزولة، تعويضًا عن القواعد التي تآكلت بسبب الأسمنت والطوب، وأعلن أنه تم الانتهاء من 6 كباش بالفعل وجاري العمل في الـ 23 الباقين.

للاطلاع على تفاصيل الكاملة عبر الروابط التالية: 
من هنا
أو هنا