هل يُرخص الفطر لمن يداوم على السفر؟.. الإفتاء تجيب

أخبار مصر

طائرة
طائرة


الكثيرون يضطرون للسفر إذا احتكم عملهم لذلك، والكثيرون يضطرون للسفر بشكل يومي لمسافات بعيدة ومختلفة، ويحتاج الأمر لقول فصل في وجوب صيام من هو على سفر دائم في شهر رمضان المبارك.

واختلف الأمر كثيرًا في السنوات الماضية؛ نظرًا لتطور وسائل النقل والمواصلات، مما جعلها توفر راحة أكثر، وتقلل من تعب السفر، وتوفر الوقت أيضًا، فأصبحت قادرًا على قطع عشرات الأميال في وقت قياسي، وهو ما اختلف عن وسائل المواصلات قديمًا، والتي بدأت بالأنعام والدواب.

وأجابت دار الإفتاء المصرية، حول وجوب رخصة الفطر لمن يداوم على السفر، قائلة:

رخص الله سبحانه وتعالى للصائم المسافر أن يفطر متى كانت مسافة سفره لا تقل عن مرحلتين، وتُقَدَّران بنحو ثلاثة وثمانين كيلومترًا ونصف الكيلومتر، بشرط أن لا يكون سفره هذا بغرض المعصية، وأناط الشرع رخصة الفطر بتحقق علة السفر فيه من دون نظر إلى ما يصاحب السفر عادة من المشقة.

فصلح السفر أن يكون علة لأنه وصف ظاهر منضبط يصلح لتعليق الحكم به، والحكم يدور مع علته وجودًا وعدمًا، فإذا وُجد السفر وُجِدَت الرخصة، وإذا انتفي انتفت، أمَّا المشقة فهي حكمة غير منضبطة؛ لأنها مختلفة باختلاف الناس، فلا يصلح إناطة الحكم بها.

ولذلك لم يترتب هذا الحكم عليها ولم يرتبط بها وجودًا وعدمًا، قال تعالى: {وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ} [البقرة: 185]، فمتى تحقق وصف السفر في الصائم ولم يكن إنشاؤه بغرض المعصية جاز له الفطر؛ سواء اشتمل سفره على مشقة أم لا، وسواء أتكرر سفرُه هذا أم لا، حتى لو كانت مهنتُه تقتضي سفره المستمر فإن هذا لا يرفع عنه الرخصة الشرعية.
 
وبين الله سبحانه مع ذلك أن الصوم خير له وأفضل مع وجود المُرَخِّص في الفطر بقوله تعالى: { وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ } [البقرة: 184]، والصوم خير له من الفطر في هذه الحالة وأكثر ثوابًا ما دام لا يَشُقُّ عليه؛ نظرًا أن الصوم في غير رمضان لا يساوي الصوم في رمضان ولا يُدانيه وذلك لمن قدر عليه، فإذا ظن المسافر الضرر كُرِه له الصوم، وإن خاف الهلاك وجب الفطر.